تحدثت ممثلة العلاقات الخارجية للمؤتمر الوطني الكردستاني وعضوة الهيئة التنفيذية لوكالة فرات للأنباء حول الدعوة التاريخية للقائد آبو.
صرحت نيلوفر كوج إن رؤية صورة القائد آبو بعد عشرة أعوام قد مدّهم بحماس ومعنويات عالية، وقالت:" بالفعل كانت لحظة تاريخية، لقد كانت هذه الصورة نتيجة لخطوة تاريخية للقائد آبو حيث اُتخذت بتصميم، ادعاء وشجاعة عظيمة، إنها متعلقة بالنضال العظيم خلال الأعوام الستة والعشرين الماضية، وعلى وجه الخصوص متعلقة بمقاومة القائد آبو ضد نظام التعذيب في إمرالي ونضال الكريلا البطولي ضد هذا التعذيب، كما وقاوم الشعب والحركة الكردية على مدار 26 عام بشكل متواصل إلى جانب قائده، وهذا التطور هو نتيجة هذه المقاومة العظيمة.
تم التأكيد منذ تأسيس الحركة وما بعد مرة أخرى حقيقة البحث عن الحل بالطرق التفاوضية والسلمية على مدار الخمسين عام، وهذه المرحلة محط حماس، بلا شك لم يفهم الجميع هذا الأمر بالشكل ذاته، لأن لها جوانب إيكولوجية، استراتيجية، دبلوماسية وسياسية خاصة، لذلك أصبحت لدى بعض الجهات سبباً لطرح الأسئلة والقلق، وهذا طبيعي جداً لأن اتخاذ خطوة تاريخية تعتبر مرحلة تتطلب بعض الوقت.
يمكن فهم هذا القلق إن تم النظر إليه من قبل الشعب الكردي، لأنه لم يرى الشعب الكردي أي شيء إيجابي من الدولة على مدار قرن، سوى إراقة الدماء، العنف والإرهاب، ومن الطبيعي أن يتعامل شعب لم يواجه منذ العهد العثماني وما بعد سوى إبادات جماعية، بحذر مع الدولة، ولكن اتخذ القائد آبو بثقته بشعبه ورفاقه خطوة كبيرة كهذه، وبناءً على هذا الأساس رفع سقف التوقعات، ومن الصعب أن نواجه مثل هذا الموقف في مثل هذه المرحلة التفاوضية، عندما ينظر الإنسان للأمثلة مثل كتالونيا، بلاد الباسك وجنوب إفريقيا لا يرى الإنسان خطوات سياسية كهذه، لذا هذه الخطوة مهمة للغاية ويتم تقييمها في العالم أجمع كخطوة تاريخية.
من جهة أخرى هناك قلق وأسئلة، كيف سترد الدولة التركية على هذه الدعوة؟ هل ستتغير سياسة الإبادة الجماعية على مدار قرن مرة أخرى؟ هل ستكون الخطوات التي ستتخذها الدولة حاسمة، لكن يجب أن يستمر نضالنا ومقاومتنا، إن لم نضغط على الدولة يمكن أن تحاول مرة أخرى كسب الوقت وأن تتجاوز الأزمة الحالية، سنرى كيف سترد الدولة".
الحرية الجسدية للقائد آبو شرط أساسي
ونوهت نيلوفر كوج إلى الكلمة الأخيرة لسري سريا أوندر بعد قراءة دعوة القائد آبو مؤكدةً إن تلك الكلمة مهمة جداً، وتابعت:" لم يتم تضمين هذه الكلمة في النص التركي، لكنها تم تضمينها في الترجمة إلى اللغات الأجنبية، وكان قد ذكر القائد آبو تلك الكلمة خلال حضور الوفد، وتوجد الكلمة في المشاهد المصورة أيضاً.
ومن أهم الأسئلة التي يتم طرحها، ما الذي تم قراءته تجاه هذه الخطوات العظيمة؟ وجواب هذا كما قال القائد آبو في كلمته الأخيرة، أرضية حقوقية وسياسية، أي تركيا ديمقراطية، لقد تم توجيه دعوة من أجل تحوّل ديمقراطي ليتمكن الكرد والشعوب الأخرى العيش بهويتهم، ثقافتهم ولغتهم بحرية.
ومن جهة أخرى إن حل حزب العمال الكردستاني نفسه وترك السلاح ليس أمر يتم بشكل مباشر، لذا نحتاج لثقة وضمانات من أجل تحقيق هذا، إن حزب العمال الكردستاني هو حزب وضع بصمته على تاريخ كردستان على مدار خمسين عاماً، لقد دعا القائد آبو حزب العمال الكردستاني لعقد مؤتمره، وسيقوم حزب العمال الكردستاني وقواته بتقييم هذه المرحلة ضمن إطار المعايير الداخلية.
وكان قد قال مراد قريلان قبل الآن أيضاً، دعوة مصورة للقائد آبو لا تكفي، لقد قدم القائد آبو دائماً تقارير ومواقف سياسية في مؤتمرات حزب العمال الكردستاني، ولتقدم المرحلة بسرعة يجب أن يوجه القائد آبو دعوته بشكل مباشر وضمن ظروف حرة.
هذه المرحلة مهمة للغاية من أجل الكرد في الخارج وخاصةً الكرد في أوروبا، وكان قد أُطلق في 10 تشرين الأول عام 2023 حملة " الحرية للقائد آبو، الحل للقضية الكردية"، ولا تزال هذه الحملة مستمرة ونحن مصممين في مطلبنا أي الحرية الجسدية للقائد آبو، وقد قدمت الساحة الدولية دعم قوي لدعوة القائد آبو، حيث رحبّت الدول وأيضاً الأمم المتحدة من خلال التصريحات بإيجابية في هذا الوضع.
كنا نقول في إطار هذه الحملة إن طريق السلام مرتبط بالحرية الجسدية للقائد آبو، ونحن مصممين في مطلبنا هذا، ماذا سيكون مطلب حزب العمال الكردستاني في هذا الموضوع لا نعلم، ولكن ومثل الخارج الحرية الجسدية للقائد آبو شرط أساسي بالنسبة إلينا".
على الدولة والسلطة أن تغير لغتها
ولفتت نيلوفر كوج في استمرار حديثها الانتباه إلى أهمية تغيير اللغة(الأسلوب)، وواصلت بالقول:" حان الوقت للتخلي عن الكلمات مثل ’ قضينا على ذلك ’، ’ الإرهاب’، يجب أن يتم تغيير هذه اللغة، وقد أظهر القائد آبو صدقه في هذا الموضوع، وخاض مخاطر كبيرة واتخذ خطوة في هذا الموضوع، يجب على الدولة البدء من أعلى المستويات وتغيير هذه اللغة، لأنه هذه اللغة تضغط على شعبنا، تجعل هذه اللغة عملنا أكثر صعوبة، لذلك برأيي يجب أن يتم تغيير هذه اللغة".
هناك مخاطر بأن يتم ارتكاب مجازر مثل باريس
وأفادت نيلوفر كوج بما يتعلق بالمخاطر على هذه المرحلة أيضاً، قائلة:" أريد أن أذكر مثال من مرحلة 2013، أصبحت اللقاءات رسمية في شهر كانون الأول، واستشهدت ساكينة جانسيز، فيدان دوغان وليلى شايلمز في 9 كانون الثاني عام 2013، تم شن هجوم وحشي استهدف من خلالها إحدى مؤسسات حزب العمال الكردستاني ساكينة جانسيز، وقد قال القائد آبو فيما بعد:" لقد حدث هذا ضدي، إن كانت ساكينة، أو أنا الأمر ذاته".
لذلك يمكن دائماً أن تحدث أحداث مشابهة، ومن غير المعروف بعد ما هي نوعية الأحداث التي ستحدث في تركيا والشرق الأوسط، لازلنا في بداية المرحلة، ما إذا الخطوة التي اتخذتها الدولة تتوافق مع مصالح دولة أخرى أم لا؛ هناك تناقض في هذا الموضوع، كما وهناك تعارض ضمن الدولة ذاتها، لهذا السبب إن التوازنات الداخلية ليست متجانسة دائماً، لذا يجب على الإنسان أن يكون حذراً، لقد وجهت المجزرة التي وقعت في ذلك الحين في باريس رسالة مهمة لنا، وظهر حينها آلية الانقلاب، وتدخل بهدف إغلاق المجال أمام المرحلة، واليوم أيضاً يجب أن نكون مدركين لوضع مثل ذاك، ولذلك أشار القائد آبو إلى السرعة في التحرك.
يجب على الدولة اتخاذ خطوات ملموسة، لأن بقاء القائد آبو في إمرالي ضمن الظروف الحالية لن تضمن حياته، إن التحرك هو ما سيضمن أمن القائد آبو، لهذا السبب الظروف الحالية في إمرالي مشكلة جدية، وبالتأكيد سيكون هناك من يريد إفشال هذه المرحلة، مثلاً، يمكن حدوث أحداث مثل مجزرة باريس التي ارتكبت في 9 كانون الثاني 2013، لقد شهدنا بأنفسنا تجربة لها، ولذلك يجب أن نتحرك بسرعة".