عبد الله أوجلان: أوروبا رأت تصفيتي متوافقة مع مصالحها

وضعي كقائد، يهدد السياسات التقليدية للغرب تجاه الشعب الكردي، هذا هو جوهر الموضوع، ولذلك رأت أوروبا تصفيتي متوافقة مع مصالحها.

يمكن رؤية أن المؤامرة وقعت على خط الحرب بين الشرق والغرب، يرونني كنقطة تضعف الأناضول وتركيا، السياسة اليونانية، التي هي الابن الثرثار للغرب، أردت أن أراها فقط في موقف دون إجراء يسبب الضرر فقط، عندما رأوا أن علاقتي ستضر بهم، ألقوا بي في النار بلا تردد، ومع ذلك ، فإن دورهم في المؤامرة النهائية هو تعاون غادر يستخدم الصداقة، لم تخطط وتنفذ بنفسها، بل كانت بشكل أساسي متواطئة، من الواضح أنها كانت تنتظر من خلال هذا التواطؤ، الحصول على التنازلات بشأن قبرص وبحر إيجة، وقد أوضحت الأحداث التي حدثت فيما بعد هذه النقطة بوضوح شديد.

إسرائيل كانت الفاعل الرئيسي

وكشف الممثل الخاص لكلينتون للصحافة أن كلينتون هو من أصدر قرار تسليمي، ستكون مقاربة ضيقة لتوضيح ذلك بمعاداة الإرهاب، من الواضح أن إسرائيل وراء ذلك، يتعلق الأمر بالوعود التي قطعتها لتركيا القوة اليمينية المتطرفة المؤيدة للحرب، رئيس الوزراء في ذلك الوقت هو بنيامين نتنياهو، زعيم كتلة الليكود اليمينية، لعبت إسرائيل الدور الأساسي في المؤامرة لإبقاء تركيا معها في الميزان الاستراتيجي للشرق الأوسط، ولكن ليس وحدها، لا أعتقد أن له علاقة بالديمقراطيين اليساريين في إسرائيل، وبنهج شيمون بيريز، لا ينبغي أن ننسى أن اغتيال إسحاق رابين مرتبط أيضاً بقوى يمينية متطرفة.

تم وضع أسس التنسيق في لندن

في الوقت الذي كانت تجري فيه الاستعدادات للمؤامرة، شل ابتزاز مونيكا، بيل كلينتون، وحدث أنه لا يمكن أن يرفض أي طلب للوبي الإسرائيلي، تم اتخاذ العديد من القرارات الرئاسية منه من قبل زوجته هيلاري وابتزاز مونيكا، وهنا ظهر تعاون مؤقت بين إستراتيجية إسرائيل واليونان في الشأن التركي، كلينتون ينسق هذا، تم وضع أسس التنسيق في لندن، وقد حسبوا أنهم بعزلي، سوف يسيطرون على الكرد وحزب العمال الكردستاني، هز مستواي في القيادة سياسات الغرب التقليدية تجاه الكرد، تعتمد حقيقة الحدث أيضاً على هذه الحقيقة.

ولذلك رأت أوروبا تصفيتي متوافقة مع مصالحها، كانت السياسات التي ينفذونها ضد الكرد، تفشل بسببي.

الرأسمالية الأوروبية، بقيت مرتبطة مع طبيعة سياستها تجاه الكرد على مدى مائتي عام الماضية، أساس هذه السياسة كانت من أجل إبقاء الأتراك وإيران والعرب مرتبطة بها، واستخدام الكرد كأداة تهديد، أنا أصر على حل دائم للمشكلة الكردية، سواءً بالحرب أو بالسلام، لكنهم أرادوا إبقاء هذه المشكلة كأداة في متناول اليد دائماً، لم يكن من مصلحتهم نزع هذا السلاح منهم، لقد اعتبروها أسوأ ما تبقى من سياسة الاستغلال التقليدي ولا يريدون أن يفقدوها، بالنسبة لهم، لم يكن الوقت مناسباً لحل المشكلة الكردية استراتيجياً.

وتبين أنهم سيبقون القضية الكردية بأيديهم إلى أن يسوو حساباتهم مع إيران والعراق وتركيا، يشبه هذا الموقف نهج بعض القوى في تركيا الذين يتركون المشكلة دون حل من أجل مصالحهم الخاصة، نهجهم تجاه الكرد هو سياسة "لا تموت ولا تحيا"، إنه نهج وحشي، إذا كانوا سيقدمون بعض الدعم، لكانت قد ظهرت ظروف إيجابية للغاية على الأساس الصحيح.

مثلاً، النهج الذي يظهرونه حالياً لكوسوفو ومقدونيا، إذا أظهروا التصميم للكرد أيضاً، لكانت المشكلة قد تم حلها منذ وقت طويل، الأمر نفسه ينطبق على إسرائيل والعرب، روسيا والشيشان، استمرار المشاكل على المدى الطويل هو في مصلحتهم، ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بأوروبا والمقربين منها، فإنهم يتصرفون بسرعة وبقوة ويحلونها، لأن وضعي لم يتناسب مع مصالحهم، فقد تركوني خارجاً.

تأسيس المجموعات المتحالفة مع ألمانيا

في تسليمي، فإن القضاء على حركة الحرية والقيادة كان الهدف واضحاً، مع هذه التصفية، أرادوا إحياء العلاقات مع العملاء الكرد التي كانت مستمرة منذ سنوات، على أساس كان سيتم خلق قائد كردي ديمقراطي ليبرالي وإنشاء تنظيمات مختلفة وفقاً لكل دولة، ألمانيا هي القائدة في هذا المجال، يعتبر إنشاء مجموعات تركية وكردية وعربية وإيرانية مؤيدة لألمانيا سياسة قديمة في الشرق الأوسط، نُفذت هذه السياسة منذ أنور باشا فصاعداً، أصبح كرد العراق ذئب هذه السياسة، فقد أرادوا مؤخراً اتخاذ خطوات في هذا المجال في تركيا، كونك قوياً تحت رعاية القوى الأجنبية تحول إلى وسيلة للعيش.

عدم تصفية حركة الحرية الكردية كانت ستفتح المجال أمامهم للتركيز مرة أخرى على جهود التصفية والتقسيم، أو كانوا سيتشتتون، كما سيحاولون استغلال ظروف السلام التي نشأت وزيادة جهودهم لمنع إنشاء مجتمع مدني حر لحركة الحرية الكردية، لذلك، من المهم جدًا أن تكون حذراً من المنظمات المتخلفة بالطريقة الطائفية السابقة، وحذراً من مؤسسات المجتمع المدني المزيفة الوهمية وعدم إعطائها الفرصة لخداع الناس.

المقياس، كل حرب بعدها سلام

إن جهود عملية إمرالي لتمهيد الطريق لإحياء ثقافة الأخوة السلمية في الأناضول وميزوبوتاميا أكثر جدية من الحرب، لكن نتائجها لا تزال ثورية ومثمرة، السلام الذي يستند على الاستخدام الحر للأصول الثقافية، سيكون هو الرد الأصح على نهضة الأناضول والشرق الأوسط والطبيعة الثورية لجمهورية تركيا، في إطار معيار "كل حرب بعدها سلام" ، فإن جهود السلام التي تصب في مصلحة الشعب مهمة جداً وذات معنى، والحرب التي لا تفتح الطريق أمام السلام، تستخدمها قوى أخرى ضدهم.

نتائج الحسابات الخاطئة بشأن السلام

إن البحث عن السلام، ومهما كان قليلاً، فإن تحقيق السلام، لا تعني إضاعة الوقت والعمل الفارغ، الحرب التي لا تمهد الطريق لسلام حقيقي، حتى لو انتصروا من الناحية العسكرية، سيكونون فاشلون في النهاية، إن سوء التقدير والحسابات الخاطئة بشأن السلام يجعل حتى أهم الإنجازات العسكرية بلا معنى، القادة المسؤولون أمام شعبهم وجنودهم، هم الذين يدرسون قضايا السلام بقدر ما يدرسون القضايا العسكرية، ويجدون حلولاً حقيقية، القائد والقادة الذين لا يستطيعون القيام بذلك، لا يمكنهم إنقاذ أنفسهم من الفشل.

إن اندلعت حرب، فستكون مختلفة عن السابقة

إن الفوضى المزيفة التي لا تخدم المجتمع ولا تنمي الأفراد، تقضي على السلام الجدي والواعد، وتسد الطريق على المتعارض مع القوانين، وتسيطر على الأسلوب المشروع للحياة والمعيشة للنظام، وإن أولئك الذين لا يتوافق فنهم وطريقة حياتهم مع هذا الأمر، وأولئك الذين لا يتغيرون في الوقت المناسب، فهم لا يفهمون شيء من السلام ولا يريدون السلام، إنهم لا يعرفون حتى آلام الحرب ومصاعبها ومشقاتها، وعلى الرغم من ذلك ، يجب النظر إلى جدية المرحلة.   

إن نجح أم لم ينجح هذا الأمر، فإن هذه المرحلة في غاية الأهمية، فالحرب التي ستندلع بعد ذلك ستكون مختلفة عن السابقة، حيث تعود الأزمة الأكثر امتداداً على مر تاريخ الجمهورية التركية، بسبب الحرب الماضية، فإن لم يتم الإعتراف بطريقة صحيحة على هذه الحقيقة وإن لم يتحقق سلام عادل، فلن تختفي هذه الأزمة، وباعتبار أنه ليست هناك رغبة بتشخيص سبب الأزمة الحقيقية، عندها لن يكون هناك العلاج الناجع والصحيح، حيث كانت تركيا تعيش في خضم هذا الصراع في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، فالأزمة، إما تزال من خلال حرب جديدة وضارية، أو من خلال سلام عادل ومشرف.

مرحلة إمرالي هي القفزة الثالثة

إن مرحلة إمرالي، هي بالنسبة للشعب الكردي وبالنسبة لي، المرحلة الثالثة للقفزة، فالمرحلة الأولى؛ هي الولادة في المجتمع القروي للفلاحين، والذي يتعارض حتى مع المجتمع الحديث الرسمي في القرن العشرين، أما المرحلة الثانية، تأتي بمعنى الولادة، والطهارة بالعنف والحرب.   

ذهنية وإرادة الحرية للشعب الكردي

تفرض المرحلة ولادة وتنشئة جديدتين على كل قوة، فمن الدولة إلى الاقتصاد ، ومن السياسة إلى القانون ، ومن الأخلاق إلى الفن ، فكل مجال يهتز ويضطرب ويبحث عن حل على الرغم من الأزمة، وتعني مرحلتي في إمرالي التمهيد لهذه الحقيقة، فمثلما كانت المرحلة السابقة ذات معنى من خلال فهم "أنا والحرب"، فإن المرحلة الجديدة الراهنة لها معنى أيضاً من خلال فهم "أنا والسلام"، فهي من الناحية البنوية جزء أساسي من وجودي، وهي ذهنية وإرادة الحرية للشعب الكردي، فهذه الذهنية والإرادة اللتان أصبحت لهما خبرة، فهي الآن في مرحلة السلام، وتصيغ مرحلة الحرب نفسها كـ"الجمهورية المناهضة للإقطاعية ومناهضة للسلطة الإنفرادية"، فيما تبني مرحلة السلام نفسها كـ "الجمهورية الديمقراطية والعلمانية"، فإذا لم تكن النزعة الانفصالية والعنف مرغوبة ولم يكن هناك رغبة في التخلي عن النظام بالكامل، حينها، لا ينبغي تهميش الكرد، الذين عاشوا خلال مرحلة إقامة الدولة والقومية مع الأتراك، بالقوة والإنكار، وتفرض سياسة وقانون السلام أن يعيش الكرد وجودهم الثقافي بطريقة حرة وفقاً لرغبتهم، ويجب أن يولوا اهتماماً له للاتحاد مع الجمهورية، فالجمهورية التي تعتمد على إنكار الإرادة الحرة للشعب الكردي هي جمهورية أوليغارشية متفردة بالسلطة، وهذا الأمر ما يفسح المجال أمام حصول العنف. 

إما أن يُفسح المجال أمام السلام أو سيتعمق العنف

إن إفساح المجال أمام الوحدة الحرة، أي أن التوافق الديمقراطي تأتي بمعنى الحياة ضمن السلام والوحدة، وباعتبار أن الحرب لم تنتهي بعد بين الجمهورية الأوليغارشية المتفردة بالسلطة والجمهورية الديمقراطية، فإن هذا الأمر لن يتحقق، لذلك، فإن مرحلة إمرالي من الناحية الرمزية هي مرحلة تاريخية، فإما أن تمهد هذه المرحلة الطريق أمام السلام، أو إذا لم تنجح وظهرت سياسات الإنكار والإبادة للجمهورية الأوليغارشية المتفردة بالسلطة، فإنها ستؤدي حينها من خلال العنف الشديد إلى تشكل مرحلة متعمقة، فهذه هي المرة الأولى في تاريخ تركيا التي تظهر فيها هذه الحقيقة في أساس الأزمة المتعمقة، وباعتبار أن البرلمان والحكومة لا يقيّمان القضية مباشرةً  في وقته، ولا يتحملان المسؤولية، ويقومان بالتستر على القضايا ويفرضان عدم إيجاد الحل، فكما هو ظاهر في الصحافة، فإن مصدر الأزمة الحالية هو السياسة، فالسياسة، تهز قرار الإعدام عليّ مثل سيف داموكليس، وتظن بأنها بهذا الأمر ستحقق النتيجة المرجوة، لكنها ترتكب الخطأ الأكبر، فهذا التعامل، يجعل من تركيا محكومة بنظام المرتزقة الفوضوي والفاسد، الذي يُفرض على تركيا من الخارج والداخل، وبسبب هذا الأمر، تخسر تركيا كل عام وشهر مليارات الدولارات، كما أنها تعاني من آلام شديدة من الناحية المعنوية.

فطالما أن حصيلة الحرب الممتدة لخمس عشرة سنة؛ هو موت أربعين ألف شخص وخسارة مئات المليارات من الدولارات، فالأمر الصائب حينها والذي ينبغي القيام به، هو تقييم القضية وفق الظروف التاريخية والاجتماعية والدولية وتعريفها بالشكل الصحيح وإيجاد حل لها، وإن لم يتم القيام بذلك الأمر، فإن الأزمة ستشتد أكثر فأكثر.   

مرحلة الحرب الأبدية

وبصفتي كـ شخص ومؤسسة القائد، أجد أنه من الضروري لمرحلتي في إمرالي تقييم القضية في هذا السياق، وباعتبار أن هذا الأمر لا يتم عبر الذهنية النفعية والرخيصة، فإن أساليب الإنكار والافتراء والمحو، سواءً كانت من قِبل قوى الدولة الرسمية أو من قِبل الدوائر الكردية العميلة، ستفرض مرحلة حرب أبدية.

كما لو أن المعركة ستندلع غداً

ولكي لا أتورط في هذه اللعبة، أتصرف بمسؤولية وتفهم، حيث إن الإبادة المادية والمعنوية في إمرالي ستأتي بمعنى القضاء على قوى الإرادة الحرة للكرد والأتراك، ولكي تحقق معركة الحرية نتيجة إيجابية من أجل شعوبنا، فيجب القيام بكل الاستعدادات التكتيكية والاستراتيجية لمعركة الدفاع عن النفس كما لو أن المعركة ستندلع غداً،  وهذا الأمر بحد ذاته الشرط الأساسي لتحقيق النصر في هذه المرحلة، فالمعنى التاريخي لإمرالي بالنسبة للدولة والمجتمع وشعبنا وحزب العمال الكردستاني وبالنسبة لي هي على هذا النحو.

مسؤولية الولايات المتحدة الأمريكية ومؤسسات الاتحاد الأوروبي

إن لمؤامرة 15 شباط معنى بحيث يجب تعريفها بالشكل الصحيح من قِبل أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية والاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان ، فإن اعتقالي واحتجازي، الذي يتعارض مع الإرادة الحرة للشعب الكردي ويتعارض أيضاً مع القانون ومخالف للاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، يحمل المسؤولية للولايات المتحدة الأمريكية ولمؤسسات الاتحاد الأوروبي، أكثر من الجمهورية التركية من الناحية القانونية والسياسية، وكما أوضحت في مرافعتي الدفاعية بشكل موسع، فإن هذه المؤسسات والقوى انتهكت الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان عبر الذهنية السياسية الاستعمارية، ومهدوا الطريق أمام وضع كهذا منافي للقانون، لذلك، فإن من الأولويات الأساسية ليس النظر فقط في انتهاك الجمهورية التركية للاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، ولكن ينبغي النظر أيضاً للمسؤوليات غير الأخلاقية وغير القانونية المتعارضة مع الإرادة الحرة للشعب الكردي في محاكمتي.

يُتبع...

تم الإعداد من مرافعة القائد عبدالله أوجلان