جنكيز جيجك يتحدث عن لقاء إمرالي التاريخي

تحدث جنكيز جيجك عن لقائه مع القائد آبو بعد 14 عام وقال: "لقد واجهت حقيقة أوجلان الذي كان لا يزال يتمتع بعقله وديناميكيته وقوته، ربما تقدم بالعمر، ولكن لم يكن هناك أي تعب في ذهنيته".

تحدث جنكيز جيجك عضو البرلمان عن حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM Partî) في إسطنبول، وعضو وفد إمرالي لحزب المساواة وديمقراطية الشعوب والمحامي السابق للقائد آبو، على أسئلة صحيفة يني ياشام (Yenî Yaşam)، وتحدث جيجك عن لقائه مع القائد آبو والأحداث التي جرت في يوم الدعوة.

وهذا هو نص الحوار:

كان لقاؤكم الأخير مع القائد عبد الله اوجلان في عام 2011، وبعد 14 وعندما ذهبتم مرةً أخرى إلى إمرالي، ماذا كان شعوركم...؟

عندما تعلم أنك ستلتقي مع السيد أوجلان، فهذا ليس تاريخي الشخصي فقط، بل أيضاً تاريخ الشعوب، تاريخ النضال الديمقراطي للشعوب، نضالهم من أجل الحرية، تبدأ هذه الرحلة بهذه العقلية، وبهذا الشعور.

أثناء اللقاء، ما هو الشيء الأول الذي خطر ببالكم...؟

بالطبع رؤيته بعد 14 عام، يثير تساؤلات حول وضعه وصحته.

كيف رأيته...؟

آخر مرة رأيت فيها السيد أوجلان كان عمري 32 ـ 33 سنة، اليوم عمري 47 سنة، وكان حينها عمر السيد أوجلان 62 ـ 63 سنة واليوم عمره 76 سنة، ولذلك فقد مضى 14 عام على لقائي الأول معه، بشكل طبيعي مثلما يحدث تغييرات جسدية في كل منا، فسنرى هذه التغييرات فيه أيضاً، لكن في اللقاء الأول، التحية الأولى، عندما تسمع صوته لأول مرة، فإنك تقابل شخصاً لا يزال يتمتع بقوته وشبابه وعقله وحيويته، وتقول أيضاً بأنه لم يتغير أبداً.

قلتم إنه لم يتغير قط...؟

على الرغم من الظروف في الجزيرة، فإنك تواجه واقعاً حيوياً للغاية وسلساً وقوياً حقاً لأوجلان، وكمحامين قمنا ببحث واسع عن الجزيرة وتاريخها، لدينا شهادات من يلماز غوني حتى عدنان مندرس، لا يتعلق الأمر فقط بظروف السجن، وظروف العزلة على الجزيرة، وحقيقة التواجد في وسط البحر التي تجعل من الصعب على الشخص البقاء على قيد الحياة والحفاظ على صحته العقلية، برأيي، فإنه يظهر بالفعل موقفاً ثورياً ومقاومة واعية، إن منطق السجن والعزلة هو تدمير الإنسان من الناحية الروحية، لكن السيد أوجلان كان يقول دائماً: "أنا أقوم بثورة في داخلي كل يوم هنا، أن أخوض نضال بلا توقف وأخوض نضالاً كل لحظة"، حقيقةً، حقق بالفعل الحيوية والسيولة العقلية والفكرية.

كان منضبطاً للغاية...؟

منضبط جداً، في السابق كنا نسأل عن وضعه الصحي، لن أنسى أبداً، في لقاء المحامين عندما كنا نسأل عن وضعه الصحي، كان يغمض عينيه ويرد علينا بالشكل التالي:" أصبحت كمعمل تحول إلى مصفاة، أبحث عن مكان لوضع ذلك، عليّ أن أنقل كل منتجاتي وبياناتي إلى المجتمع وإلى شعبي، هذا هو معمل الفلترة، أنا في مرحلة الإنتاج، أنا أفكر في المستقبل الديمقراطي للمجتمع، أنا أنتج، لكن القنوات التي أضع فيها، ضعيفة"، كان قد صرح سابقاً بأن المحامين وحدهم لا يكفون لهذه القناة، فهو يرى أن صحة المجتمع، والصحة السياسية للمجتمع، وصحته الشخصية مرتبطة مع بعضها البعض، في الواقع إنه يحمي صحته ويعد بحماية حيويته نتيجة عمله من أجل صحة المجتمع، ومثل هذا الواقع أمامنا.

كيف هي إرادته ومسؤوليته...؟

إن شخصية القائد تبرز بهذا الشكل، مثلاً كان يقول دائماً" بالنسبة لي فإن اللياقة البدنية هي تجسيد للتكوين العقلي والروحي"، بعبارة أخرى، إذا لم تغذي نفسك عقلياً وروحياً كل يوم، فإن صحتك ستتدهور من الناحية الجسدية والاجتماعية، يقول " بالنسبة لي، كل يوم وكل لحظة أخوض نضال روحي وعقلي، أنا أحاول باستمرار حماية نفسي وجسدي وبنيتي الجسدية ضد الظروف هنا" في رأيي، هذا مهم للغاية.

ماذا حدث قبل ذهابكم إلى الصالة التي تم فيها الالاء بالبيان ...؟

إن زيارة الجزيرة كانت مثل زيارة المحامين، قبل أن أدخل صالة اللقاء، كنا ننتظر مجيئه، ولذلك وكوفد انتظرناه لمدة 15 ـ 20 دقيقة، بعدها التقينا في غرفة.

هل استقبلكم بنفسه...؟

لقد استقبلنا أمام الباب واقفاً، برأيي كان اللقاء مع السيد أحمد ترك مهماً للغاية، في الحقيقة كان لقاء السيد أوجلان واحمد ترك من طبيعة تاريخية، كان لقاء ذاكرتين وحافظتين، كلاهما من ناحية التاريخ الكردي، ومن ناحية التاريخ الديمقراطي لتركيا، ومن ناحية تاريخ الشعوب، بالنسبة لي كان ذو قيمة كبيرة ومعنى ومؤثر.

كانت مصافحة أم احتضان...؟

نعم كانت مصافحة وكان لقاءً مليئاً بالضحك والاحساس، وهو نفسه يولي دائماً أهمية لمثل هذه اللقاءات، من أجل الحل الديمقراطي للقضية الكردية، فإنه يقيّم إقامة مجتمع ديمقراطي والتحول الديمقراطي للمجتمع، دائماً بأنها من الأولويات، فهو دائماً يعطي هذا المعنى لجميع لقاءاته ومناقشاته، بلا شك، إن هذا اللقاء كان لقاءً لن ننساه أبداً في ذاكرتنا الشخصية وفي حياتنا، لقد كان اللقاء الأول مليئاً بالبهجة والإيجابية والقوة، حقيقةً، أعطى كل واحد منا رسالة عن واقعه.

كيف كان الحوار...؟

مثلاً، في موضوع الصحة، قال للأخ أحمد "يجب عليك ان تهتم بصحتك، ولكن هذا الاجتماع هو قمة من شأنها تحسين الصحة الشخصية لكل واحد منا وستكون جيدة لصحة الجميع، ينبغي أن يُنظر إلى الاجتماع ويتم التعامل معه بهذا الشكل"، إن العلاقة بين الإنسان والمجتمع والتي تلخصها جدلياً، مهمة أيضاً بهذا المعنى.

كيف كان الحوار معكم...؟

قال" لقد جئتم قبلاً أيضاً"، قلت:" نعم لقد جئت بين أعوام 2009 و2011"، قال "أنت أيضاً كبرت بالعمر كثيراً" لأنه كان يعلم بأنني من ديرسم والرفيق حاميلي يلدرم أيضاً من ديرسم، فقد تحدث عن لقاء الديرسميين قائلاً: "يبدو الأمر وكأنك وسيد رضا تلتقيان، فأنتما من نفس المدينة، ولكنكم ذو مشاعر".

قبل أن أدخل في البيان، كيف كانت الأحاديث والتقييمات...؟

إن النص الذي تم قراءته، حسب السيد أوجلان، هو نص صافٍ حقاً، يتكون من كل تجاربه وتراكماته على مدى 50-52 عاماً من النضال، ومن ماراثون وتجارب جماعية، يمكننا تقيم هذا النص بمثابة بيان لهذا العصر، على الأقل أنا بنفسي أرى الأمر هكذا، لذلك لا بد من تحديد وإعطاء معنى للتاريخ المعاش، أو مرحلة الامتحان العملي، والمحاولة النظرية، والمستوى النظري وراء كل الجمل في هذا النص، في هذه الاطروحة، فإن المقابلة التي أجريناها معه لمدة ثلاث إلى أربع ساعات شرحت ووضحت كل جملة واحدة تلو الأخرى، أما فيما يتعلق بنص الدعوة فهو بالتأكيد يتضمن العمل اليومي.

ما الذي تقصد باليومي...؟

النداء المتعلق بحزب العمال الكردستاني، إن وقف إطلاق النار ونزع السلاح هما مسألتان عمليتان، ولكن تحت هذا، عندما تصبح المسألة مرحلة عملية، فإن هناك فلسفة ونظرية وتجربة عملية للدولة والمجتمع والعصر وشعوب العالم وكل الدول، وعندما ننظر إلى الأمر من هذا المنظور، نجد أن ما يقرب من ثلاثة أرباع أحاديثنا قضيناها في ترجمة هذه الجمل، قبل كل شيء، ينبغي أن يكون عملنا الحقيقي هو فهمه، أنا لا أتحدث من اجل الوفد فقط، بل من أجل كافة الفاعلين السياسيين والجهات الفاعلة في النضال.

هل يلقي المسؤولية على الجميع...؟

بلا شك... هذا النص والحديث لمدة 3 ـ 4 ساعات مع السيد اوجلان قبل البيان، يفرض المهمة علينا جميعاً، يدعو الجميع للقيام بهذا العمل، نحن نعيش في مرحلة بحيث على الجميع أن يدعم السيد أوجلان الذي حمى صحته العقلية والجسدية وصحة الرفاق الثلاثة معه لسنوات ولم يكتفي بذلك، بل بذل من خلال هذا النص جهداً من الناحية النظرية والعملية لبناء مجتمع ديمقراطي حقيقي ونظام ديمقراطي في تركيا.

الشيء الذي فهمته من المحادثات بأن هذه الدعوة ليست موجهة لحزب العمال الكردستاني فقط، بل يريد السيد اوجلان فتح الباب أمام عصر جديد في هذه المرحلة من التاريخ الـذي يبلغ 52 عاماً، ولكن هناك شيء في النقطة الأخيرة، وهو إذا لم تفتح الأبواب في الوقت المناسب، ولم تتخذ الخطوات في الوقت المناسب -وهذا في الواقع هو أيضاً التحذير الوارد في النص -بأن الشعب سوف يخسر النضال، لذلك فإن أول من فتح العصر والباب ولا ينكر التاريخ، ولكنه لا يبقى عالقاً في الماضي، وككل مرة هو في المقدمة.

هل هذا هو المكان الذي يقول فيه:” أنا لا أهيئ الظروف فقط للكرد، بل للمجتمعات والهويات والجميع للعيش معاً في نظام ديمقراطي حر؟ “

لم يقيّم السيد أوجلان في آرائه التاريخ الكردي فحسب، بل قيّم بنفسه أيضاً تاريخ جميع الشعوب، وتاريخ الشعب التركي، والتاريخ الممتد لألف سنة مضت؛ لا يوجد وصف أو مقاربة تكتيكية تستند فقط إلى الموازين السياسية والتنظيمية والعسكرية والسياسية الحالية، وللأسف، أقولها بحزن، إن السياسة الحالية، والنضال الحالي يضيّقان على الناس بطريقة ما، حيث يمكن أن يجعلكم تفكرون في حسابات يومية أضيق نطاقاً، وإن أعظم نقاط قوة السيد أوجلان وأعظم إسهاماته هي أنه أبعد من ذلك بكثير، بعبارة أخرى، إنه يحاول إنقاذ الجميع من البيئة الضيقة للنضال والمواجهات اليومية، ليس فقط الشعب الكردي، بل أيضاً الدولة والشعب التركي وشعوب تركيا والعلويين والسنة والمسيحيين والجميع...

أليس هذا ما يريد أن يقوله في الدعوة الموجهة:” يرد في النداء مقولة، على مدار تاريخهم الذي يمتد لأكثر من 1000 عام، اعتبر الأتراك والكرد دائماً أنه من الضروري البقاء في تحالف للحفاظ على وجودهم والبقاء على قيد الحياة ضد قوى الهيمنة“؟

لم يحاول الشعب الكردي وحده البقاء على قيد الحياة ضد قوى الهيمنة، بل حاول الشعب التركي والتركمان والكادحون والفقراء البقاء على قيد الحياة ضد كل حروب الهيمنة وكل فخاخ ومؤامرات الحداثة الرأسمالية على مدى المائتي عام الماضية، حيث تم نصب هذا الفخ لجميع الشعوب التي تعيش في هذه الجغرافيا، والآن يقول السيد أوجلان هذا الكلام، وإذا ما انتبهتم ولاحظتم، فهو يقول  ”الجانب التطوعي هو السائد، ولكنهم رأوا دائماً أنه من الضروري البقاء في تحالف“، وكان هذا أيضاً هو الرد الأكثر فاعلية على المؤامرة ضد الشعوب، كانت بعض الشرائح الاجتماعية، خاصة تلك التي لا تنتمي إلى أهل السنة أو التركية، تشعر بالقلق من إقصائها من هذه العملية، لكن هذا كان تقييماً مهماً.

أليست هذه الدعوة قادرة بالفعل على تهدئة كل هذه المخاوف؟ ما هي التفاصيل الأخرى الموجودة في التقييمات وفي الأحاديث المتبادلة؟

لقد لفت السيد أوجلان أيضاً الانتباه إلى الثقافات والمعتقدات القديمة التي تعيش في إسطنبول، كما أشار أيضاً إلى نقابة المحامين في إسطنبول، ولم يتحدث فقط عن سياسات تعيين الوكلاء التي يواجهها الشعب الكردي، نعم، إنه يهتم كثيراً بالوكلاء، حيث يقول: ”لا يمكن أن يسير الأمر على هذا النحو“، في الواقع، يقول إن المؤامرة القانونية التي ظهرت من خلال تعيين الوكلاء اليوم أخطر من استفزاز سري كانيه الذي يُقال إنه أنهى عملية 2013/2015، وفي نفس الوقت، عند تقييم هذا الأمر مع جميع الشرائح الاجتماعية، فإنه يعبر عن أطروحة، عن ربيع يكتسب فيه الجميع الحق في مجتمع ديمقراطي، ويكتسب كل شريحة اجتماعية ومنظور سياسي هوية المجتمع الديمقراطي حول التحول الديمقراطي، في الواقع، كان معظم حديثنا عبارة عن نقاش تاريخي بشكل متزايد حول ما تعنيه جميع الجمل الواردة في النص تاريخياً وحالياً، وكيف ينبغي التعامل مع المنظور المستقبلي.

ماذا قال عن محمد علي براند وتلك الفترة؟

قال: ” في الواقع، لقد كانت له مساهمة، فقد كان صحفياً ديمقراطياً وشجاعاً“، وكان وجود الأخ أحمد (أحمد تورك) مهماً في هذا المعنى، ونظراً لأنهما نفذا معاً عملية وقف إطلاق النار عام 1993، كان من الطبيعي أن يتطرق بالحديث عن السيد أوزال، وقال في ذكرى أوزال: ”السيد أوزال هو أول شهيد في بحثنا عن إيجاد الحل الديمقراطي والسلام، فالباب الذي فتحه كان مهماً، وبعده، منحنا فرصة أفضل للسلام والتحول الديمقراطي، ولماذا ضاعت هذه السنوات الـ 32 التي قضيناها في هذا المجال“، وذكر بأنه من الضروري أن يكون هناك صحفيين شجعان وديمقراطيين حقاً مثل محمد علي براند، وقال: ”هذا ما كنت أقوله في ذلك اليوم أيضاً“، وقال مرةً أخرى أثناء استذكار أوزال: ”السبب الرئيسي في القضية الكردية أو القضية الكردية في نطاق الحرب والكفاح المسلح هو أن الحق الكردي في الوجود والهوية غير معترف به، وباب التعبير والسياسة مغلق، وعندما يُفتح هذا الباب قليلاً، نحن بالفعل نحاول فتح هذا الباب على مصراعيه، أي أنه، ينبغي النظر إلى قضية الحرب، وقضية الصراع، وقضية السلاح بهذه الطريقة، سيتم تمهيد الطريق أمام الكلام والسياسة، انظروا، عندما ننظر تاريخياً، نجد أن هناك موقفاً مبدئياً وثابتاً للغاية، لماذا لا يتم تقييم ذلك؟“، كما أستذكر أشرف بدليسي قائلاً: ”هناك أشخاص داخل الدولة، في القطاعين العسكري والمدني، فقدوا حياتهم وقُتلوا واختفوا نتيجة مؤامرات"، وعندما ننظر إلى الأمر من حيث البرنامج والمبادئ والجوانب النظرية والعملية، فقد تمت مناقشتها بطريقة شاملة.

يقول إن بناء السلام والسياسة الديمقراطية ضروري...؟

بلا شك، هناك عملية تحول ديمقراطي، وهذا ليس وضعاً جديداً بالنسبة للسياسة الكردية أو للسيد أوجلان، إن جهة الاعتراف والمعيار القانوني لهذه السياسة الديمقراطية هي الدولة، واليوم هي الحكومة بذاتها، لا يجوز أن يتعرض الشعب الكردي، أو كل الآراء والحركات السياسية ذات الأفكار والتوجهات المختلفة خارج الحكومة والمعارضة الرسمية، للقمع والهجمات من قبل النظام، أن يكون لها بعد سياسي متساوي، الاعتراف بحق المجتمع والشعب في السياسة والتنظيم، ولا ينبغي أن تكون هناك أي عقبات أمام حقوقهم الدستورية والقانونية والثقافية وقدرتهم على التنظيم بلغتهم وثقافتهم ومعتقداتهم، لا يمكننا تقييم هذا الباب الذي فتحه السيد أوجلان وخرجنا منه بصعوبة، فقط لأن حزب العمال الكردستاني ألقى سلاحه وحل نفسه، لاحظوا، بيان حزب العمال الكردستاني صحيح، يتحدث عن دعوة جديدة، ومرحلة جديدة، هذه ليست النهاية، بل بداية، والآن يجب أن تُفتح أبواب هذه المنصة السياسية والقانونية.

هل الملاحقة القانونية ليست بعيدة في المكان الذي قرر فيه حزب العمال الكردستاني إعلان وقف إطلاق النار وعقد مؤتمره...؟ كيف سيتحرك...؟ وفقاً لذلك ما الذي يجب أن تكون الخطوة الأولى...؟

علينا الآن أن نمنع الاستفزازات، ونقول هذا للحكومة والمعارضة ولكل الأوساط السياسية، وهذا ما يقوله السيد أردوغان أيضاً، جملة قيمة للغاية، ولا ينبغي أن يتم تقييم الاستفزازات المحتملة التي تمنع تطور هذه العملية من الناحية العسكرية والقوات المسلحة فقط، لقد رأينا ذلك في سري كانيه، ورأيناه في فارقين في نهاية عملية أوسلو، وشهدنا تلك الاستفزازات العسكرية عن قرب، ولكن من الآن فصاعداً، يجب على الجميع أن يكونوا يقظين ضد الاستفزازات السياسية، ولذلك، لا يمكن لهذا وحده أن يكون سبباً في اقتراب الكرد والحركة الكردية والجهات الفاعلة الكردية والسيد أوجلان بحساسية لهذه المسألة، لأن الأمر كان دائماً على هذا النحو وتم إظهار الحساسية بشكل أحادي الجانب، وتم عرقلة العملية دوماً، والآن يجب على ممثلي الدولة أن يتعاملوا معها بنفس الموقف ويبذلوا الجهود في هذا الصدد، قال حزب العمال الكردستاني إنه سينفذ دعوة السيد أوجلان، في هذا الشأن لم يكن لدى السيد أوجلان أي شك، وبدون انتظار الإجابات، قال لنا: "أخبرت السلطات أن حزب العمال الكردستاني سوف ينفذ هذا الأمر"، ولكن يجب أن يعقد المؤتمر في بيئة آمنة، لأن كل حزب يجب أن يعقد مؤتمره الخاص عندما يقرر مستقبله.

لم يتم فتح أبواب إمرالي بعد، لا يوجد وضوح وإعلان، ما الذي يجب فعله من الناحية السياسية والقانونية...؟

بالطبع، ستكون هناك مراحل لذلك، هناك تصريحات من كافة الأطراف بأن هذه العملية سوف تتسارع بعد دعوة السيد أوجلان، ولكن هناك أيضاً دروس يمكننا أن نتعلمها من عمليات الحل السابقة، ينبغي اتخاذ الخطوات في الوقت المناسب.

بعد أن أعلن حزب العمال الكردستاني وقف إطلاق النار وأعلن أنه سيعقد مؤتمره، يتعين على حزب العمال الكردستاني أن يعقد مؤتمره في ظروف آمنة ويوقف العمليات العسكرية، قال قره يلان بنفسه "في بيئة يتم فيها مناقشة هذه الأمور، دخلنا في قتال على بعد 30 متراً من بعضنا البعض،" هذه حقيقة، ومن هذا المنطلق أعلن حزب العمال الكردستاني وقف إطلاق النار، وبعبارة أخرى، يجب أن تنتهي أسباب الصراع.

ومن ناحية أخرى، فإن السيد أوجلان الذي مهد الطريق لهذه العملية بمبادرته الخاصة، ينفذها في ظل ظروف غير مواتية وغير متكافئة للغاية، والتي نسميها ظروف العزلة، وأذكر أنه سبق وأن شرح موقفه أثناء عملية أوسلو على النحو التالي: "الآن الجميع يطلبون مني أن ألعب دوري، لكنك رميتني في بركة فارغة، لا يوجد فيه ماء، أنت تقول لي اسبح يا آبو، "كيف يمكنني السباحة بدون ماء؟" الخطوات القانونية التي ذكرتها هي ملء هذه البركة بالماء، إن الظروف التي يستطيع فيها السيد أوجلان أن يلعب دوره الحقيقي، وظروف الحرية الجسدية، وظروف العمل بحرية، يجب أن تتوفر لكل طرف ولكل بيئة حتى تتقدم العملية بشكل حقيقي.

كيف يجب أن تكون الأرضية...؟

ما نعنيه بظروف وشروط الحرية الجسدية هو هذا: غداً هناك حاجة تقليل أفكار بعض شرائح المجتمع، ويمكن مناقشة المناهج المختلفة لبعض الجهات السياسية الفاعلة في هذه العملية والتقريب بينها، وفي كل هذا، يتمتع السيد أوجلان بسمة خاصة، ربما غداً يريد العلويون والتنظيمات العمالية والتنظيمات النسائية أن يطرحوا الأسئلة على السيد أوجلان، من الممكن أن يقول حزب الشعب الجمهوري: "نريد أن نناقش هذا الأمر مع السيد أوجلان"، ولكي يتمكن السيد أوجلان من لعب دوره في دفع العملية إلى الأمام، فهو بحاجة إلى أن تكون له أمانته الخاصة، وفريق للعمل معه، وهناك فريق من اجل أن يعمل معهم، والوصول إلى جميع الفاعلين الذين يعيشون خارج مكانهم، إنه يحتاج إلى بيئة يستطيع من خلالها الوصول بسرعة إلى كل فاعل وكل بيئة، بطريقة أو بأخرى، عندما تكون هناك حاجة إليها، وحيث يستطيع التشاور وضمان عملية صنع القرار، وأعتقد أن هذا سيكون أحد العناصر الأساسية التي ستحدد العملية المستقبلية.

هل طريق تحقيق القانون سيكون تحت قبة البرلمان...؟

عن طريق وفدنا، لدينا رسالة لجميع الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان التركي، هناك تفويض كامل داخل البرلمان لتلبية جميع المتطلبات الدستورية والقانونية، تشكيل لجنة يشارك فيها جميع الأحزاب الممثلة في البرلمان وليس فقط الأحزاب الحاكمة وحزب الشعب الجمهوري، وبعبارة أخرى، نحن نحاول تنفيذ عملية تشاركية وإشراك الجميع، وهذا أيضاً مجتمع ديمقراطي، وبعبارة أخرى، فإن فلسفته ومنظوره هو يجب ان يكون لجميع الهويات المختلفة والأفكار المختلفة رأي في المستقبل المشترك للمجتمع، والمشاركة في عمليات صنع القرار، الآن يفرض على نفسه هذا الشيء في ظل الظروف السيئة، يجب الاعتراف بقيمة لك أيضاً.

هناك صورة جماعية، نحن نتحدث عن التعددية، هل هناك أي تنوع في وفد الـ 7 أشخاص عندما ننظر إلى هوياتهم؟

بلا شك ...ولكن أعتقد أنه لا زال هناك هويات قليلة، مثلاً، ينبغي أن تتوجه هوية المرأة والرفيقات إلى هناك أكثر، هو أيضاً ذكر هذه الضرورة بشكل خاص.

ماذا قال بخصوص المرأة...؟

يقول" نموذج حرية المرأة هو بالنسبة لي مشروع لم ينتهي بعد، بقي ناقصاً، أملك أبحاث عميقة، أبلغ من العمر 75 عاماً وأنا لا زلت أسأل نفسي، كيف ستكون الحياة مع المرأة بدون حياة حرة"، لقد علمنا من خلال الحديث معه بأنه لديه أبحاث جدية وعميقة وملفتة للانتباه حول نموذج حرية المرأة، ولكنني لن أستطيع ان أتحدث عنها لكم اليوم، لأنه يمكن أن يعلنها بنفسه للرفيقات، من المحزن ألا يستطيع أن يكتب أبحاثه المعمقة حول نضال المرأة ونضال الحرية في ظل تلك العزلة، لأنه في عمر بحاجة إلى أمانته الخاصة ليستطيع القيام بالأعمال النظرية.

إنه صاحب أبحاث يستطيع من خلالها التأثير على العالم الفكري والعالم النظري والعالم الاشتراكي وعالم حرية المرأة، ولذلك على المثقفين والمفكرين والمبدعين والكتاب أن يدعموا هذه العملية.

هل تحدثتم مع السجناء الآخرين، حاميلي يلدرم وويسي آكتاش وعمر خيري كونار حول العملية...؟

في إطار العلاقة التي أقامها السيد أوجلان معهم، فإن كل شيء، وكل القرارات، يتم اتخاذها من خلال مناقشات مشتركة، وفيما يتعلق بعناوين النقاش والعملية السياسية التي يقدمها السيد أوجلان، فإن الجميع يعبرون له عن أفكارهم ومقترحاتهم بوضوح، وقد لفت السيد أوجلان نفسه الانتباه إلى هذه الرؤية في المحادثة الأخيرة عندما تحدث عما يجب القيام به، يقول: "نحن نتناقش في الأمور معاً، ونقيم العديد من الأمور معاً، لذلك لا بد من أن يكون الرفاق الثلاثة حاضرين عند الاجتماع مع هذا الوفد"، وهذه علامة على القيادة الجماعية والثقافة الجماعية، ويقول أيضاً: "أحتاج إلى أن يأتي رفاق آخرين حتى أتمكن من المناقشة معهم، يجب على الرفيقات بالتأكيد المشاركة في عملية المناقشة هذه، لأن خط حرية المرأة مهم جداً"، لقد كنا شهود على ذلك أيضاً.

ماذا قال السيد أوجلان حول سيد رضا والشيخ سعيد ودنيز...؟

الكلمات الأخيرة لسيد رضا كانت على هذا الشكل" لم أستطع أن أتغلب على أكاذيبكم وحيلكم، أصبح هذا هماً بالنسبة لي، لم أنحني أمامكم، وليصبح هذا هماً لكم أيضاً"، هذا ما قاله السيد أوجلان في محادثاتنا، كرّر كلمات سيد رضا تلك وقال" سيد رضا قال تلك الكلمات، الشيخ سعيد قال تلك الكلمات، دنيز وماهر أيضاً قالا تلك الكلمات وإبراهيم أيضاً قالها، ولكن تلك الكلمات قيلت أخيراً في اللحظات الأخيرة، أريد أن أقول كل تلك الكلمات في الحياة وفي البداية وكلمات دائمة" هذه هي الشجاعة، برأيي على الجميع ان ينظم نفسه حول هذه الشجاعة.