نظم مجلس سوريا الديمقراطية صباح اليوم، ندوةً حوارية في مدينة حلب، تحت شعار "انعكاسات التطبيع العربي مع دمشق وتداعياته السياسية"، وذلك لبحث آفاق وتداعيات التحركات الدولية والإقليمية الأخيرة بشأن الأزمة السورية.
الندوة أقيمت في قاعة اجتماعات مجلس سوريا الديمقراطية الواقعة بالقسم الشرقي من حي الشيخ مقصود بحلب، وبحضور عدد من ممثلي الأحزاب السياسية والمثقفين إلى جانب عدد من الكتّاب والمثقفين.
بدأت الندوة بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء، تلاه إلقاء كلمة من قبل الرئيس المشترك لمكتب العلاقات وعضو الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية، حسن محمد علي.
حروب الأقطاب
محمد علي أشار في مستهل حديثه إلى أن ما يحصل على الساحة الدولية له انعكاسات على الساحة السورية وبشكل خاص على شمال وشرق سوريا، موضحاً أن العالم يمر بمرحلة ومنعطفات يجب العمل على مواكبتها.
محمد علي تطرق خلال حديثه، إلى تاريخ الصراع بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الأميركية منذ تسعينيات القرن الماضي، وتجذره منذ ذلك الحين وإلى يومنا هذا كحروب صدرت على أساس إقليمي.
قمة جدة اتخذت من الحيادية شعاراً
فيما أشار محمد علي دور الدول العربية وفي مقدمتها السعودية، في خلق توازن بين القوى المهيمنة، مبيّناً أنها اتخذت الحياد، خاصة في قمة جدة من حيث استضافتها "للرئيس السوري بشار الأسد عن القطب الروسي والرئيس الأوكراني زيلينسكي عن القطب الأميركي الأمر الذي يشير إلى اتخاذ السعودية موقف الحياد، وما استضافة الطرفين إلا بادرة للتأكيد على هذه النقطة".
التطبيع العربي
وعن التطبيع العربي مع حكومة دمشق، أوضح محمد علي أن بعض الدول العربية لم تقطع علاقاتها بدمشق بشكل مباشر كالجزائر والعراق، أما على الجانب الآخر تعتبر دول أن الأزمة السورية انتهت، وبالتالي تعمل على تجديد العلاقات مع حكومة دمشق كالإمارات، لكن ومع ذلك بقيت بعض الدول رافضة للتطبيع مع حكومة دمشق كقطر والكويت والمغرب.
أما عن دور مصر والسعودية في العمل على التطبيع المباشر مع حكومة دمشق، فأعاد محمد علي ذلك إلى "مصالحهم في العمل على تنفيذ مشروع إقليمي في المنطقة بمواجهة التمدد الإيراني والتركي في المنطقة، واعتبار سوريا جسر وصل بين دول الخليج وأوروبا".
نقاط الأطروحة
على جانب آخر، أكد حسن محمد علي على أنهم في مجلس سوريا الديمقراطية يعملون على:
- تحضير أرضية للتقدم لتشكيل جبهة معارضة قوية للضغط على حكومة دمشق للبدء بالتغيير الديمقراطي بسوريا.
- تطوير المعارضة والتوجّه نحو عقد مؤتمر القوى والشخصيات الديمقراطية خلال الأشهر القادمة.
واختتم الرئيس المشترك لمكتب العلاقات وعضو الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية حسن محمد علي، مؤكداً أن شمال شرق سوريا أصبحت معادلة لا يمكن حل الأزمة دونها وبإشراك ممثليها في عملية التغيير الديمقراطي في البلاد.
الحرب الاقتصادية
ليتم بعدها فتح باب النقاش أمام المشاركين لتقديم آرائهم، ومن بينها، مداخلة نائب الرئاسة المشتركة للمجلس العام لأحياء الشيخ مقصود والأشرفية، مرعي الشبلي، الذي أوضح أن "الولايات المتحدة الأميركية تعمل على رسم خريطة عالم جديد وإسقاط الديكتاتوريات...لماذا؟، لأن الشعوب التي تحكمها الديكتاتوريات أصبحت سوقاً للمنتجات الصينية وهو الأمر الذي تعتبره أميركا نقطة لصالح الصين في الحرب الاقتصادية".
في حين أشار الرئيس المشترك لمنتدى حلب الثقافي، أحمد بيرهات، إلى أن اللقاءات الأمنية بين تركيا وسوريا برعاية روسية تحولت إلى لقاءات دبلوماسية لأن تركيا تريد تسخير هذه اللقاءات لأجنداتها داخلياً وخارجياً.
لتنتهي الندوة بالتأكيد على أن مستقبل سوريا مرهون بإنشاء جبهة معارضة وطنية موحدة للتفاوض على إنشاء سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية.