وحدات حماية الشعب تدعو القوى المحلية والدولية لوقف اعتداءات وهجمات الدولة التركية على شنكال

أكدت وحدات حماية الشعب أن قواتها ومقاتلي حرية كردستان تدخلوا وأوقفوا خطة الإبادة الجماعية بحق المجتمع الإيزيدي، وأوضحت: "تحاول الدولة التركية المحتلة اليوم استكمال الإبادة الجماعية للإيزيديين التي ارتكبها داعش".

أصدرت القيادة العامة لوحدات حماية الشعب YPG، اليوم، بياناً إلى الرأي العام، في السنوية الـ 9 لهجمات داعش على قضاء شنكال، وأكدت أن: "أي هجوم جديد على شعبنا الإيزيدي، هو هجوم علينا أيضاً وسنتحرك وفقاً لذلك".

وجاء في نص البيان: "في الذكرى التاسعة لمجزرة شنكال التي ارتكبها تنظيم داعش في 3 آب 2014، نستذكر جميع شهداء شعبنا الإيزيدي الذين قُتلوا بوحشية، وخاصة النساء منهم. كما ندين كل القوى التي خططت ونفذت هذه المجزرة، حيث كانت تستهدف إبادة الشعب الكردي بأكمله في شخص الكرد الإيزيديين، فهي جرح لا يمكن التئامه ولا يمكن نسيانه. كما أنه في السنوات الماضية تم محاسبة الذين شاركوا في هذه المجزرة، ومن اليوم فصاعداً؛ ستستمر محاسبة المسؤولين عن هذه المجازر.

هذه الإبادة التي تعرض لها شعبنا الإيزيدي ليست واحدة من أخطر المجازر في القرن الحادي والعشرين وحسب، بل من أسوأ وأقسى المجازر في تاريخ البشرية أيضاً، وعلى الرغم من أنه كان معروفاً وواضحاً أن هناك خطراً كبيراً على شنكال، إلا أن شعبنا الإيزيدي ترك وحده وجهاً لوجه أمام هذه المجزرة. في البداية، غضت سلطات منطقة شنكال آنذاك، وكل القوى الإقليمية والدولية الطرف عن هذه المجزرة التي كانت وصمة عارٍ ليس على المنطقة وحسب، بل على جبين البشرية أيضاً. كي لا يواجه شعبنا الإيزيدي مثل هذه المجازر مرة أخرى، فإن الإنسانية وجميع القوى العالمية مدينة للوقوف إلى جانب شعبنا الإيزيدي ودعم نضاله من أجل الحرية وضمان وجوده.

هذه المجزرة التي نفذها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) كانت أكبر مجزرة في التاريخ بحق الإيزيديين وكان هدفها استكمال الإبادات التي تعرضوا لها على مدار عشرات السنين. شعبنا الإيزيدي، الذي واجه هذه المذابح 73 مرة في التاريخ، دافعوا عن وجودهم، وكان شنكال دائماً بالنسبة لهم مكاناً مقدساً، حيث أرادوا من خلال غزو شنكال إبادة وصهر الثقافة الإيزيدية بشكل كامل، لكن مقاتلي حرية كردستان تدخلوا منذ الوهلة الأولى وأوقفوا خطة الإبادة الجماعية هذه. بعد فتح الممر الإنساني، انتقلت قواتنا وحدات حماية الشعب والمرأة YPJ-YPG من روج آفا إلى شنكال. بهذه الطريقة، انضمت فتيات وفتيان شنكال إلى مقاتلي الكريلا ومقاتلي وحداتنا وقاتلوا ضد داعش. وأصبحوا سداً منيعاً أفشلوا من خلاله هذه الإبادة الشنيعة.

الشعب الإيزيدي على مدار التاريخ بأكمله لم يؤذِ أي مجتمع أو يضطهد أي شخص كان، بل كان هدفه الوحيد أن يعيش بموجب عقيدته وثقافته بشكل حر ويصون وجوده. بعد هذه المجازر الأخيرة، أدرك الإيزيديون أنهم بحاجة إلى تنظيم أنفسهم وبناء قوتهم من أجل الحفاظ على معتقداتهم وثقافتهم وحمايتها. ولهذا السبب، يتم استهداف قادة وقيادات المجتمع الإيزيدي اليوم من قبل الدولة التركية المحتلة وشركائها.

تحاول الدولة التركية المحتلة اليوم استكمال الإبادة الجماعية للإيزيديين التي ارتكبها داعش، وللأسف الشديد، يظل العالم صامتاً في وجه هذه الهجمات. فالشعب الإيزيدي له الحق في العيش بحرية في مناطقه وأن يكون له إدارته الذاتية، وعلى هذا الأساس، يجب على جميع القوى العالمية أن تقوم بواجبها الإنساني والتاريخي تجاه شنكال.

في ظل هجمات الدولة التركية الفاشية ضد الشعب الإيزيدي وقوات حماية شنكال، يجب على جميع الدول والقوى الدولية التي تعترف بالإبادة الجماعية في شنكال، التحرك ووقف الدولة التركية المحتلة التي تدعم تنظيم داعش بشكل مباشر، عند حدها ومحاسبتها على أفعالها.

إن الاعتراف بالإبادة الجماعية سيكون ذا معنى، إذا ما تمت محاسبة ومحاكمة الدولة التركية الفاشية، وعلى هذا الأساس ندعو جميع القوى المحلية والدولية لوقف اعتداءات وهجمات الدولة التركية الفاشية على شنكال.

نحن، وحدات حماية الشعب YPG، نعلن أننا سنكون مع شعبنا الإيزيدي دائماً بكل قوتنا كما قمنا به من قبل. لذلك، فإن أي هجوم جديد على شعبنا الإيزيدي، هو هجوم علينا أيضاً وسنتحرك وفقاً لذلك.

نأمل وكلنا على ثقة بأن شنكال ستصبح مدينة حرة يعيش فيها شعبنا الإيزيدي بموجب ثقافته وعقيدته بشكل حر وبعيداً عن كل الضغوط، فإننا مرة أخرى نستذكر شعبنا الذي واجه مجازر شنيعة على يد داعش قبل 9 سنوات وفي الوقت نفسه نستذكر شهداءنا الأبطال الذين حاربوا داعش وأنقذوا شنكال وتركوا حمايتها واجباً على عاتقنا".