قيّمت الرئيسة المشتركة لجمعية الحرية والديمقراطية في شرق كردستان(KODAR) ، كُلان فهيم، خلال مشاركتها في برنامج "الخط الثالث" على قناة Aryen TV، انتفاضة "المرأة، الحياة، الحرية" الجارية في شرق كردستان وإيران وهجمات قوات الدولة الإيرانية ضد النشطاء والمحتجين.
وقالت كُلان فهيم، "في الوقت الذي نتحدث فيه عن ثورة "المرأة، الحياة، الحرية"، نرى أن سياسة الإبادة الجماعية تُمارَس ضد المرأة الثورية والقيادية التي تسير على خط حرية المرأة، فالقوى المتسلطة القائمة على الذهنية الذكورية، التي تتخذ قرارات بحق المرأة، ارتكبت مرة أخرى مجزرة في باريس، حيث أسفرت هذه المجزرة عن استشهاد أفين غويي وعبد الرحمن كزل ومير برور، كما قامت ذات الذهنية بالتسبب باستشهاد كل من سيفي وباكيزة وفاطمة في شمال كردستان، و الرفيقة زيلان في جنوب كردستان، والرفيقة جيان في روج آفا، حيث تدعم القوى القائمة على الذهنية الذكورية والتمييز الجنسي سياسة الإبادة الجماعية هذه، وتتعرض الكثير من النساء الثوريات للاغتيال."
ولفتت كُلان فهيم الانتباه إلى انتفاضة شرق كردستان وإيران التي تتواصل منذ أربعة أشهر، وقالت بهذا الصدد "هناك حماية اجتماعية في طابع و سمة المجتمع الإيراني، ولديه ثقافة التنشئة الاجتماعية، حيث ناضل على الدوام من أجل تطوير المجتمع وحماية قيم المجتمع، لهذا السبب، لا يمكن للدولة الإيرانية أن تقول بأن القضية تخص فقط شريحة من المجتمع".
هناك حاجة ماسة في إيران ذو التنوع الفسيفسائي، إلى نظام ديمقراطي
وقالت كُلان فهيم أيضاً، فيما يتعلق بانتشار الاحتجاجات في جميع أرجاء إيران "إن الفرس والبلوش والآذريين والشعب الكردي هم جميعهم أمم ضمن هذا النظام، ولديهم اعتراضات وقد ناضلوا بشكل دائم، وبماذا يرتبط هذا الأمر؟ إن لدى إيران نظام سلطة حاكمة وليست ديمقراطية، لهذا السبب فنحن بصدد الحديث عن إيران ديمقراطي، فإيران هي تمثل فسيفساء الشعوب، حيث تتواجد فيها العشرات من الأمم المختلفة والمتنوعة، فإذا لم تكن قائمة على أساس نظام وذهنية ديمقراطية، فسوف يعيش المجتمع دائماً ضمن الأزمات."
وعن حقيقة الدولة الإيرانية، قالت كُلان "لدى النظام الإيراني قرارات وقوانين مطلقة، حيث أصدروا فقط القرارات وعلى المجتمع بأسره أن يتصرف وفقها، لكن هنا لا يتم أخذ تطور المجتمع وتغيير المجتمع وحاجات المجتمع ومطالب المجتمع بعين الاعتبار، فإيران لا تهيئ الأرضية المناسبة للديمقراطية لكي يعبر الشعب عن نفسه، لكن الشعب بدوره تبنى كل الأساليب الديمقراطية كأساس بالنسبة له، فالمطلب هو، تحقيق الديمقراطية والحرية والحق المشروع والعدالة، وعلى هذا الأساس يناضل الشعب، فلو كان نهج الشعوب والشبيبة على أساس المصالح أو الطمع في السلطة، لكان الشعب لجأ إلى استخدام العنف، لكن الشعب لم يقدم على هذا الأمر".
وأوضحت الرئيسة المشتركة لجمعية الحرية والديمقراطية في شرق كردستان كُلان فهيم، بأنه على الرغم من ممارسة الضغوط والهجمات، فإن ثورة شرق كردستان مستمرة على قدم وساق، وقالت بهذا الخصوص: "ربما لا تجري المظاهرات في كل مكان مثل السابق، لكن هنالك تطورت بطرق متنوعة، ويضفي كل جزء كل ما يمكنه القيام به، وهذا لا يعني أن المظاهرات قد توقفت وأن الدولة حققت النتيجة المرجوة، وعلى الرغم من كل الضغوط والهجمات، فإن المجتمع يعلم بأن الضغوط والصعوبات قد تزداد إلا أنه يظهر موقفاً مقاوماً، ويناضل ويحاول إنجاح هذه الثورة، فما سبب ذلك الأمر؟ السبب هو أنه يستمد أساسه من تفاقم المشاكل الاجتماعية، حيث إن تفاقم هذه المشاكل هي نتيجة سياسة الدولة الإيرانية، يسمح بحدوث هذا الكم الكبير من الاستياء الاجتماعي، فالمسألة ليست محصورة فقط بالقضية الكردية، وبشكل عام في إيران، تعبر كل أمة وعقيدة أو عرق مختلف عن استيائها ضد النظام الإيراني وتشارك في المظاهرات تحت شعار "المرأة، الحياة، الحرية".
الدعم من كافة شرائح المجتمع سيؤدي لحدوث تغييرات جدية للغاية
وتطرقت كُلان فهيم إلى غنى المواقف والاحتجاجات التي قام بها المجتمع حتى الآن، وقالت: "لقد أنتج الفنانون الكثير من الأعمال الغنية من أجل هذه الثورة، كما أن الكتّاب أيضاً، سعوا لتقديم الدعم لهذه الثورة من خلال وعيهم وكتاباتهم، كما أن مجلس المعلمين، الذي كان له موقف حتى قبل الثورة، عبّر عن موقفه ضد النظام وتمسك بالثورة خاصةً في هذه المرحلة، فالمعلمون الدينيون، الذين كان هناك حاجة ماسة لموقفهم، أظهروا في فترة من هذا القبيل موقفاً قيّماً ومشرّفاً للغاية، لأن هذا الأمر بالأخص في غاية الأهمية في إيران، ولأن إيران تدير سياستها باسم الإسلام ورجال الدين، وتفرض نفسها وتمارس الضغط عن طريقهم على المجتمع، عبّر المعلمون الدينيون عن توجههم وقالوا إننا مع الشعب، ونقف خلف نضال الشعب وحتى لو لم نكن خلفه، فنحن من نقود هذا الأمر، وهذا الأمر بحد ذاته يعبر عن قيمة كبيرة خلال هذه الثورة، ونحن على ثقة تامة بأن هذا الأمر سيؤدي إلى حدوث تغييرات جدية للغاية".
وتحدثت كُلان فهيم في نهاية حديثها عن أهمية تعزيز النضال وإيجاد الحل من خلال الفكر والفلسفة الآبوجية، وقالت بهذا الصدد: "لقد توسعت التجربة السابقة للنضال بشكل أكثر مع اندلاع هذه المظاهرات، وأصبحت أساليب الاحتجاجات غنية للغاية، وتصدرت مقاومة المجتمع إلى الواجهة، وتطورت الجرأة، وتجاوز الشعب الكثير من المحرمات التي تم فرضها، ومن الآن فصاعداً، الشي المهم في المستوى الذي وصل إليه الشعب، هو الحاجة الماسة إلى التنظيم الذاتي، حيث إنه بحاجة إلى تنظيم ذاته في إطار احتياجاته الاجتماعية، ومن الضروري على المجتمع أن ينظم نفسه من الناحية الاقتصادية، والتعليمية والحمادية الذاتية، دون الحاجة إلى الدولة."