الإعلام الألماني: لن يسير أردوغان على نهج مرن

جرى الإشارة في الإعلام الألماني، الذي قيّم انتخاب رجب طيب أردوغان، إلى أن أردوغان لن يسير على نهج مرن.

في تحليل بصحيفة فرانكفورتر روندشاو، التي تُعتبر إحدى الصحف الرئيسية في ألمانيا، أُفيد بأن أردوغان يريد أن يحمل هذا الجو المشحون بالنزعة القومية الإسلامية إلى انتخابات العام المقبل، وجاء في تحليل الصحيفة "بعد فوز أردوغان في الانتخابات، ستزداد الأمور سوءاً قبل أن تتحسن، وباعتبار أنه أعيد انتخاب رئيس الجمهورية، لم يقل خلال حملته الانتخابية كيف سيحل مشاكل البلاد، حيث تمكن أردوغان من المناورة من خلال طرح وعود وأكاذيب قومية وأيضاً من خلال مناصريه الإسلاميين،  ولكن، لم يذكر كيفية كبح التضخم المتسارع، وكيفية إصلاح الوضع الاقتصادي المتأزم، وكيفية بناء المنازل في منطقة الزلزال، وبدلاً من أوجه القصور هذه، قام حتى الآن بتوزيع الهدايا الانتخابية فقط وجذب انتباه الناس إلى جانب مغاير، ولكن، بسبب نهب الموارد المالية للدولة، فقد اضمحل هذا المورد أيضاً، وبما أنه لم يطلب منه أحد الإجابة على هذه الأسئلة، في الليلة التي فاز فيها، بدأ بالحملة تحضيراً للانتخابات  المقبلة، حيث يسعى لتحقيق الفوز في إسطنبول وأنقرة خلال الانتخابات المحلية المرتقب إجرائها في العام القادم، وبالإضافة إلى ذلك، يريد استغلال الأجواء الحالية ضد خصومه السياسيين الحاليين، وهذه بحد ذاتها ليست بإشارة إيجابية". 

ربما تصبح أوروبا أكثر تشدد ضد تركيا

كما أفادت صحيفة أخبار شتوتغارت (Stûttgarter Nachrîchten)، بأنه بإمكان أردوغان اللجوء إلى سياسات أكثر قسوة، وفقي الوقت نفسه، إن أوروبا أيضاً يمكن أن تظهر نفس الموقف تجاه قطر أو المملكة العربية السعودية وكذلك ضد تركيا أيضاً، وجاء في التحليل ما يلي: ""إن الذين يتوقعون أن يتبع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نهجاً أكثر مرونة بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية، قد يصابون بخيبة أمل"، وأوضحت الصحيفة بأن أردوغان أظهر في ليلة الانتخابات أنه سيكون أكثر تشدداً ضد منافسيه السياسيين.         

يجب إنهاء المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي

وفي تحليل لصحيفة بفورتسهايمر زيايتونغ (Pforzheimer Zeitung)، تمت الإشارة إلى ضرورة إنهاء المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، وجاء في التحليل: "كما هو متخوف، سوف ينشر أردوغان الاستبداد في البلاد، ويستمر في السياسة المالية والاقتصادية الخاطئة التي تؤدي إلى إفقار الناس، وسيكون الوضع أكثر تأزماً وصعوبة، وبالإضافة إلى هذا الأمر، فإن دعوة زعيم حزب الشعب الأوروبي، مانفريد ويبر، لإنهاء مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي مع تركيا هو خطأ، ويعلم الجميع أن عضوية الاتحاد الأوروبي مع أردوغان هو مجرد خداع ووهم، لكن على الرغم من قيام أردوغان بالعمل كوسيط مع موسكو، فإن إنهاء المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي ستدفع تركيا بعيداً عن أوروبا، كما سيكون هذا الأمر بمثابة إشارة مدمرة للأتراك الذين صوتوا ضد أردوغان".