بمراسم مهيبة.. أهالي كوباني يشيعون جثماني شهيدين إلى مثواهما الأخير

شيع أهالي كوباني جثماني الشهيدين، جوان وكوجر إلى مثواهما الأخير في مزار الشهيدة دجلة جنوب مدينة كوباني.

وشارك في مراسم تشييع جثماني الشهيدين، جوان حسن حمكرو الاسم الحركي جوان عفرين، الذي استشهد في الـ 15 من الشهر الجاري إثر استهداف سيارته من قبل طائرة مسيرة تابعة لدولة الاحتلال التركي في قرية بوغاز بمدينة كوباني أثناء قضاء إجازته، والشهيد عدنان عثمان الاسم الحركي كوجر الذي استشهد أثناء قيامه بواجبه العسكري في صفوف قوات سوريا الديمقراطية بناحية عين عيسى في الـ 16 من الشهر الجاري، أهالي إقليم الفرات، وأعضاء المؤسسات المدنية والعسكرية وشخصيات من الأحزاب السياسية في إقليم الفرات.

وبدأت المراسم بالوقوف دقيقة صمت استذكاراً لأرواح الشهداء، تلتها كلمة الرئيس المشترك لمجلس كوباني العسكري إسماعيل إسماعيل الذي تعهد بالانتقام للشهداء، والوقوف في وجه دولة الاحتلال التركي وإفشال مخططاتها.

وأشار إسماعيل إلى أنهم كأهالي المنطقة وكل فرد يدافع عن أمن المنطقة واستقرارها سيواصلون نضالهم في وجه دولة الاحتلال التركي، وكل نظام مستبد يحاول التعدي على أمن واستقرار المنطقة، وبنضالهم سينتصرون وطالب الأهالي بتجديد جذور النضال والمقاومة لأن المرحلة المقبلة مرحلة حساسة جداً وتتطلب المزيد من الحذر".

وأضاف: "اليوم كل بقعة من أرض روج آفا وجغرافيتها تحتضن في قلبها شهيداً استشهد في سبيل الدفاع عن أرضه، وهذا دليل على أن الحس القومي لدى أبناء المنطقة أكبر من أطماع دولة الاحتلال التركي التي تحاول عبر سياسات الترهيب احتلال أرضنا، لكن أبناء المنطقة سبقوا وقالوا لها كلمتهم إما الشهادة أو العيش بحرية".

وبدورها جددت الرئيسة المشتركة لمجلس عوائل الشهداء في ناحية الجلبية جيهان علي عهدها للشهداء بالمضي على الدرب الذي رسموه بأرواحهم في سبيل حياة حرة وكريمة لشعب المنطقة، قائلة: "اليوم على دولة الاحتلال التركي أن تعي جيداً بأن شعب المنطقة يستمد قوته من الشهداء، من أبناء الشهداء ودموع أمهاتهم، لذا لن ننحني لأحد بل سنمضي وهاماتنا عالية".

وتساءلت جيهان: "في أي منطقة في العالم تقف زوجات الشهداء ليقرأن وثائق شهادة أزواجهن؟، في أي منطقة في العالم يقف شعب من صغيره إلى كبيره خلف فلسفة وفكر واحد، مطالباً بالحرية الجسدية لقائده؟.

وأكدت جيهان أنهم لن يرضخوا لضغوطات دولة الاحتلال التركي، فهذا الشعب معروف منذ فجر التاريخ بالمقاومة، وسنكمل هذا الطريق حتى نصل لهدفنا، ولن نكون لقمة سهلة لدولة الاحتلال لاحتلال مناطقنا، بل سنناضل حتى نخرجها من أرضنا المحتلة.

ومن ثم ألقى ابن عم الشهيد جوان عفرين كلمة باسم العائلة، مؤكداً خلال كلمته أنهم كأهالي عفرين سيناضلون ولن يستطيع أحد كسر عزيمتهم، وسيأتي يوم ويخرجون فيه دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها من عفرين ويعودون إلى منازلهم، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنهم زفوا لكل بقعة من روج آفا شهيداً، واليوم جاء الدور على كوباني لتحتضن أجساد أبناء عفرين.

لتنتهي المراسم بقراءة وثيقتي شهادة الشهيدين وتسليمهما لذويهما من قبل مجلس عوائل الشهداء في إقليم الفرات، ليوارى بعدها جثماناهما الثرى في مزار الشهيدة دجلة.