لم يسمح الكريلا دفرم غرزان بسقوط الراية
لقد حارب القائد دفرم وبذل جهود كبيرة وتعرض للإصابة في الساحة وكذلك أيضاً في أنفاق الحرب وفي كل شبر من تراب آفاشين؛ لكنه لم يشتكي ويتذمر، ولم ينزل الراية التي استلمها من جمعة علي أبداً.
لقد حارب القائد دفرم وبذل جهود كبيرة وتعرض للإصابة في الساحة وكذلك أيضاً في أنفاق الحرب وفي كل شبر من تراب آفاشين؛ لكنه لم يشتكي ويتذمر، ولم ينزل الراية التي استلمها من جمعة علي أبداً.
الكريلاتية تأتي في معنى عندما يُقال من أجل وطن "لقد انتهى كل شيء هنا" قم وقل "أنا ها هنا"، فهي في حالة كهذه بحيث يلتزم الجميع الصمت بسبب ممارسة الضغوط وظلم الخوف، هي صرخةٌ من كرامة وطن، فالكريلا هي الانتفاضة في وجه الظلم، مثل شجرة الثورة، ومثل دفرم والقلوب الأشبه بالثورة.
وُلد دفرم في العام 1999 بمدينة إيله، وكان من عائلة كوجرية، وتعرّف في شوارع وأزقة إيله على عكيد من الملاحم الأسطورية، وانغمست الوطنية إلى ثنايا جذوره، وأجج الغضب في قلبه ضد العدو على طريقة عكيد، وتوجه إلى جبال كردستان.
في البداية، توجه إلى ثورة روج آفا
على الرغم من أنه كان موجوداً في السابق بجبال كردستان، إلا أنه أراد بسبب الأحداث الخطيرة التي شهدتها ثورة روج آفا في ذلك الوقت، أن يكون ثورياً من أجل حرية شعبه ضد ظلم داعش.
انتقل من هناك إلى الجبال
عندما وصل إلى الجبل في العام 2017، تم تعيينه في منطقة آفاشين، قاد وحدات الكريلا ضد المحتلين في زاغروس خلال أقسى فترات الحرب، وسار في جبال زاغروس بكل شموخ وكرامة.
طالما أننا موجودون فلن يكونوا
استعدت جبال زاغروس مرة أخرى لمعركة ضارية في نيسان 2021، وابتكر أولئك الذين استلموا إرث المقاتلين الذين لم يفسحوا الطريق أمام الاحتلال، تكتيكات جديدة للانتصار في هذه المعركة، وكان مقاتلو الكريلا يقومون بإنشاء الخنادق والأنفاق في الجبال كما لو أنهم كانوا يحفرون بأظافرهم، وكان دفرم أيضاً أحد بناة هذا الانتصار، حيث كان يعد في ورخله، التي جرت فيها المقاومة الأكثر شرفاً في التاريخ، بناء الخنادق جبناً إلى جنب مع كل من جمعة على وجاف رش وماهر، وفي تلك الفترة التي اقترب العدو من أنفاق الحرب، كانت هذه العبارة تنهمر من صميم قلبه والتي تركت بصماتها على المرحلة؛ "لا يوجد شيء اسمه نحن وأنتم، نحن فقط موجودين، وليس لهم شيء من هذا".
لم يسمح لهم على مدى 120 يوماً
كان دفرم أحد المناضلين الذين يتمتعون بالأخلاق الآبوجية بحيث كان يتحدث فقط عما قام به، وكان يفعل أيضاً ما يقوله، ولذلك، تولى القيادة في مقاومة ورخليه التي استمرت 120 يوماً في أنفاق الحرب، وكان يقاتل المحتلين بشجاعة بحيث يهابه الخوف، وأدرك دفرم بشكل أفضل بعد مقاومة ورخليه أن سيف المعركة يشحذ أكثر من خلال الإرادة والإيمان والانتقام، وبعد هذه المعركة، واصل العمل والناشط في آفاشين، التي باتت الظروف فيها على أشدها، وانتقل في العام 2022 إلى ساحة مامرشو كقائد للمنطقة، وتولى هنا في هذا المكان قيادة الفرق المتنقلة للكريلا، ونفذ العديد من الأنشطة العسكرية.
سيأتي يوم ما وستجف الدماء فيه
بدأ الجيش التركي بشن هجمات الاحتلال مرة أخرى في نيسان 2022، وكان دفرم هذه المرة يقاوم في أنفاق الحري للشهيد تكوشر الواقعة في ساحة ورخليه، وكان في هذه المرة أكثر خبرةً وتصوراً ورباطة جأش بفضل خبرته في حرب الأنفاق، حيث كان ينفذ العمليات كما لو أنه كان يستهزأ من العدو والموت، وكان يعلم جيداً متى يوجه الضربات القاسية للعدو، وتعمق خلال مرحلة حرب الأنفاق حول تكتيكات الكريلاتية للعصر الجديد، ونفذها بمهارة بارعة، وبينما كان يخوض المقاومة في أنفاق الحرب للشهيد تكوشر، كان يقول: "لن نقاوم بعد الآن حتى آخر قطرة دم من دمائنا، سيأتي يوم وتجف فيه الدماء، بل سنقاوم حتى آخر قطعة من عظامنا".
حارب دون توقف
خاض القائد دفرم الحرب حتى العام 2023، وبذل الجهود وتعرض للإصابة في كل شبر وتراب آفاشين، وتغلب على مراحل صعبة للغاية سواءً في الساحة أو في أنفاق الحرب، ولم يشتكي أو يتذمر في يوم من الأيام بسبب الظروف والحرب ولا حتى من الجوع والأرق والإرهاق.
تسلم قيادة الأيلات
إن الشاب الذي كان يرغب أن يكون في إيله مثل عكيد، هو الآن قائد أيلات آفاشين حيث تُخاض فيها مقاومة مهيبة ومنخرط في أشرس المعارك، كما أنه لم يسمح بسقوط الراية التي تسلمها من جمعة علي، وحارب بروح القيادة والانتصار وقتل الموت في الكثير من المرات، وارتقى إلى مرتبة الشهادة في 7 حزيران 2023.