ناشونال إنترست: تركيا تستخدم قوات كانت تدعمها واشنطن لإرتكاب جرائم الحرب في سوريا

قالت مجلة ناشونال إنترست الأمريكية أن تركيا تستخدم الآن جماعات المسلحين التي كانت تدعمها واشنطن في الماضي كجنود لها في حرب وحشية على القوات الكردية.

يصف المسؤولون الأمريكيون هؤلاء المسلحين الذين تعتمد علهيم تركيا بأنهم "سفاحون وقطاع طرق وقراصنة" لأن القوات التي تقودها تركيا ترتكب حاليًا جرائم حرب ضد المدنيين وقوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الكرد في شمال شرق سوريا. ومن المفارقات أن الولايات المتحدة قامت بتسليح العديد من هؤلاء "المتمردين" كجزء من محاولة للإطاحة بالدكتاتور السوري بشار الأسد. يقول نقاد السياسة الأمريكية في سوريا إن المقاتلين المدعومين من تركيا قاموا بتصوير أنفسهم مؤخرًا خلال استخدام صاروخ مضاد للدبابات من صنع الولايات المتحدة ضد مركبة تابعة لقوات سوريا الديمقراطية، وربما يكون الجيش الأمريكي نفسه قد زودها بها، بحسب التقرير.
وبدلا من مواجهة داعش في سوريا أو العمل على الإطاحة بالرئيس السوري كما كانت تريد أنقرة، قامت تركيا بحسب التقرير ببناء "جيش معادي للكرد" في سوريا من قوات المعارضة المهزومة، وجعلت حدودها مفتوحة أمام ذهاب وعودة الإرهابيين من وإلى سوريا.
وبحسب التقرير فقد اعتمدت الولايات المتحدة على دعم ميليشيا "الجيش السوري الحر" الذي كان مهتما بمحاربة الأسد أكثر من إهتمامهم بهزيمة داعش.
ونقل التقرير عن المبعوث الرئاسي الخاص بالتحالف الدولي ضد داعش سابقا بريت ماكغورك، الذي أدار حملة مكافحة داعش من عام 2015 إلى كانون الأول ديسمبر 2018، مدى ضعف هذه القوات المعارضة التي دعمتها واشنطن أمام محاربة داعش نتيجة انتماء المتطرفين لها، قائلا: "كنا نسمع منهم، لدي خمسة آلاف رجل" من زعماء المعارضة السورية، وبعدها يتضح أنه سيكون هناك عشرين مقاتل فقط. حدث هذا مرارا وتكرارا. أو أن القوات التي أردنا العمل بها كانت مليئة بالمتطرفين لدرجة أن جيشنا قال مرارًا وتكرارًا: "لا توجد وسيلة يمكننا من خلالها العمل مع هؤلاء الأشخاص".
وتابع التقرير: "على الجانب الآخر من البلاد - وعلى الجانب الآخر من الطيف السياسي في سوريا - كانت القوات الكردية تتحدى كل التوقعات، حيث صدت هجومًا كبيرًا على داعش في بلدة كوباني الحدودية في نهاية عام 2014. وحينها تحول الجيش الأمريكي نحو الكرد لقيادة تحالف جديد، يسمى قوات سوريا الديمقراطية، من شأنه أن يكون بمثابة جوهر الجهود المناهضة لداعش خلال السنوات التالية."
وأعتبر التقرير أن استبدال المبعوث الأمريكي ماكجورك بالسفير جيمس جيفري جعل فريق الإدارة الأمريكية المعني بسوريا متمسك بالعمل مع قوات المعارضة المحسوبة على تركيا، ونقل التقرير عن الدبلوماسي السوري السابق بسام بربندي قوله: "نأى بعض مؤيدي المعارضة السورية بأنفسهم عن الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا... لا يمكننا القول إن هؤلاء جيش سوري حر، معظم السوريين ، لا يقدرون أو يؤيدون أو يشعرون بالتعاطف مع هؤلاء الناس."