من الواضح أن التاريخ حدد وقسم كتاب البطولة من أجل الكرد وكردستان، مدينة كوباني التي حدثت فيها مقاومات عظمى أصبحت رمزاً للصمود والمقاومة منتشراً في جميع أنحاء العالم، بالتالي سلمت راية المقاومة لمدينة عفرين، واليوم أيضا هناك روح القتال في ملحمة خابور وصقور زاغروس وروج آفا وتلة هكاري وفي جبال كردستان الشامخة القديمة، ومن بين الآلاف من هؤلاء الأبطال، قالت المقاتلة هيزل رزكار الاسم الحقيقي (نازلية حسن) التي ولدت في حضن عفرين الغنية بترابها وخيراتها، "كل شيء في سبيل حياة حرة" ثم توجهت إلى الجبال الحرة.
ولدت في كنف عائلة وطنية، لهذا السبب تعرّفت على حركة الحرية في صغرها، هي أيضا كعائلتها تنخرط في النضال الثوري في سن شبابها، من جهتها كانت تشارك في كل المسيرات والفعاليات والأعمال المتعلقة بالحزب، لقد عشقت بالفعل وطنها منذ صغرها، وفي عام 2013 دخلت في الأنشطة الثورية بشكل فعال، وقامت بأعمال "المرأة الشابة" لفترة، وبعدها قررت الاستمرار في نضالها ومقاومتها في جبال كردستان الحرة، وفتحت صفحة جديدة في حياتها باسم "بيريتان كندال"، وتعبر عن حياتها الكريلاتية في مشهد لها قبل استشهادها على النحو التالي: "...لا يمكن وصفها ببعض الكلمات، لكي يستطيع المرء فهمها والشعور بها عليه أن يعيشها".
قاومت في أكثر الساحات سخونة بكل بطولة وجسارة
هيزل التي تلقت تدريبها الرئيسي لمقاتلي الكريلا في منطقة قنديل، التحقت بالتدريب في أكاديمية ليلى شايلمز وأكاديمية آبولون، وتتطور من ذاتها بعد تلقيها هذه التدريبات، كما أنها كانت تتخذ النجاح أساساً لها في كل المجالات، بدءاً من تدريب مقاتلي الكريلا الجدد حتى إتمام مواقع الحرب، من الأعمال الاستراتيجية حتى وحدات المرأة الحرة، كانت مرتبطة بنهج حرية المرأة بكيانها وقلبها، وفي هذا السياق درّبت نفسها من الجانب الفلسفي، الإيديولوجي، والاجتماعي وتصبح مقاتلة واعية وماهرة.
كانت تؤمن بأن نجاح ثورة حرية كردستان ممكنة بالمشاركة الفدائية، لهذا انضمت إلى صفوف قوات الخاصة للكريلا في عام 2021 بناء على قرارها وإصرارها، ووصلت إلى مستوى مهم للغاية خلال انضمامها للقوات الخاصة، وذلك من خلال إيمانها الذاتي، بشخصيتها الجسورة والواعية وبإيمانها على النجاح في ظل كافة الظروف، وتصبح مصدر القوة ومعنويات لجميع رفاقها الكريلا، وتحقق انتصارات عظيمة بسرعة هائلة، حيث أنها تصبح صاحبة دور مؤثر وواضح، في حياتها الكريلاتية، ومن ناحية أخرى تبذل جهوداً ومحاولات عظيمتان لأجل أن تصبح قيادية بارعة لوحدات المرأة الحرة – ستار، وتسمي نفسها باسم هيزل ضمن صفوف القوات الخاصة، كما أنها تسمي نسبتها الحركية "رزكار" تخليداً من احياء ذكرى شقيقها الشهيد رزكار.
توضح فلسفتها الحياتية على النحو التالي: "لا يمكن للمرء أخذ الدروس والعبر من الحياة بدون تلقي الصعوبات و تعلمها وفهمها"، ولذلك كأنت تختار المشاركة في المقاومة في الساحات الأكثر صعوبة، قاومت ضد دولة الاحتلال التركي القاتلة التي شنت هجماتها الاحتلالية المكثفة في جنوب كردستان كمقاتلة بطلة وقيادية عظيمة لوحدات المرأة الحرة -ستار.
وردت على هجمات الأعداء في تلة هكاري بمنطقة متينا يوم 27 أيار 2022 بطريقة فدائية، كانت تقود العملية النوعية الناجحة التي كبّدت العدو 18 قتيل في صفوفه، قاومت ضد العدو حتى أنفاسها الأخيرة ثم استشهدت مع رفيقها لاشر عكيد، ودخلت في صفحات مقاومتنا كقيادية عظيمة لوحدات المرأة الحرة - ستار.