تحدث عضو المكتب الإعلامي لحزب الحياة الحرة الكردستاني (PJAK) كاويان كامدين، للإذاعة الشعب حول الزلزال الذي ضرب شمال كردستان وسياسة الإبادة الجماعية الممارسة ضد الشعب الكردي وطبيعة كردستان.
الكارثة ليست طبيعية، بل هي إبادة جماعية للمجتمع"
نوّه كامدين إلى كارثة الزلزال، وقال بهذا الصدد: "هذه ليست كارثة طبيعية، بل إن هذه مجزرة جرت على يد نظام الحداثة الرأسمالية والدولة القومية، ويريدون إظهارها على أنها حادثة طبيعية وإضفاء الشرعية على المجازر، هذا ليس قراراً طبيعياً، فالدول المحتلة تريد ارتكاب المجازر بحق الشعوب، والحادثة كلها في هذا السياق.
ونحن نشعر بآلام شعبنا في شمال وغرب وشرق كردستان، وإننا كـ قوات كريلا حرية كردستان نعتبر أنفسنا مسؤولين أمامهم، وينبغي تقديم الدعم والتعاون بجميع الطرق، وقد تم إعلان التعبئة العامة، ويجب على كل كردي القيام بكل ما بوسعه أينما كان في هذا العالم".
الدولة التركية تريد تكرار السياسة التي اتبعتها في عفرين في منطقتي بازارجيك وألبستان
وأوضح بأن الدولة تريد تحويل زلزال مرعش إلى سياسة للتغيير الديمغرافي وسياسة شوفينية، وقال: "إن كارثة الزلزال هذه مهمة جداً بالنسبة لنا، حيث إن المنطقة التي وقع فيها الزلزال، هي منطقة تجري فيها إبادة جماعية بحق المجتمع، فعندما يتمعن الإنسان بالنظر في تاريخ تركيا، يتقين بأنه تم ممارسة سياسة خاصة على الكرد العلويين، حيث مورست سياسة الإبادة الجماعية والتدمير على الشعب الكردي منذ بداية تأسيس الجمهورية التركية، ونُفذت الإبادة الاجتماعية والثقافية على وجه الخصوص في هذه المناطق، فالدولة تريد إجراء التغيير الديموغرافي في المنطقة، ففي الوقت الراهن، تعرضت عفرين للاحتلال من قِبل الدولة التركية ومرتزقتها وأصبحت محتلة، حيث تم تهجير كرد المنطقة وتوطين السنة بدلاً منهم في المنطقة، ويريدون تطبيق نفس الأمر أيضاً بحق العلويين، حيث لم تتمكن الدولة التركية من تنفيذ هذا الأمر على مدار السنوات الطويلة في منطقة الزلزال هذه، والآن تريد الإستفادة من هذا الزلزال، فالكرد العلويون هم بشكل عام وطنييون، والعلويون يمثلون الثقافة الأصيلة للكردياتية، فمثلما للإيزيديين مكانة خاصة لدى الكرد، فإن العلويين يحظون أيضاً بذات المكانة الخاصة".
لا توجد إبادة جسدية، بل يتم نهب الطبيعة
ولفت عضو المكتب الإعلامي لحزب الحياة الحرة الكردستاني (PJAK) كاويان كامدين، الانتباه إلى سياسة الاحتلال والإبادة الجماعية بحق الشعب الكردي، وقال بهذا الخصوص: "إن هذه كارثة طبيعية، ويمكن أن تحدث في أي مكان، لكن الكارثة في تركيا ليست طبيعية، فلها علاقة بالسلطة، ولها علاقة بالدولة القومية، حيث إن سياسة الإبادة الجماعية ليست لها علاقة فقط بالإبادة الجماعية الجسدية، بل يتم تدمير طبيعة تلك المنطقة أيضاً، وقد شُيّدت مئات السدود على أنهار كردستان، وبحسب العلماء، فإن السدود يمكن أن تكون أحد الأسباب المؤدية لحدوث الزلزال، حيث تقول حكومتي إيران وتركيا بأن "الكارثة هي طبيعية"، في حين أن الإبادة الجماعية ليست فقط جسدياً بل هي تكون ثقافية وطبيعية أيضاً، فهذه الكارثة وقعت بيد سياسة نظام الحادثة الرأسمالية، ولا يجوز اعتبارها حدثاً عادياً ومألوفاً، وإضفاء الشرعية عليها، فلو لم يقع هذا الأمر بالأساس، فالدولة قد اتخذت قراراً بإبادة وتدمير الشعب الكردي، وتقوم بفعل كل شيء في سبيل هذا الأمر".
يمنعون المساعدات والتعاون
وتطرق كامدين بالحديث حول العقبات والمساعدات لضحايا الزلزال في إيران وتركيا، وذكر بأن إيران وتركيا لا تتعاونان ولا تفسحان الطريق أيضاً أمام الشعب لتقديم المساعدات، وقال: "ينبغي أن يتم التعاون بأسرع ما يمكن، فالوضع في شمال كردستان كما هو الوضع في خويي، فعندما يقدم حزب الشعوب الديمقراطي المساعدات، تقوم الحكومة التركية بعرقلتها، ويتم تعذيب أولئك الشباب الذين يقومون بتقديم المساعدات، حيث أرسلت مرتزقتها إلى المنطقة، وبدأت بسرقة ونهب بيوت وممتلكات الأهالي، وظهرت في هذه الكارثة مرة أخرى بأن الدولة التركية وضعت كل سياستها الاقتصادية والإعلامية في خدمة هذا الأمر، من أجل إبادة الشعب الكردي وتنفيذ سياسة التدمير".