أهالي قامشلو يؤكدون على المقاومة من خيمة عزاء الشهيد جوان

أكد أهالي قامشلو على شعار "المقاومة حياة" في خيمة عزاء الشهيد جوان، وشددوا على اصرارهم مواصلة نضال الشهداء وتحقيق طموحاتهم.

شارك المئات من أهالي مدينة قامشلو وقراها، وأعضاء مؤسسات الإدارة الذاتية الديمقراطية، ومؤسسات المجتمع المدني، وقوى الأمن الداخلي، ومقاتلون في وحدات حماية الشعب- المرأة، في مراسم تقديم واجب العزاء التي نظمها مجلس عوائل الشهداء، لعائلة الشهيد جوان إبراهيم عضو قوى الأمن الداخلي( بوليس الترافيك)، وسط ترديد شعار "الشهداء خالدون".

نصبت خيمة العزاء أمام منزل الشهيد في حي الهليلية، وزينت بصور الشهيد جوان، وصور القائد عبدالله أوجلان، وأعلام وحدات حماية الشعب والمرأة، وأعلام قسد، وأعلام قوى الأمن الداخلي إلى جانب علم مجلس عوائل الشهداء.

استقبلت عائلة الشهيد جوان ومجلس عوائل الشهداء الحشود الغفيرة بالشعارات التي تمجد عظمة الشهداء وتخلد ذكراهم.

بدأت المراسم بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأراوح الشهداء تلاها إلقاء كلمة باسم مجلس عوائل الشهداء في قامشلو ألقتها الإدارية  شمسي خان كلو والدة الشهيد محي الدين وقالت:" الشهيد جوان ابن حي الهليلية عمل بكل جهد ومثابرة من دون كلل أو ملل حتى وصل إلى مرتبة الشهادة، عندما يخطر على بالنا حي الهليلية نستذكر 130 شهيداً فهو منبع الأبطال والأشاوس المقاومين المناضلين منشأ شيخ الشهداء يوسف كلو وأبنائه وأحفاده وكافة الوطنين الذين سارو على العهد وانضموا إلى حركة حرية كردستان وناضلوا من أجل القضية الكردية".

وأضافت شمسي خان:" من دون تردد لن نترك مكان أبنائنا الشهداء وسنمضي على عهدنا والطريق الذي سلكوه وسنقوي مؤسساتنا العسكرية والمدنية بما فيها قوى الأمن الداخلي، وحدات حماية الشعب والمرأة، قسد، حركة حرية كردستان وسندعمهم حتى آخر رمق ".

وأكدت بأنهم "كمجلس عوائل الشهداء سيقفون ضد المؤامرة الدولية التي حيكت ضد القائد أوجلان، وضد كافة المؤامرات والمساعي الاستعمارية التي تسعى للنيل من مكتسبات شهدائنا وإفشال مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية التي أصبحت نموذجاً يحتذى به".

ولفتت إلى أنه على الشعب الكردي أن يتخذ دروساً من التاريخ فتاريخ الشعب الكردي مليء بالمآسي فقد تعرض عشرات المرات للنكران والمجازر والتهجير والتغيير الديمغرافي، على الكرد أن يتحدوا ويقفوا ضد المؤامرات التي تحاك ضدهم وأن يتخذوا من تجاربهم عبرة وأن يستغلوا المرحلة التي نحن فيها من أجل المحافظة على مكتسباتنا التي تحققت بفضل دماء أبنائنا مؤكدة على ضرورة التوحد بين أجزاء كردستان الأربعة وبشكل خاص الأحزاب السياسية للوقوف في وجه كافة المؤامرات التي تحاك ضد الكرد".

واختتمت شمسي خان كلو حديثها بالقول: " لا يوجد شيء أثمن عندنا من فلذات أكبادنا وقد قدمناه للوطن، ولم يبقَ شيء ولم يمر على رأسنا في مناطق شمال وشرق سوريا، ونعاهد بأننا ماضون حتى آخر رمق من أجل الوصول إلى الهدف المنشود وتحقيق آمال وطموحات أبنائنا الشهداء بالحصول على حريتنا والعيش بسلام وأمان وديمقراطية، شعارنا دائماً وأبداً المقاومة حياة".

وبدوره استذكر الإداري في حزب الاتحاد الديمقراطي في مدينة قامشلو عبد الحليم عكو كافة شهداء الحرية وتمنى لذويهم الصبر والسلوان وقال: "من أجل البحث عن الحقيقة وبناء وطن حر والحصول على الهوية قدم الآلاف من أبناء هذا الوطن دماءهم وضحوا بأنفسهم حتى وصلوا إلى أعلى مرتبة مقدسة ألا وهي الشهادة".

وأشار عكو "مر مئة عام على اتفاقية سايكس بيكو وما زلنا نعاني من ذلك التقسيم وندفع الثمن وعشنا تحت ظلم تلك الأنظمة الفاشية التي فرضت هيمنتها على أرض كردستان وحرمت أبناءها من خيراتها والتكلم عن هويتها، والتي تمت بيد دول الحداثة الرأسمالية التي تبني نفسها على حساب اضطهاد الشعوب، نحن نعيش اليوم الحرب العالمية الثالثة وجميع أنظار العالم موجهة نحونا".

نوه عكو إلى كيفية الوقوف في وجه تلك الدول المتسلطة المهيمنة مشيراً إلى أنه بالتنظيم والإصرار على النصر والتكاتف والتوحيد سنتمكن من مواجهة تلك الأنظمة وعدم الوقوف في الفخ الذي ينصبونه لنا.

ومن جهتها أشادت شاها خليل التي تحدث باسم مؤتمر ستار ببطولة الشهيد جوان وحيت مقاومة الأمهات اللواتي أنجبن الأبطال الذين حاربوا أعتى مرتزقة على وجه الأرض وحموا مناطقهم وشعبهم وقالت: "دماء شهدائنا مباركة فكل حفنة من تراب هذا الوطن رويت بدماء أبنائنا، وسنصل إلى حريتنا رغماً عن كافة المساعي الاستعمارية، وليفعل العدو ما يحلو له فلن نتراجع عن مقاومتنا وسنناضل حتى آخر رمق لكي ننهي ما بدأنا به.

نحن كنساء كرد وأمهات وزوجات الشهداء لا نعرف الحدود وإذا تطلب منا سنعمل ليلاً نهاراً، ومهما حاول العدو الذي لا يفوت أي فرصة لينال من عزيمتنا وإصرارنا فلن يثنينا عن مقاومتنا وإصرارنا على النصر لأننا أصحاب إرادة وعزيمة وقضية وقناعة، نحن نؤمن بشهدائنا وقائدنا وشعبنا  المناضل".

أنهت شاها أمين حديثها قائلة: "قدمنا 12 ألف شهيد و 24 ألف جريح حرب ونحن مستعدون لتقديم كل أبنائنا وأنفسنا وكلما تذكرنا أبناءنا الذين لا يذهبون ثانية واحدة عن بالنا سنناضل 24 ساعة متواصلة في الأحياء ولن ننحني للعدو وليعلم جيداً بأننا أمهات الأبطال وكل امرأة كردية قيادية ولا شيء يقف عائقاً أمامها".

وانتهت مراسم تقديم واجب العزاء بقراءة وثيقة الشهيد جوان وتسليمها لذويه وسط ترديد الشعارات التي تمجد الشهداء وتثني على مقاومتهم التي خلدت التاريخ.