وجاء فيه:
"بتاريخ 17 تموز 2023؛ بناءً على الدعوة التي وجهها حزب الاتحاد الديمقراطي PYD لعقد (الملتقى السوري لثورة 19 تموز) في مدينة الحسكة، وتحت شعار: 19 تموز ثورة المرأة والشعوب وضمان سوريا ديمقراطية. حضر الملتقى أكثر من 150 من القوى والأحزاب والشخصيات السياسية الوطنية وأيضاً من الفعاليات المجتمعية من كافة مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، وتعذّر وصول من توجهت لهم دعوة الحضور في دمشق والمناطق السورية الأخرى.
افتتح الملتقى بدقيقة صمت على أرواح شهداء الحرية، وكلمات أدليت من قبل الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية المرأة والشعب،. ثم بدأت أعمال الملتقى عبر ستِّ محاور شكّلت عناوين الملتقى والمسائل التي تم تسليط الضوء عليها: استراتيجية ثورة 19 تموز وأبعادها، الثورة بريادة المرأة، اتفاق الشعوب وعيشها المشترك ووحدة مصيرها، ماهية الإدارة الذاتية وهيكليتها، التحديات التي تواجه الإدارة، وحل الأزمة السورية وفق الإدارة الذاتية.
وضح الملتقى بأن ثورة 19 تموز امتلكت قراءة متقدمة للأحداث التي تمر بها المنطقة والعالم مؤكدة بأن الأزمات التي تعيشها المنطقة في مثال الأزمة السورية هي أزمات بنيوية متعلقة بالاتفاقيات التي تناولت المنطقة منذ أكثر من قرن وحتى اللحظة في مقدمة هذه الاتفاقيات لوزان وسايكس بيكو وغيرهما التي لم تراعَ فيها إرادة شعوب المنطقة وتطلعاتها وحقوقها إنما جاءت لتحقق مباغي وأهداف تضمن من خلالها تبعية المنطقة وفي الوقت نفسه ملاذاً لتصدير أزمات النظام المهيمن عبرها ومن خلالها خاصة حينما تم تقسيم المنطقة وفرضت عليها خرائط وهويات باتت تترنح مؤخراً وتؤكد بأن شكل الدولة القومية المركزية فشل بعد أن جانب تطلعات شعوب المنطقة وعادت حقيقتها في مقدمتها الشعب الكردي الذي تم تجزئته إلى أربعة أقسام: سوريا والعراق وتركيا وإيران، كما باعدت هذه الاتفاقيات حقيقة عيش شعوب المنطقة المشترك ووحدة مصيرها وأخوتها عبر مسارات التاريخ وفي مختلف المحطات. ووفق ذلك فإن ثورة 19 تموز انتهجت استراتيجية الخط الثالث وحافظت على خصوصيتها فلم تكن مع إعادة إنتاج نظام الاستبداد المركزي ولم تكن مع تلك المعارضة التي تنفذ أجندات تهدد سوريا وأمن واستقرار المنطقة برمتها، الخط الثالث الذي مثل تطلعات شعب سوريا ومكوناتها في تحقيق التغيير الديمقراطي، فبادر حزبنا ضمن استراتيجية الثورة بالقيام بدور فعال في مأسسة المجتمع وبناء الكومينات والمجالس ضمن القرى والأحياء، وإنشاء الهيئات والمؤسسات في جميع الأصعدة المجتمعية، وأولت الثورة الإمكان في مجال الدفاع المشروع والحماية الذاتية وتأسست وقتها وحدات حماية الشعب والمرأة، ومؤخراً قوات سوريا الديمقراطية بكافة مكوناتها بعد أن غدت هذه القوات رمزاً عالمياً ضد الإرهاب بعد مقاومة كوباني ودحر الإرهاب منها حتى تحرير الباغوز آخر معاقل داعش في دولته المزعومة.
أكد المتداخلون بأن ثورة 19 تموز بما لها من استراتيجية ثورية هادفة إلى التغيير والتحول الديمقراطي وتأسيس المجتمع الأخلاقي السياسي بريادة المرأة الحرة؛ ومن خلال فلسفة الأمة الديمقراطية وتجسيدها الفعلي الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا قد جسدت معادلة الحل للأزمة السورية وشكلت عبر نموذجها المجتمعي نموذجاً فعالاً لتحقيق التغيير الديمقراطي الجذري والشامل وإنهاء مرتكزات الاستبداد المركزي وتحقيق العدالة الاجتماعية. كما تم التركيز على حقيقة ريادة المرأة لثورة 19 تموز وكيف استطاعت المرأة التصدي للذهنية الذكورية والاستبدادية وكيفية تحقيق المرأة خطوات مهمة في كافة المجالات السياسية والاجتماعية والدفاع المشروع ونظام الرئاسة المشتركة، كما توقف الحضور عند دور المرأة في دحر داعش وتنظيمات الإرهاب مثل داعش وغيرها.
كما أكد الملتقى على خصوصية المرحلة وبيان التحديات التي تواجه الإدارة الذاتية سواء ذات المنشأ الخارجي في صيغة المشاريع المهددة لأمن واستقرار المنطقة أبرزها العثمانية الجديدة وأجندتها وأدواتها الوظيفية التي باتت تفتقد أدنى معاني الوطنية السورية والديمقراطية المجتمعية، وفي الوقت نفسه إصرار نظام الاستبداد المركزي على إعادة إنتاج نفسه وتشتت المعارضة السورية وعدم قيام القوى الديمقراطية بالأدوار المنوطة بها بالشكل المطلوب ووفق طبيعة المرحلة وتعقيداتها. كما تم تحديد مسائل عديدة تشكل سوياً نقاطاً ترج في باب التحديات يجب التوقف عندها ووضع الحلول الممكنة لها مثل التصدي للهجرة، والوقوف في وجه الحرب الخاصة، والعمل للوصول إلى حقيقة الشعب الثوري، وأيضاً وضع خطط وحلول مستدامة تصب في تقوية البنية التحتية للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وبشكل خاص الباب الخدمي.
كما شدد الحضور بأن ثورة 19 تموز ومن خلال الإدارة الذاتية باتت تمتلك قوة ومعنى الحل الديمقراطي للأزمة السورية، وبأنه من الضرورة أن يحظى ببعده الوطني السوري، وأن تجد الإدارة طريقها نحو تمثيل فاعل ووازن لها في العملية السياسية السورية، وأن تتضافر الجهود كي يتحصل التفاعل الإيجابي المطلوب مع مبادرة الإدارة الذاتية على جميع المستويات إن كانت سورية أو إقليمية ودولية، وبجميع أبعادها: السياسية والاجتماعية والدبلوماسية والإنسانية وغيرها، وبأن الإدارة الذاتية وما تبديه من مرونة نحو الحوار البنّاء والواقعي مع جميع الأطراف السورية، والجهود التي تبديها الإدارة الذاتية في مجال عدم تسييس الملفات الإنسانية وشؤون المفقودين واللاجئين ومؤخراً استعدادها البدء في محاكمة عناصر داعش من مناطقها التي قدمت أكثر من 35 ألف شهيد وجريح حرب فإن المجتمع الدولي عليه الانفتاح أكثر وتقديم كل العون للإدارة الذاتية في كافة المجالات.
كما قدمت في نهاية الملتقى فقرة فنية تعبر وتعكس حالة التنوع الثقافي والمجتمعي في شمال وشرق سوريا كحقيقة انطلقت منها ثورة 19 تموز وتستمر بها وتؤكد عليها في مسيرتها".
واختتمت أعمال الملتقى بفقرة فنية وغنائية من قبل مجموعة من الفنانين التابعين لحركة مزوبوتاميا للثقافة والفن.