وانتهت الجلسة الثانية للملتقى السوري لثورة 19 تموز الذي انطلق تحت شعار "19 تموز: ثورة المرأة والشعوب وضمانة سوريا ديمقراطية" المنعقد برعاية حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) بمشاركة 150 ممثلة وممثلاً عن المؤسسات ورؤساء الأحزاب السياسية في شمال وشرق سوريا.
وعقب الجلسة الأولى، تم عرض سنفزيون اللجنة التحضيرية لفعاليات الملتقى ويحكي عن بداية انتفاضة ثورة شمال وشرق سوريا التي استمدت شرارتها من انتفاضة 2004، إلى تحرير أراضي شمال وشرق سوريا من داعش وتشكيل الإدارات المدنية والمحلية للمنطقة.
و من ثم بدأت الجلسة الثانية للملتقى والتي كانت بعنوان التحديات التي تجابه الإدارة الذاتية وسبل مواجهة هذه التحديات. وأدارت الجلسة عضوة لجنة علاقات مؤتمر ستار روكن أحمد، و ضمت ثلاثة محاور حيث تحدث في المحور الأول الرئيس المشترك للمجلس التشريعي للإدارة المدنية في منبج محمد علي عن ماهية الإدارة الذاتية وهيكلتها.
وأشار علي في محوره "مع وقوف النظام العالمي المركزي عاجزاً أمام سياسات الدول القومية ومن خلال التناقضات والجدليات التي باتت واضحة للجميع بين الدولة القومية والرأسمالية من جهة وبنية هذا النظام العالمي المركزي الذي يقوم على الدولة القومية من جهة أخرى بات هذا النظام الذي يقوي النزعات بين الشعوب مهترئاً، وهذا ما جعل العالم بشكل عام والشرق الأوسط بشكل خاص ساحة للصراعات والحرب وساحة لسفك الدماء".
مضيفاً: "في خضم هذه النزاعات والمشاهد ولد مشروع جديد يمثل مكونات شعوب شمال وشرق سوريا وهي الإدارة الذاتية, فهي كمصطلح الإدارة الذاتية ظهر عام 2000 ولكن كمشروع سياسي قائم بشكل سياسي يتماشى مع كل الشعوب الموجودة تم طرحه عام 1993 من خلال المفكر عبدالله أوجلان".
ومن ثم انتقلت أعمال الجلسة الثانية إلى المحور الثاني عن التحديات التي تواجه الإدارة ألقته الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية لشمال وشرق سوريا سمر عبدالله وقالت: "لقد استمر نضال الإدارة الذاتية في سبيل الوصول إلى حل ديمقراطي والذي يعكس حقيقة التنوع الموجود في سوريا وكل ذلك من خلال عمل دبلوماسي وسياسي مكثف للمشاركة في الحل السياسي بتمثيل حقيقي لشمال وشرق سوريا حيث إرادة الملايين من المكونات المتعددة".
وتطرقت سمر عبدالله إلى التحديات التي تواجهها الإدارة الذاتية ومنها مرتزقة داعش حيث وعلى الرغم من هزيمة داعش إلا أن أعداد أسرى داعش تفوق الآلاف من 48 جنسية مختلفة فمن المحال أن تتحمل الإدارة الذاتية مسؤولية هذا العبء وحدها في ظل عدم استجابة الدول لاستعادة رعاياها".
أما المحور الثالث فقد أدير من قبل الرئيس المشترك لمكتب العلاقات لحزب الاتحاد الديمقراطي سيهانوك ديبو وتمحور حول الإدارة الذاتية وحل الأزمة السورية، وقال :" إن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا هي تجسيد لمفهوم فلسفة الأمة الديمقراطية التي تم تأسيسها للمرة الأولى في تاريخ الفكر السياسي على يد القائد عبدالله أوجلان، هذه الفكرة اليوم نستطيع أن نقول إنها تشكل مستوى عالياً من الحلول".
مضيفاً بأن الحلول المتعثرة بالنسبة للأزمة السورية هي نتيجة غياب الحل الوطني والتوافق عليه بسبب حالة الانقسام الوطني التي حدثت في سوريا نتيجة هذه التدخلات والانحراف الوطني السوري، وهذه الأمور كلها ساهمت في طرح مشروع الإدارة الذاتية وانتهاج الخط الثالث الذي لم يكن طرفاً للهيمنة المركزية ولا طرفاً للمعارضة لحل الأزمة السورية، وبات يمتلك معادلة واضحة، تتألف من شطرين الأول هو الترجمة الفعلية لحناجر الشعوب حين صدحوا بأن الشعب يريد التغيير واليوم نجد بأن الإدارة الديمقراطية تشكل ترجمة وفحوى هذا المطلب الملح للشعوب، والشطر الثاني من خلال محاربة مرتزقة داعش، وكيف تحولت وحدات حماية المرأة إلى رمز عالمي ضد الإرهاب، وأكد أن ظهور داعش نمى من التشققات التي حققها نظام الاستبداد المركزي وبذلك داعش هو الابن الشرعي لهذا النظام وأن الإدارة الذاتية وبما تمتلك من إمكانيات ضعيفة قدمت ركيزة أساسية عبر الدفاع المشروع".
سوريا اللامركزية".
وعن الحلول للأزمة السورية أوضح ديبو :" معنى الحل للأزمة السورية هو أن سوريا بحاجة لعقد اجتماعي جديد وكيفية حكم مكونات سوريا نفسها وبنفسها ومسألة الانتماء السوري الذي لم يتم تشكيله حتى هذه اللحظة وبالإضافة لتشكيل هوية سورية جامعة لكافة المكونات وأن تكون قسد جزءاً من الجيش السوري ".
ومن ثم انتقلت أعمال الجلسة للمداخلات والنقاش على المحاور الثلاثة، حيث أكدت مداخلات المشاركين على ضرورة أن تقوم الدول الأجنبية بإعادة رعاياها من مرتزقة داعش و تحمل مسؤولية هؤلاء المرتزقة وضرورة الحل بالحوار السوري -السوري، والاعتراف بالإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا كإدارة بناءة معنية بشعوب شمال وشرق سوريا ومبنية على نظام تعددي لا مركزي.
ومن ثم قدمت اللجنة التحضيرية لفعاليات الملتقى دروعاً رمزية للمؤسسات التي ساهمت في بناء الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا منذ تأسيسها ومنها مجلس عوائل الشهداء، كونفدراسيون جرحى الحرب، مؤتمر ستار، وحدات حماية المرأة، وقوى الأمن الداخلي، وقوات حماية المجتمع".
ومن المزمع أن تدلي اللجنة التحضيرية لأعمال الملتقى ببيان ختامي تختتم فيه فعاليات الملتقى تليها فقرة فنية.