البرلماني جنكيز جيجك: اليوم هو يوم إيجاد الحل

أوضح البرلماني عن حزب الخضر اليساري في إسطنبول، جنكيز جيجك، أن اليوم هو ليس يوم التشاؤم، بل هو يوم إيجاد الحل، وقال: "لقد حان الوقت لأن نوصل النضال إلى الأرضية الحقيقية للمجتمع".

لقد مرت انتخابات أخرى أيضاً، وفي المرحلة التي تشبه حملة الحرب أكثر من الانتخابات، بقيت السلطة الحاكمة التي سيطرت على موارد الدولة على الرغم من الفقر والضغط المتزايد، متربعة على سُدة حكم البلاد من خلال التلاعب مثل مقاطع الفيديو الممنتجة والملصقات والخطابات الكاذبة، وقيّم البرلماني عن حزب الخضر اليساري لمدينة إسطنبول، جنكيز جيجك، نتائج الانتخابات لوكالة فرات للأنباء (ANF)، موضحاً بأن اليوم هو ليس يوم التشاؤم، بل هو يوم إيجاد الحل.  

وقيّم البرلماني جنكيز جيجك انتخابات 14 و 28 أيار كـ انتخابات مستولى عليها، وتابع قائلاً: "لقد أصبح المحافظون والقوميون مهيمنون مرة أخرى، لكن السلطة الحاكمة لحزب العدالة والتنمية الممتدة على مرى 21 عاماً لم تُرضِ حتى نصف المجتمع، رغم ممارساتها المنافية للعقل ومواقفها اللاأخلاقية وأكاذيبها التي طرحتها من أجل فوزها في الانتخابات، فتركيا وكردستان لا يمكن وضعهما في قفص حديدي، ولن يحصل ذلك أيضاً، ولهذا السبب، فإن شرعية السلطة التي لم تحصل على رضى نصف المجتمع، ستكون دائماً موضع تساؤل، ويُعد تاريخ نضال الديمقراطية والحرية للكرد والعلويين والاشتراكيين والطبقة العاملة والنساء والشبيبة أقدم من تاريخ الجمهورية في هذه الأراضي، ومليء بأمثلة للمقاومة، وعلى الرغم من سلب هذه الإنجازات من وقت لآخر من قِبل السلطات الرجعية، إلا أنها استمرت على الدوام".      

"لم تجرِ الانتخابات في الظروف العادلة"

ونوّه جيجك إلى أنه وفق البيانات الرسمية، فإن 48% من المجتمع ليس راضياً عن السلطة الحاكمة لحزب العدالة والتنمية على مر 21 عاماً، وحافظوا على اعتراضاتهم دائماً، وتابع قائلاً: "لهذا السبب، إن "الفوز الانتخابي" لتحالف الجمهور يفتقر إلى الدعم الاجتماعي، وكذلك، إذا ما كانت هناك تغييرات كبيرة في سياسات الشرق الأوسط وهذا البلد في غضون 24 ساعة، فلن تمر المرحلة المستقبلية بسهولة فيما يخص حزب العدالة والتنمية".  

وركّز جيجك على أن هذه الانتخابات لم تجر في ظل ظروف عادلة ومتكافئة، وذكر بأن القلق من سرقة الأصوات قبل الانتخابات يُظهر فقط أن هذه الانتخابات ليست عادلة ومتكافئة، وأضاف قائلاً: "إذا خصص الحزب الحاكم كل موارد الدولة للدعاية الانتخابية، ووزع موارد الدولة الاقتصادية للفساد، وعرقل أنشطة المعارضة، وغيّر قوانين الانتخابات في كل انتخابات حسب مصالحها، ووضع مؤسسة الهيئة الانتخابية العليا تحت سيطرته، فإن هذا يعني أنه يبدأ السباق الانتخابي بـ 100 متر متقدماً على جميع منافسيه. "

وذكر جيجك أن وزراء حزب العدالة والتنمية أصبحوا مرشحين برلمانين، واستمروا أيضاً في عملهم كوزراء و حشدوا كل موارد الوزارة في الأنشطة الانتخابية، موضحاً بأن هذه جريمة بحد ذاتها، وهي ممنوعة، وقال جيجك في دوام حديثه: "قبل إجراء كل انتخابات، يجري اعتقال وسجن إداري حزب الشعوب الديمقراطي وأعضاء النواحي والمدن، ولهذا السبب، إن الانتخابات ليست المقياس الوحيد للديمقراطية في أي بلد".

ولفت جيجك في دوام تقييمه الانتباه إلى حقيقة هذا الأمر، وهو أن تحالف السلطة الحاكمة مع حزب هدى-بار وخطاباتها القاسية ضد حزب الشعوب الديمقراطي يشير إلى نوعية السياسة التي ستكون عليها في المستقبل، وذكر بأن السلطة تهدف إلى القضاء على حزب الشعوب الديمقراطي وإنجازات الكرد، وبناء مجتمع كردي في المنطقة قائم على خط التطرف الديني للدولة بالتعاون مع حزب هدى-بار والقوى التي على شاكلتها".

"اليوم هو يوم إيجاد الحل"  

وقال جيجك بأن اليوم هو ليس يوم التشاؤم، بل هو يوم إيجاد الحل، وقال بهذا الصدد: "إن طريق سياستنا هو طريق شعبنا، وإن تم ترك الشعب بدون سياسة، فإنه يأتي بمعنى ترك الشعب بدون خبز، ولقد حان الوقت لإيصال النضال إلى الأرضية الحقيقية للمجتمع".