مراد قره يلان: كيف أننا هزمنا العدو حتى الآن وسننتصر من الآن فصاعداً أيضاً

صرح عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني (PKK)، مراد قره يلان، أن النضال سيتصاعد من أجل الحقوق الطبيعية للشعب أكثر من ذي قبل في العصر الجديد بالديمقراطية والحرية، وقال، "كيف أننا هزمنا العدو حتى الآن، سننتصر من الآن فصاعداً أيضاً".

قيّم عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني، مراد قره يلان، قفزة الأول من حزيران، الحصار المفروض على مخمور، والانتخابات الأخيرة في تركيا، خلال مشاركته في برنامج خاص على فضائية ستيرك (Stêrk TV).

وهذا هو نص الحوار الذي أُجريَ مع قره يلان:

هل يمكنكم الحديث عن أهمية قفزة الأول من حزيران ومعناها...؟

في البداية، أبارك قفزة 1 حزيران للقائد أوجلان ولكافة الشعوب في كردستان، أصدقاء الشعب الكردي، الرفاق، العمال، وكريلا حرية كردستان، والمقاتلين، واستذكر شهداء قفزة الأول من حزيران 2004، بدءاً من أردال، عادل، نودا حتى فاضل بوطان، عكيد جفيان، دلال آمد، يشار بوطان، وليلى آمد بكل تقدير واحترام، وأنحني أمام ذكراهم بكل احترام، ونجدد عهد الرفاقية الذي قدمناه لهم مرة أخرى وأؤكد أننا سنبقى أوفياء لهذا العهد حتى النهاية.

إن قفزة الأول من حزيران هي استمرار لقفزة 15 آب، وهي المرحلة الثانية لقفزة 15 آب، إن 15 آب منعت إبادة الشعب الكردي وأدرجت القضية الكردية على طاولة الحل، ولكن في وجه ذلك، نُفِذَت المؤامرة الدولية، أن قفزة الأول من حزيران أيضاً لعبت دوراً تاريخياً لأجل تلافي أضرار المؤامرة الدولية هذه ومن ناحية لأجل تحقيق حل القضية الكردية.

كما هو معروف، بعد وقت قصير من المؤامرة الدولية التي حيكت في 15 شباط 1999، وضع القائد أوجلان إلى جانب الحركة، أساس الحل السياسي، منع استفزازات جديدة وقف الحرب على جدول الأعمال من أجل إفشال المؤامرة الدولية، وأعلن عن هذا في شهر آب 1999، واستمرت هذه العملية التي يمكن تسميتها بوقف إطلاق النار لمدة 5 سنوات، وتم إيقاف الحرب، وفي إطار هذه المرحلة، كانت دولة الاحتلال التركي تنصب في البداية كمائن أمام رفاقنا الكريلا الذين كانوا ينسحبون، وتسببت في استشهاد العديد من هؤلاء الرفاق، على الرغم من ذلك لم يتم استخدام السلاح من جانبنا، ولم تخاض أي حرب، وفي إمرالي، دخل القائد أوجلان في خضم الجهود والمحاولات، أجرى لقاءات، وضع إعلانات الحل على جدول أعمال الرأي العام، وبعث برسائل إلى المسؤولون الأتراك، ووضع شروط في مستوى معقول من أجل الحل، لكن رغم كل هذا لم تُظهِر دولة الاحتلال التركي أية نيّة للحل، على عكس الحل، تم منح دور القضاء على القضية الكردية لحكومة حزب العدالة والتنمية التي وصلت إلى السلطة في تلك الفترة، طبعاً، حزب العدالة والتنمية استلم السلطة كمشروع، ولهذا السبب قال رئيس حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان ’إذا لم تفكر في الأمر، في هذه الأثناء لا توجد قضية كردية من الأساس‘، لم يكتفي بذلك، سعى إلى تصفية حركتنا في الداخل والخارج من خلال بعض المرتزقة، ووفي مواجهة ذلك، دخلت قفزة الأول من حزيران 2004 على جدول أعمال حركتنا بشكل مجبر ضد مقاربات وأعمال الدولة التركية، وعلى هذا الأساس، تم اتخاذ القرار ونُفِذَت هذه القفزة.

كان الغرض من تنفيذ هذه القفزة، هو تحذير دولة الاحتلال التركي ودفعها إلى طاولة المفاوضات، أي أن هدفها كانت الحل، لهذا، في إطار الدفاع النشط، تم تنفيذ بعض العمليات، وكانت عملياتنا بالفعل أيضاً على مستوى معياري، لعب هذا دوراً لفترة من الوقت، في عام 2005 جاء طيب أردوغان إلى مدينة آمد، وقال "هناك مسألة كردية، في الوقت نفسه هي مسألتنا أيضاً، سنحلها"، وقطع بعض الوعود بهذا الشكل، بهذا الشكل أرادوا منا أن نعلن وقف إطلاق النار، ونفذت عملية وقف إطلاق النار في عام 2006 في هذا الإطار، وبدأت محادثات أوسلو في عام 2008؛ واجتمع وفدنا مع الوفد التركي في أوسلو، وجرت بعض المناقشات والتفاوض، لكن فهمنا مرة أخرى خلالها أنهم يريدون جعل مثل هذه المراحل أساساً لحرب خاصة، كانوا يسعون إلى تشتيت الحل، والقضاء علينا، وترك شعبنا بلا إرادة، أكثر سعياً من إيجاد الحل فعلياً، أي أنهم كانوا مصرون على سياسة الإبادة الجماعية، هذه كانت نيتهم.

كنا قد أعلنا وقف إطلاق النار مع النتائج الإيجابية للانتخابات المحلية لعام 2009، واستمر وقف إطلاق النار حتى عام 2010، وفي ذلك الوقت حذر القائد أوجلان مرة أخرى الدولة والحركة بأن الأمر لا يجوز بهذا الشكل، وعرض منظوره، على هذا الأساس، نشط المنظور على النحو التالي، ’إذا الدولة لم تتبنى الحل، فسننفذ الحل بقوتنا،  لكن على الرغم من هذا، إذا هاجمتنا الدولة، فسنرد عليها بمنظور حرب الشعب الثورية، وسنجعل الحل أساساً لنا، ولا يوجد طريق آخر‘، وفي هذا الإطار، بدأت قفزة الأول من حزيران بطريقة مرحلة العصر الجديد، في الواقع، تتضمن قفزة الأول من حزيران من مرحلتين، المرحلة الثانية مهمة جداً، لأنها تم الإعلان عنها في مثل ذلك الوقت الذي خلقنا فيه الحل بأنفسنا، فلا أحد يستطيع أن يعتبر أن إرادة شعبنا غير موجودة، والتي تم تعريفها على أنها الفترة الإستراتيجية الرابعة، لقد أدى دوره على هذا الأساس، لقد وصل نضالنا إلى هذا المستوى على هذا الأساس، لقد أكمل 19 عاماً حتى الآن، لقد مر الكثير من الوقت بعد مرحلة القفزة هذه، على مدى 8 سنوات، أعلنت دولة الاحتلال التركي بقيادة حزب العدالة والتنمية- حزب الحركة القومية-أرغنكون، عن حرب شاملة ضدنا بمفهوم جديد، لقد كانوا يحاربوننا منذ 8 سنوات وما زالت هذه الحرب مستمرة، بالطبع، استمد شعبنا قوته من قفزة الأول من حزيران وواصل نضاله، فإذا لم تنفذ قفزة الأول من حزيران في وقتها المحدود، فكانت المؤامرة الدولية ستحقق نتائجها المرجوة، ولكانت ستقضي على حركتنا وتبيد شعبنا بالكامل، إذا قلنا الآن ’تم إيقاف المؤامرة الدولية، ولم تحقق نتائج وتصاعدت مقاومة الحرية خطوة بخطوة‘، فهذا بفضل دماء شهدائنا الأبطال، ومقاومة قائدنا أوجلان والنضال الحالي الذي بدأ في الأول من حزيران ووصل إلى هذا المستوى، بهذا الشكل وصلنا إلى هذا العصر.

المكاسب السياسية لقفزة 1 حزيران معروفة على نطاق واسع، إلى جانب ذلك، ما هي المكاسب العسكرية التي حققتها هذه القفزة؟

كما ذكرت، إذا لم تكن هناك قفزة الأول من حزيران، فلن يتبقى شيء الآن، لأن العدو لا يرحم ويريد القضاء علينا وتدمير هوية شعبنا، وبهذا المعنى، فإن المكاسب السياسية والاجتماعية للقفزة كثيرة.

بالنسبة للجانب العسكري، قبل قفزة 1 حزيران، عقدت قوات الدفاع الشعبي مؤتمرها الأول وقررت إعادة البناء، أي أن الأول من حزيران قد تم الترحيب به في مشروع إعادة الإعمار، من المعروف أن قفزة الأول من حزيران قد مرت بتجديد مقاتلي الكريلا، لأنه بعد القفزة، أصبح تجديد مقاتلي حرية كردستان على جدول الأعمال ثلاث مرات، بعبارة أخرى، جددت الكريلا نفسها تدريجياً، بالطبع، خاصة بعد عام 2000، كانت التكنولوجيا تتطور باستمرار وهذا أثر على الحرب أيضاً، في سياق أطروحات القائد أوجلان، يمكنني القول أن قيادة الكريلا يدرك ماهيته من وقت لآخر، لذلك كان التجديد دائماً على جدول أعمالها.

إذا أخذنا في الاعتبار من 15 آب، تغيرت أشياء كثيرة في صفوف الكريلا، بعبارة أخرى، كان هناك تعميق وصعود في العديد من الجوانب، في البداية، لقد حدث تعميق أيديولوجي فلسفي، كما حدث تعميق عظيم في صفوف الكريلا، وروح عكيد وزيلان أي الروح الفدائية كانت عالية جداً، على سبيل المثال، ظهر هذا بوضوح في المقاومة التي تم خوضها هذا العام والعام الماضي، بعبارة أخرى، تطوّرت الروح الفدائية وروح التضحية في صفوف الكريلا، بالإضافة إلى ذلك، تحسن أداء الحرب وتطورت الخبرة كثيراً، كل مقاتل كريلا هو أيضا خبير وفدائي، بناءً على ذلك، تطوّرت حرب الفرق على أساس الخبرة في الساحات، وكان هذا التجديد والاحتياطات ضد هجمات العدو التي تعتمد على التكنولوجيا.

بالإضافة إلى ذلك، كان أهم شيء هو الحرب التي دارت تحت الأرض، بالطبع، كان هذا نتيجة البحث والإعداد، لم يحدث ذلك من تلقاء نفسه، أو لم يدخل في جدول أعمالنا بدافع الضرورة، لا، لأن الإعداد النظري والعملي لذلك يعتمد على خبرة عشر سنوات، على هذا الأساس، كما هو معروف، منذ عام 2021، تم تنفيذ تكتيكات حرب الأنفاق، حرب الفرق المتحركة في الميدان الذي يعتمد على الخبرة، وأيضاً، وفقاً للفرص المتاحة لهم، تم اكتساب الخبرة في التقنيات المختلفة، تم إنشاء القوات الجوية داخل صفوف الكريلا، والآن تدور الحرب مع القوات الجوية، بعبارة أخرى، لا يقاتل مقاتلو حرية كردستان على الأرض فقط مثل الكريلا الكلاسيكية، إنهم يقاتلون باحتراف فوق الأرض وتحت الأرض، كما تقدم مستواهم العسكري جوياً ايضاً، بهذه الطريقة، تم اكتساب المستوى والقوة، هذا إنجاز عسكري مهم بالنسبة لنا، وقد ثبت أنه بهذه الأساليب يمكن الدفاع عن الأراضي الحرة وهزيمة العدو وإيقافه، كان هذا واضحاً في زاب، لذلك، في العامين الماضيين، لا يمكن للعدو التقدم في زاب، من الناحية العملية، تم إثبات ذلك وزادت الثقة والإيمان بخبراتهم على هذا الأساس، كما عزز هذا الوضع الروح الفدائية في نفوس رفاقنا، حيث أصبحت الحرب حرب فدائية ووصلت إلى أعلى مستوياتها، وأظهرت مستوى الكريلا للجميع، صديقاً كان أم عدواً، أن الكريلا قوة لا يمكن هزيمتها.

 

غداً.. الجزء الثاني