في ظل التحديات المستمرة التي يواجهها الشعب الأرمني، واستمرار سياسات الاحتلال التركي التي تسعى إلى طمس هويته ووجوده التاريخي في المنطقة، أعلن في شمال وشرق سوريا عن تأسيس حزب الاتحاد الأرمني، عبر بيان أصدره الحزب من أمام مبنى مجلس الاجتماعي الأرمني في مدينة الحسكة بمقاطعة الجزيرة.

الأرمن شعب أصيل في الشرق الأوسط تعرّض للمجازر على يد العثمانيين

وأكد البيان الذي قرئ من قبل عماد تتاريان، مستشار المجالس الأرمنية في شمال وشرق سوريا، أن الأرمن يُعدّون من الشعوب الأصيلة في الشرق الأوسط، حيث استقروا منذ آلاف السنين في مناطق غرب أرمينيا وشمال الأناضول وساحل البحر الأسود، إلى جانب جيرانهم الكرد. وقد لعبوا دوراً بارزاً في تطوير الحضارات الإنسانية، وأسهموا في العلوم والفنون والصناعة والزراعة.

ولفت البيان إلى أن هذا الوجود تعرض لسلسلة من المجازر والتهجير القسري، بدءاً من الإبادة الجماعية على يد العثمانيين عام 1915، والتي راح ضحيتها أكثر من مليون ونصف مليون شهيد، مروراً بالمجازر التي ارتكبها الكماليون، وصولاً إلى السياسات الأردوغانية الحالية التي دعمت أذربيجان في تهجير الأرمن من ناغورني قره باغ (أرتساخ).

صمود الأرمن ونهضتهم من جديد

وأشار البيان إلى أنه رغم كل محاولات الإبادة، نهض الأرمن من جديد، وأسهموا في بناء الدول التي احتضنتهم، خاصة في سوريا، حيث عاشوا جنباً إلى جنب مع الكرد والعرب، وشاركوا في تنمية المجتمع والاقتصاد.

وأضاف: "لأجل هذا ارتأت نخبة من أبناء الأرمن في شمال وشرق سوريا، رفع راية الحرية والتحرير وجمع شمل الأرمن من جديد في إطار حزب سياسي ألا وهو حزب الاتحاد الأرمني؛ ليوحدهم ويوجههم الى الحرية والتطور في ظل وحدة وتآخي الشعوب والانخراط في ربيع الأمة الديمقراطية، لوضع حد نهائي لإبادة شعبنا، ولنسهم بدورنا في نشر السلام والأمان في ربوع سوريا والشرق الأوسط".

أهداف ومبادئ حزب الاتحاد الأرمني

وبحسب بيان إعلان تأسيس الحزب، ينطلق حزب الاتحاد الأرمني من رؤية قائمة على النضال من أجل الحقوق القومية للأرمن، وتعزيز العيش المشترك بين مكونات المنطقة، والعمل على بناء سوريا ديمقراطية لا مركزية. ومن أبرز مبادئه:

* التأكيد على أن المجازر العثمانية القديمة والجديدة هي حرب إبادة، وضرورة مواجهتها بكل الوسائل لضمان عدم تكرارها.
* الدفاع المشروع عن الأرض والشعب الأرمني، واعتبار حمل السلاح في سبيل ذلك حقاً شرعياً.
* تعزيز الديمقراطية والمساواة في المجتمع، وضمان حقوق جميع المكونات والأديان.
* الحفاظ على التراث والثقافة الأرمنية، ونشر الوعي حول تاريخ ومعاناة الشعب الأرمني.
* العمل على تحقيق نظام ديمقراطي لامركزي في سوريا، يضمن حقوق جميع الشعوب.
* مناهضة خطاب الكراهية، وتعزيز ثقافة الحوار السلمي بين المكونات.
* حماية أملاك الأرمن في سوريا، بما فيها الكنائس والأوقاف، وضمان حقوق المهجرين.
* تمكين المرأة في المجالات كافة، ومنع جميع أشكال العنف ضدها.
* إشراك الشباب في الحياة السياسية والاجتماعية، وتطوير مهاراتهم القيادية.
* المشاركة في تحالفات ديمقراطية مع القوى السياسية الأخرى لبناء سوريا حديثة.
* الضمان الكامل لحقوق المكونات والأديان والمعتقدات كافة في الدستور الجديد لسوريا الديمقراطية.
* ضمان حرية الفرد والمجتمع وحقوق الإنسان حقاً مصاناً في الدستور وفق المواثيق الدولية.

هيكلية الحزب وقيادته

ووفق ما كشف عنه البيان التأسيسي للحزب، فإن تسلسل القيادة في الحزب يتوزع على الشكل التالي:

الأمين العام لحزب الاتحاد الأرمني: عماد تتريان.

أعضاء المكتب السياسي للحزب وهم كل من: "كوهار خجادوريان، سيلدا سمون، جان ماردو، فايز الحسين".

نداء إلى شعوب سوريا والشرق الأوسط

وجّه الحزب نداءً إلى جميع شعوب سوريا والشرق الأوسط، مؤكداً على التزامه بمبادئ الديمقراطية والتعايش السلمي، ورفض الظلم والاستبداد. كما شدد على أن الأرمن جزء لا يتجزأ من نسيج سوريا، وأنهم سيواصلون النضال إلى جانب إخوانهم الكرد والعرب من أجل بناء سوريا موحدة، ديمقراطية، ولا مركزية.

واختتم الحزب بيانه بالتأكيد على أن تأسيسه يمثل خطوة تاريخية نحو ضمان حقوق الأرمن، وتعزيز وحدة الشعوب في مواجهة التهديدات المشتركة، وترسيخ قيم الحرية والعدالة والمساواة.