الملتقى السوري يدعو على توحيد الجهود لضمان انتصار الثورة في أولى جلساته

دعت المداخلات ومحاور الجلسة الأولى للملتقى السوري لثورة 19 تموز، الى توحيد الجهود وتكثيفها لضمان تحقيق أهداف الثورة وانتصارها.

تستمر أعمال الملتقى السوري لثورة 19 تحت شعار "19 تموز: ثورة المرأة والشعوب وضمانة سوريا ديمقراطية" المنعقد برعاية حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD).  

وبعد الانتهاء من كلمات الرئيس المشترك لـ PYD  صالح مسلم، ونائب المجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، حمدان العبد، والقيادية في وحدات حماية المرأة، ساريا عفرين، انتقل الملتقى إلى مناقشة الجلسة الأولى، وهي عن ثورة 19 تموز (الاستراتيجية والأبعاد) وأديرت من قبل عضوة منسقية مجلس المرأة في شمال وشرق سوريا، عبير حصاف.

ضمت الجلسة 3 محاور؛ شملت في محورها الأول الذي جاء تحت عنوان (استراتيجية 19 تموز)، تحدث الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، بدران جيا كرد، عنها.

ضمانة نجاح الثورة هو تكثيف الجهود

بارك بدران جيا كرد ثورة 19 تموز على "كل الشهداء والمناضلين وعلى القائد عبد الله أوجلان الذي رسم طريق هذه الثورة، وعلى عوائل المقاتلين الأمميين الذين استشهدوا في ثورة روج آفا".

وأضاف "ثورة 19 تموز من أفضل الثورات في المنطقة وسوريا وخرجت ضد النظام الواحد المستبد، انتفض خلالها الشعب مطالباً بالحرية".

وأشار "خلال الأزمة السورية خرجت المعارضة بهدف إسقاط النظام فقط، أما شعب شمال وشرق سوريا فكان هدفه مختلفاً، وكان شعاره حماية المنطقة والتوجه بسوريا نحو التعددية وحماية حقوق الكرد وكافة المكونات، فعند انطلاق الثورة اختار شعبنا انتهاج الخط الثالث من أجل حماية حقوق شعوب المنطقة التي حققت العديد من الإنجازات منها تأسيس الإدارة الذاتية".

أكد جيا كرد "عندما بدأ شعبنا بتأسيس قواته العسكرية كان هدفه حماية شعوب المنطقة، وليس لها أي أجندة أخرى عكس كافة القوات العسكرية الأخرى في سوريا".

ولضمانة تحقيق أهداف هذه الثورة شدد بدران جيا كرد على ضرورة "تكثيف الجهود، ولدينا أرضية مناسبة، ونتاج ثورة 19 تموز هي الحل الأمثل الذي تتمناه كل الشعوب في سوريا".

ريادة المرأة في ثورة 19 تموز

وأشارت الرئيسة المشتركة لمكتب العلاقات في حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، سما بكداش، في المحور الثاني من الجلسة الأولى،  والذي حمل عنوان (19 تموز ثورة بريادة المرأة)، إلى أن "الثورة تعني التغيير وبناء الإنسان والمجتمع، وليس باستطاعة كل الحركات الشعبية تحقيق التغيير، والثورات لا تصل دائماً إلى أهدافها، لذلك تكمن أهمية ثورة روج آفا في مبادئها الاستراتيجية وقراءتها التحليلية لكافة القضايا وفي مقدمتها قضية المرأة وجعلها أساس الثورة".

وتطرقت سما بكداش إلى وضع المرأة في سوريا على مرّ مختلف العصور، وقالت إن "اسم سوريا أنثوي وحضارتها أنثوية، وهناك العديد من الآلهة كعشتار والملكة زنوبيا التي اشتهرت مملكتها بالعدالة والديمقراطية، وعبر تاريخ البلاد برزت أسماء نساء ثوريات وضعن بصمتهن على التاريخ في مقارعة الاحتلال العثماني والانتداب الفرنسي كماريا العجمي ونازك العابد".

وأضافت: "بعد مجيء حزب الحزب البعث، قام الحزب بالقضاء على الحراك الجماهيري وإغلاق مؤسسات المجتمع المدني؛ منها المؤسسات الخاصة بالمرأة".

وأكدت "استطاعت ثورة شمال وشرق وسوريا احتواء عدة ثورات في ثورة واحدة، وهي ثورة فكرية وثقافية وسياسية وثورة اللغة والحماية". 

اتفاق الشعوب وعيشها المشترك

أما المحور الثالث من الجلسة الذي حمل عنوان (اتفاق الشعوب وعيشها المشترك ووحدة مصيرها) قال الرئيس المشترك لحزب الاتحاد السرياني، سنحريب برصوم "عانت شعوب المنطقة لعصور طويلة من الظلم والتهميش والصهر الثقافي والقومي الإجباري كما تعرضت الشعوب للإبادات بسبب اختلافها القومي أو الديني وفي سوريا وبعد الاستقلال استمرت المعاناة بهذه السياسات المتبعة من قبل الأنظمة الحاكمة من أجل ضمان استمرار سيطرتها على البلاد وبث الفتن وتحريض المكونات ضد بعضها في محاولات لجعل ديمغرافية البلاد صبغة واحدة مع تقوقع كل مكون على نفسه".

لكن خلال ثورة 19 تموز، وبحسب برصوم فإن من المبادئ الاستراتيجية والهامة التي عززت العيش المشترك للشعوب في شمال وشرق سوريا، هي أخوة الشعوب، وعرّفه بأنه "مبدأ سهل الفهم وعميق التأثير؛ لأن الشعوب المتعايشة في وطن واحد تسعى بشكل طبيعي إلى الحوار والتعايش والتفاعل الثقافي".

وأضاف برصوم: "والمبدأ الثاني هو نشر مبادئ الأمة الديمقراطية، الجديدة والمعاصرة والتي تشكل المعنى الحقيقي للديمقراطية التي تؤدي إلى مشاركة جميع فئات الشعب في صناعة القرارات وتنفيذها، أما المبدأ الثالث فهو محاربة كافة أشكال الإرهاب والتنظيمات الإرهابية المسلحة".

لتنتقل الجلسة بعدها إلى استقبال مداخلات المشاركين والمشاركات وأسئلتهم حول المحاور الثلاثة، وأكدت هذه المداخلات على أن شعب شمال وشرق سوريا كان متعطشاً للثورة لنيل حقوقه المسلوبة.

وشددت على البدء بحوار وطني سوري لحل أزمة البلاد، وذلك بعد الإشارة إلى أن الشرارة التي انطلقت منها ثورة ١٩ تموز هي التغيير واستراتيجيتها هي مبدأ أخوة الشعوب.

ونوهت المداخلات إلى أن محور الثورة تمثله المرأة بقيادتها وريادتها وبتكاتف الحركات النسائية مع بعضها البعض، وقد استطاعت تحقيق العديد من المكتسبات، وأن ثورة 19 تموز انتجت وأسست ثورة مجتمعية حقيقية من خلال تأسيس الإدارة الذاتية وتحرير العديد من الأراضي.