تقرير اتحاد الاعلام الحر: فقد ثمانية صحفيين في سوريا لحياتهم خلال عام 2024

أصدر اتحاد الإعلام الحر تقريره السنوي الخاص بتوثيق الانتهاكات والجرائم التي تطال الصحفيين والصحفيات لعام 2024، وأشار في تقريره إلى أن ثمانية صحفيين قد فقدوا حياتهم.

أصدر اتحاد الإعلام الحر في سوريا، اليوم، تقريره السنوي الخاص بتوثيق الانتهاكات والجرائم التي تطال الصحفيين والصحفيات لعام 2024. كما تطرق التقرير أيضًا إلى حالات الاعتقال التي طالت عددًا من الصحفيين، والمضايقات والتهديدات التي واجهتهم، والتي أدت إلى إعاقة عملهم الصحفي.

في بداية التقرير كشف الاتحاد عن إحصائية استهداف الصحفيين والصحفيات في سوريا والذي يبلغ عددهم 8.

- في تاريخ 20 كانون الثاني من بداية العام 2024 عُثر على جثة الصحفي السبعيني محيي الدين عزيز الحسن مقتولاً خنقاً في منزله بمدينة حمص وسط سوريا، وفقاً لمصادر محلية من المدينة.

- كما قُتلت الصحفية السورية صفاء أحمد، في اليوم الأول من تشرين الأول الفائت، بغارة جوية إسرائيلية استهدفت موقعاً بحي المزة وسط العاصمة السورية دمشق.

-وفي بداية كانون الأول الفائت قُتل ثلاثة صحفيين سوريين جراء استهدافهم من قبل قوات نظام بشار الأسد.

حيث أدى قصف جوي على المستشفى الجامعي بمدينة حلب نفذته طائرات حربية تابعة لنظام بشار الأسد، إلى مقتل الصحفيين أحمد العمر وعلاء الأبرش، خلال تغطية التطورات في المدينة أثناء معارك واشتباكات بين هيئة تحرير الشام والنظام المخلوع. كما قُتل الإعلامي مصطفى الساروت أيضاً في حي الأشرفية بحلب بعد أن تعرّضت سيارته لإطلاق نار من قبل نظام الأسد.

وفي الخامس من كانون الأول، قتل المصور الصحفي السوري أنس الخربطلي الذي يعمل لصالح وكالة الصحافة الألمانية (د ب أ)، جراء المعارك والاشتباكات المحتدمة قرب مدينة حماة بين قوات النظام السابق من جهة، وهيئة تحرير الشام من جهة أخرى.

وبتاريخ التاسع عشر من كانون الأول، فقد الصحفيان ناظم داشتان وجيهان بلكين حياتهما، بقصف مسيّرة تركية جنوب كوباني، استهدفتهما بشكل مباشر ومقصود، كما أُصيب سائق السيارة الذي كان برفقتهما في القصف ذاته، وهو عزيز حج بوزان بجروح خطيرة، وقامت السلطات التركية كذلك بمنع إدخال جثماني الصحفيين التركيين داشتان وبلكين إلى أهلهم وذويهم في تركيا ليتم بعدها دفنهما في مدينة قامشلو".

كما سلط التقرير إلى الاعتداءات التي طالت الصحفيين والصحفيات، وتضمن ما يلي:

"في الـ 24 من تشرين الأول استهدفت المسيّرات وسلاح الجو التركي، صحفيين في مدينة عامودا غرب قامشلو كانوا يغطون قصفاً تركياً على إحدى محطات توزيع الكهرباء في المدينة ذاتها، مما أدى لإصابة بعضهم وتخويفهم للهروب من التغطية. والصحفيون المستهدفون هم: جميل عمر من راديو أوركيش، وسيماف محمد من وكالة هاوار، وعثمان بولوت وفواز محمد وجوانا جمعة من فضائية روناهي.

وبتاريخ 12 آذار تعرض الناشط الإعلامي جلال التلاوي، للاعتداء من قبل مجموعة مسلحة تدعى "أحرار عولان" الموالية لهيئة تحرير الشام، بعد أن اعترضوا طريقه مع عائلته في مدينة الباب شمال شرق حلب، ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها.

كما ادعى صحفيون منهم الصحفي كمال شيخو تعرضه للضرب في مناطق الإدارة الذاتية بمدينة الحسكة بالتحديد، وبعد التواصل مع الجهات المعنية أنكرت الجهة التي اتهمها شيخو بالضرب حصول هذا الفعل.

وتعرضت الصحفية جوانا جمعة لموجة من التهديدات عبر منصات التواصل الاجتماعي وتم تهديدها بالتصفية والقتل عبر منشورات تداولتها صفحات تركية وصفحات موالية لسياستها.

كما تلقت تهديدات مماثلة كل من الصحفية سيلفا الابراهيم وزينب خليف الطريف الأولى من صفحات موالية لتركيا، والثانية قالت إن التهديدات وردتها من خلايا تتبع لتنظيم داعش وجميع التهديدات التي وردتهما عبر صفحات التواصل الاجتماعي".

 

وتطرق التقرير إلى الاعتقالات التي تعرض لها الصحفيون أثناء عملهم الصحفي، وتابع التقرير: "اعتقلت هيئة تحرير الشام يوم 15 تشرين الأول الناشط الإعلامي عبد العزيز الحصي في مدينة إدلب.

واعتقل النظام السوري المخلوع، بتاريخ 19 أيلول من العام الفائت 2024، الصحفي وعضو مجلس مدينة حمص وحيد يزبك وذلك على خلفية كشفه لوثائق تثبت عمليات التزوير في الانتخابات البرلمانية الفائتة.

وبتاريخ 28 آب الفائت اعتقل أحد الفصائل المسلحة الموالية لأنقرة في شمال سوريا بريف حلب، المصور الصحفي بكر القاسم وسلمته إلى الاستخبارات التركية وسط مخاوف على مصيره.

وبتاريخ 27 شباط اعتقلت الأجهزة الأمنية في حكومة دمشق الصحفي السوري محمود إبراهيم أثناء استدعائه إلى قصر العدل في مدينة طرطوس الساحلية بعد ملاحقته لعدة شهور بسبب تأييده للاحتجاجات المستمرة في السويداء منذ أكثر من ستة أشهر على مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)".

وأشار التقرير إلى التهجير والتعنيف الذي عاشه الصحفيون والصحفيات أيضاً في كل من الشهباء وحلب، وقال "تعرض عدد من الصحفيين في منطقة الشهباء بريف حلب إلى التهجير ومصادرة ممتلكاتهم، بعد سيطرة فصائل موالية لتركيا على بلدات وقرى تلك المنطقة إثر سقوط نظام بشار الأسد بداية كانون الأول، وكان منهم كل من الصحفي إدريس حنان وفريدة حمكة وروكان علوطو، وجميعهم يعملون في وكالة فرات للأنباء، بالإضافة إلى فريدة زادة والتي تعمل في شركة نقل للإنتاج الإعلامي، وزكريا شيخو في فضائية روناهي، وغيرهم من العاملين في مجال الإعلام سواء بالمونتاج أو التصوير أو غيرها من الوظائف داخل المؤسسات الإعلامية".

وتابع التقرير "مع مطلع عام 2025 ازدادت الانتهاكات بحق الصحفيين وخاصةً في شمال سوريا، حيث أُصيب أربعة صحفيين/ات بقصف تركي أثناء عملهم الإعلامي في منطقة سد تشرين وهم: ليلى عبدي ودجوار علي شير هيفدا هبون ومهند إبراهيم".

في نهاية التقرير قدّمَ اتحاد الإعلام الحرّ مجموعة من التوصيات وهي كالتالي:

-على كل أطراف النزاع في سوريا الإفراج الفوري عن الصحفيين والصحفيات والعاملين والعاملات في مجال الإعلام.

– كشف مصير المختفين والمختفيات قسرياً بمن فيهم الصحفي فرهاد حمو الذي اخُتطف بتاريخ 15 كانون الأول من عام2014 على طريق قامشلو – تل كوجر من قبل مرتزقة داعش، والسماح بدخول جميع وسائل الإعلام والتوقف عن التحكم بعمل الصحفيين والصحفيات وفقاً لمدى موالاتهم للجهة المسيطرة.

– إبطال جميع “القوانين الأمنية” التي تقمع حرية الرأي والتعبير على كل الجغرافية السورية.

– عدم تسخير الإعلام لخدمة القوى المسيطرة وتبرير انتهاكاتها، وتزييف الحقيقة.

- تطبيق المادة “19” من الإعلان العالمي لحقوق الانسان، التي تنصّ على أنَّه "لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار، وتلقيها وإذاعتها بأي وسيلة كانت، دون تقيّد بالحدود والجغرافيا".

وفي ختام التقرير لفت اتحاد اعلام الحر، "أنه منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011، بلغ عدد الصحفيين والصحفيات الذين فقدوا حياتهم في سوريا نحو 766، كما أنّه بلغ عدد المعتقلين بالعشرات، ناهيك عن المفقودين والمختطفين".