تدمير تلة سيرا في وان بالخرسانة

تحولت تلة سيرا، التي اعتاد أهالي وان على مشاهدة المدينة بأكملها وبحيرة وان من فوق التل، إلى مكاناً محاطاً بالخرسانة بشكل كامل.

عرض رئيس بلدية أرتميت، إسماعيل ساي، المحسوب على حزب العدالة والتنمية، تلة سيرا، التي تعد أحد الأماكن الخلابة الطبيعية في وان، لأنصاره من أجل تشييد الأبنية عليها.

وأصبحت أرتميت، التي تعد إحدى النواحي السياحية في وان والمعروفة بطبيعتها الخلابة، ضحية لنظام الوكالة وإدارة بلدية حزب العدالة والتنمية في السنوات الأخيرة، وبعد الاستيلاء على بلدية حزب الشعوب الديمقراطي في العام 2016، قام عاطف جيجاكلي، الذي تم تعيينه كـ وكيل عليها، بعرض المنقطة التي تُعرف بـ "قلعة الفتاة" للمقاهي والشركات الأخرى، وتحولت المنطقة التي يُقال لها قلعة الفتاة، حيث يتجمع فيها أهالي وان بشكل خاص خلال أشهر الصيف إلى منطقة للاستثمار والمنفعة، حيث قُطعت الأشجار وتمت المباشرة ببناء الأبنية الخرسانية، وبعد تحقيق حزب الشعوب الديمقراطي الفوز في انتخابات 31 آذار 2019 برئاسة البلدية، توجه الوكيل عاطف جيجاكلي إلى أنطاليا، وعلى الرغم من تحقيق حزب الشعوب الديمقراطي الفوز برئاسة البلدية، إلا أنه لم يتم منح الرئيسين المشتركين لحزب الشعوب الديمقراطي التفويض بذريعة "مرسوم القرارات"، وقامت وزارة الداخلية بتعين إسماعيل ساي من حزب العدالة والتنمية، الذي خسر الانتخابات كرئيس للبلدية.      

ومع تعيين ساي، استمر نهب الطبيعة في منطقة أرتميت، حيث يمكن القول بأن أرتميت تحولت تقريباً بشكل كامل إلى منطقة خراسانية، حيث تم عرض المساحات الخضراء لتشييد الأبنية السكنية، ولم يكتفِ ساي المحسوب على حزب حزب العدالة والتنمية بهذا الأمر فحسب، بل قام بعرض الأراضي المتواجدة في تلة سيرا للبيع، وتحولت تلة سيرا إلى منطقة محاطة بالخرسانة حيث بُنيت فيها البيوت الفاخرة.

عرضوها على بعض الأثرياء

وقال الناشط البيئي فاتح شاهين، لوكالة فرات للأنباء: "لقد حوّلوا تلة سيرا، التي تُعتبر إحدى أجمل المناطق في أرتميت، إلى منطقة مكتظة بالبيوت الفاخرة للأثرياء، حيث دمروا المنطقة التي كان الشعب يتنفس فيها الهواء النقي والتخلص من التوتر وضجيج المدينة، وجعلوا من تلة سيرا ضحية لعدة أثرياء، كما أن المجاري الصحية تصب في بحيرة وان، ولا توجد عربة مخصصة لتنظيف البحيرة، فهؤلاء يقومون بنهب الطبيعة، وإننا بدورنا سوف نقوم بكبح جماح هذه البلدية، وندعو أهالي وان إلى التحلي بالحساسية حيال هذا الموضوع".