لجنة مهجري سري كانية تؤكد العمل على خدمة أهالي المدينة في الذكرى الثانية لتأسيسها

أكدت لجنة مهجري سري كانيه، في الذكرى الثانية لتأسيسها، الى مواصلة العمل لخدمة أهالي المدينة المحتلة وضمان عودتهم الآمنة.

انبثق عن ملتقى مهجري سري كانيه، الذي عقد في 9 تموز 2021، في مدينة الحسكة، قرار بتشكل لجنة" مهجري سري كانيه/ رأس العين/ رشو عينو".

وفي الذكرى السنوية الثانية لتأسيس اللجنة، أصدرت اللجنة بياناً للرأي العام  قرئ أمام مجلس عوائل الشهداء في مخيم سري كانيه الخاص بمهجري المدينة المحتلة.

البيان أشار إلى ضرورة تشكيل اللجنة واستراتيجيتها خلال الفترة المقبلة، وقرئ بحضور المهجرين، باللغة الكردية من قبل الرئيس المشترك للجنة محمود جميل، والعربية من قبل عضوة اللجنة علا حميدي.

وجاء في البيان التالي :

تأتي الذكرى الثانية لتأسيس (لجنة مهجري سري كانيه رأس العين رش عينو)، وهي تسعى جاهدة للعمل مع أبناء سري كانيه رأس العين رش عينو، المهجرين قسرًا من مدينتهم المحتلة على يد الاحتلال التركي، ومرتزقة الجيش الوطني السوري، إلى هدف واحد وهو العمل على عودة آمنة للأهالي، دون احتلال، لمدينتهم الحبيبة وأريافها.

العيون تترقب في سعي دائم عودة الأهالي الذين هجروا من أرضهم، وتوزعوا في الشتات عنها، وهم يعيشون البعد عن مدينتهم المسلوبة، التي تشهد انتهاكات وسلباً للأرزاق، وحرقاً للأرض بشكل يومي

بعد هجرة أهالي سري كانيه رأس العين رش عينو، القسرية بسبب الاحتلال، ومع الظروف الجديدة لأهالي المدينة وأريافها القاسية في النزوح، وضرورة متابعة سير حياتهم، جاءت ولادة لجنة مهجرين سري كانيه رأس العين كخطوة خدمية وضرورية، من ملتقى شمل أبناء المدينة في التاسع من تموز لعام ٢٠٢١، بحضور نحو ٢٥٠ شخصية من سادة وسيدات من أبناء المدينة وأريافها ممثلين عنها، ومن كافة المكونات والأديان والمذاهب والقوميات.

صدر عن الملتقى جملة من التوصيات والمطالب، وانتخاب لجنة شرعية مكونة من ٣٥ عضواً، كان هدفهم العمل على تطبيق وتنفيذ التوصيات التي صدرت عن ملتقى أبناء المدينة وأريافها، ووضع نظام داخلي كي تنظم اللجنة نفسها إدارياً وقانونيًا، والعمل على إعداد خطط وبرامج في الداخل والخارج تعمل على أولويات خدمة قضية مدينة سري كانيهرأس العين وأريافها، وهدف واحد يصب نحو العمل على خروج الاحتلال وعودة الأهالي عودة آمنة دون احتلال، إضافة لمتابعة حياة أبناء المدينة في المدن التي هُجّروا إليها قسرًا، ومتابعة واقع الأهالي القائمين في المخيمات.

لم يكن تشكيل اللجنة يحمل أي مصالح أو احتكار سوى العمل من قبل أبناء المدينة وأريافها، على خدمة الأهالي ومدينتهم وأريافها، لذا ترى نفسها لجنة أهلية مدنية مستقلة "لسان حال شعوب المنطقة"، هدفها متابعة واقع الاحتلال، وشرح وتوثيق قضايا الانتهاكات اليومية التي يقوم بها مرتزقة الجيش الوطني السوري، وإيصال صوت أهالي المدينة وأريافها للداخل والخارج وبحث قضية سري كانيه رأس العين في المحافل الدولية، والعمل بكافة الأشكال والطرق القانونية والديمقراطية، في سبيل  عودة الأهالي لأرضهم ومنازلهم.

وجود اللجنة في جسم قانوني وتنظيمي وهيكلي، كان ضرورياً أيضًا لمتابعة شؤون المهجرين من أبناء سري كانيه رأس العين رش عينو، داخل مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، وفي المخيمات ومراكز الإيواء والأرياف والبلدات والمدن في المنطقة.
أيضًا أخذت اللجنة على عاتقها متابعة أوضاع الأهالي المتبقين في سري كانيه رأس العين رش عينو وأريافها، الذين يعيشون الويلات تحت وطأة الاحتلال التركي والفصائل الموالية له.

عملت اللجنة أيضا على إيصال واقع المدينة وأريافها عبر الإعلام، كما قامت برصد وتوثيق الانتهاكات التي تحصل هناك بشكل يومي، بالتركيز على سياسة التطهير العرقي وجرائم الحرب والإبادة، والاستيلاء على الممتلكات، والمفقودين، التي يقوم بها الجيش التركي، والفصائل السورية المسلحة في المنطقة بشكل يومي.

كما تسعى اللجنة إلى إعداد تقارير ودراسات وتوثيق الواقع، والعمل على إيصال الواقع للمجتمع الدولي، والعمل على إعداد وثائق تدعم رفع الدعاوى والشكاوى أمام المحاكم المحلية والدولية والخاصة والأوربية.

إن قضية متابعة واقع سري كانيه رأس العين وريفها في ظل الاحتلال التركي، يحتاج إلى متابعة ورصد ودعم دائم لقضية المنطقة، كي تكون وثائق قانونية ضد الاحتلال التركي، وعدم ترك المدينة دون رصد وتوثيق لانتهاكات يومية تجري هناك، منذ احتلال المدينة في التاسع من تشرين الأول لعام ٢٠١٩، وهذا الدعم يحتاج لتكاتف أبناء المدينة وأريافها، ومساندة الأهالي لجسد يعمل على استعادة حقوقهم في العودة، وحقوقهم المسلوبة.

منذ بداية تأسيس اللجنة، كانت المطالب التي ستعمل عليها اللجنة واضحة والتي تدخل في مصلحة أبناء المدينة وأريافها، فتوسعت المطالب لتشمل المطالبة بإنهاء الاحتلال التركي، ضمن المناطق الواقعة تحت سيطرته في شمال وشرق سوريا، فتشمل إنهاء الوجود التركي في سري كانيه، وتل أبيض وعفرين، كما وصفت اللجنة أن التدخل التركي في الأراضي السورية، عدوان وانتهاك لسيادة البلد، ويوصف تحت بند "الاحتلال"، بالرغم من أن تركيا لا تتعامل كاحتلال يفرض عليها وفق القوانين الدولية، إجراءات معينة، لذا تركت المنطقة مسلوبة بيد عصابات مسلحة سورية، تنتهك وتسلب وتسرق حقوق الأهالي.

تعمل اللجنة أيضًا على فضح جرائم وانتهاكات دولة الاحتلال التركي، والفصائل العسكرية المسلحة، كما تعمل اللجنة بشكل دائم على تجميع وثائق، وملفات عن الممارسات الوحشية، التي تقوم بها تركيا والفصائل الموالية لها، وتعمل على تقديم الثبوتيات للجهات الدولية، ومطالبة الجهات الدولية وهيئات الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، بتحمل مسؤولياتها الإنسانية والقانونية، بحق عشرات الآلاف من المهجرين قسرًا من سري كانيه رأس العين، بعد العدوان التركي على سري كانيه وأريافها، كما ترى اللجنة وتدعو المجتمع الدولي إلى اعتبار الانتهاكات في سري كانيه وأريافها جريمة تطهير عرقي، وجريمة حرب، وضرباً لتنوع مكونات المنطقة من كرد وعرب وسريان وآشوريين، وشركس وتركمان وغيرهم.

تعمل لجنة مهجري سري كانيه رأس العين رش عينو منذ تأسيسها على تحقيق أهدافها في عودة المهجرين والسكان الأصليين، ووقف التوطين الذي يدعم التغيير الديمغرافي في المنطقة، عبر عودة الأهالي عودة آمنة، وإعادة المستوطنين إلى مناطقهم ودولهم، والعمل على دعم إعادة إعمار المناطق المتضررة من العدوان التركي. وتعمل اللجنة ضمن هذا السياق، على حشد الرأي العام الداخلي والعالمي، والمناصرة والحشد لتأييد قضية أهالي سري كانيه رأس العين رش عينو المهجرين عبر الرصد، والتوثيق وإصدار البيانات والتوثيق وإعداد الفعاليات التي تظهر الجرائم المرتكبة بحق المنطقة وأهلها، وأيضًا التواصل مع وسائل الإعلام لتسليط الضوء على حقيقة ما يحصل في سري كانيه وأريافها.
في الجانب الآخر كان لا بد للجنة أن تكون إلى جانب أهالي سري كانيه وأريافها، وأن تكون لجنة قادرة على التركيز على احتياجات ومطالب المهجرين في المخيمات، وأن تكون وسيطاً بين مطالب الأهالي، وواجبات الهيئات الرسمية والإنسانية لتأمين متطلباتهم، والتواصل مع المنظمات الدولية لدعم مخيمات (سري كانيه- واشوكاني)، إضافة للمساعدة في تأمين فرص عمل، وحياة لأبناء المدينة المهجرين، والاهتمام بالواقع التعليمي لأبناء المدينة، وخاصة في المخيمات، إضافة لمتابعة ملفي المفقودين وأسرى الحرب، والعمل على إطلاق سراحهم بكافة الوسائل، في نفس الوقت مطالبة الهيئات المحلية التابعة للإدارة الذاتية، بتقديم المزيد من الدعم والاهتمام وتأمين كافة الاحتياجات اللازمة، والضرورية لأبناء سري كانيه وأريافها، مع العمل على تحسين البنية التحتية للمخيمات، ومتابعة أوضاع المهجرين المنتشرين في المدن، والقرى وتقديم المساعدات لهم، بالتزامن مع احتياج اللجنة الدائم لدعم ومساندة، أهالي سري كانيه وأريافها كي تستطيع أن تكون أحد الأصوات التي تمثل قضيتهم.
عملت لجنة مهجري سري كانيه رأس العين، مع جهات دولية ومؤسسات دولية على قضايا حساسة متعلقة بسري كانيه وأريافها، مثل قضية محطة علوك التي تدعم أهالي المناطق الأخرى، وتعمل الدولة التركية منذ احتلال سري كانيه وأريافها على قطع المياه عن أكثر من مليون شخص، بينهم الآلاف من مهجري سري كانيه.
وشكلت اللجنة مجموعة مكاتب بهدف دعم قضية سري كانيه رأس العين رش عينو، ودور هذه اللجان إيصال صوت الأهالي، ومعاناتهم والتواصل مع الجهات المحلية، والدولية وتوثيق الانتهاكات، بهدف تسليط الضوء على واقع المدينة وأريافها.
كل هذا السرد هو لبيان أهمية قضية سري كانيه رأس العين رش عينو، وأن عمل اللجنة لم يكن ليستمر، لولا جهود أبناء وبنات المدينة، وهو واجب ومسعى لدعم أهالي المدينة المهجرين حتى عودتهم، كي ترى اللجنة أنها تقوم بخدمة أهلها وناسها، وتستمر بدعم ومساندة وجهود من جميع أبناء المدينة، على أمل أن يعود الجميع لسري كانيه رأس العين في أقرب وقت.
بالرغم من أن اللجنة أملها أن يعود الأهالي اليوم قبل غد إلى المدينة وأريافها، لكن مع استمرار الاحتلال، تحتاج المدينة إلى التكاتف والعمل ضمن إطار جامع، والتماسك بهدف التأثير على المستوى المحلي والدولي، حتى العودة الآمنة، لذا ستبقى اللجنة مستمرة في عملها، ودعمها لقضية أهالي سري كانيه رأس العين رش عينو، حتى وصول الأهالي لهدفهم بعودة آمنة".