حزب الاتحاد الديمقراطي يدعو للحيطة من التغيير الديمغرافي واللصوصية عقب الزلزال

اعلن حزب الاتحاد الديمقراطي عن رفضه لعمليات التغيير الديمغرافي والقتل واللصوصية والعبث بمقدرات المدنيين التي أعقبت الزلزال، ودعت إلى أخذ الحيطة من هذه الممارسات.

أصدر المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي، اليوم السبت، بياناً كتابياً إلى الرأي العام حول المتبعة من قبل دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها جراء الزلزال.    

وجاء في مستهل البيان: "خلَّف الزلزال العنيف الذي ضرب جنوب تركيا وشمال غرب سوريا دماراً هائلاً في المنطقة تمركز أغلبه مدن ومناطق وقرى في شمال سوريا وجنوب تركيا، وما تزال نتائج البحث تؤكد بأن أغلب الضحايا كانوا من أبناء الشعب الكردي والعربي ومن المكونات الأخرى؛ مما يضاعف من مآسي هذه الشعوب التواقة إلى الحرية والاستقرار والسلام".

مضيفاً: "لقد جاءت كارثة الزلزال في وقت أصبحت فيه شعوب المنطقة وفي مقدمتها الشعب الكردي تحت مرمى ضربات المشاريع المدمرة في مقدمتها ما تسمى بالعثمانية الجديدة التي تبغيها تركيا الأردوغانية وترى كارثة الزلزال فرصة لتعزيز سياساتها القديمة الجديدة المتمثلة بتهجير الكرد والاستمرار في مسعى التغيير الديمغرافي وإحداث هندسة جديدة للمنطقة وواقعاً إدارياً جديداً تمهيداً لسلخها على شاكلة المناطق التي قامت أنظمة تركيا المتعاقبة في القيام به مراراً وتكراراً، ونجد اللحظة بأن الفصائل المتطرفة والمرتزقة المتبعة للنظام التركي تنحو السياسة نفسها المتمثلة بسياسة القتل واللصوصية والعبث بمقدرات المدنيين، ولم يكتفِ هؤلاء بمنع المساعدات والإغاثة إلى الضحايا فقط؛ بل عملوا على النهب والسرقة من المنازل المدمرة، وغاب عنهم كل وازع إنساني حينما بدأوا بتشليح الموتى والمصابين من ممتلكاتهم من نقود وحلي، وتركوا الجثث في العراء".

وأشار البيان إلى أن "هذه السياسة التي تتبعها تركيا باتت ملحوظة منذ تأسيس الدولة القومية في سوريا وتركيا إذْ لجأت الأنظمة المختلفة إلى شتى الأساليب والألاعيب لاجتثاث الشعب الكردي من موطنه بهدف التعريب أو التتريك، إما تهجيراً أو صهراً أو حتى قتلاً أو من خلال تضييق فرص العيش أمامه، فنهبوا خيراته وتركوه جائعاً على أرضه واضطهدوه لإرغامه على الهجرة بحثاً عن لقمة العيش خارج مناطقه. ولاحقوا كل من طالب بالحقوق المشروعة وكان مصيره القتل أو السجن أو الاغتراب، وهي السياسة المتبعة ضد كل القوى الديمقراطية".

مؤكداً أن "أنظمة الاستبداد المركزي وجدت في كارثة الزلزال الفرصة لاجتثاث الشعب الكردي من موطنه، ومنعوا التعاون والتضامن بين أبنائه ليداووا جروحهم، بل ومنعوا عنهم فرق الإنقاذ والإغاثة الدولية، وسياساتهم بهذا الصدد تخلو من كل القيم الإنسانية ولا يزالون يمارسون كل أشكال القمع والاضطهاد لتهجيره وبالتالي محاولة ألا يكون له أي دور في كل منطقة يعيشها إنْ كان في تركيا أو في سوريا".

واختتم البيان بالقول: "في الوقت الذي نتقدم بتعازينا الصادقة لأهلنا الذين فقدوا أعزاءهم في كارثة الزلزال، وسؤالنا الرحمة والمغفرة للضحايا، والشفاء العاجل للجرحى والصبر والسلوان لأهاليهم ولشعوبنا التي كانت الضحية الأكبر لهذا الزلزال؛ فإننا في المجلس العام لحزب الاتحاد الديموقراطي PYD نرفض هذه الممارسات اللاأخلاقية واللاإنسانية من جانب أعداء الشعوب، ونؤكد بأن على شعبنا أخذ الحيطة من هذه الممارسات وأن يتخذ تدابيره حيال السياسات الخبيثة التي تمارس بحقه. ونؤكد بأن السبيل الوحيد للتخلص من الظلم والتصدي لألاعيب أعداء الشعوب يكمن من خلال الوعي والتنظيم والتمسك بكل ذرة من تراب الوطن والدفاع عن مكتسبات شعبنا وحقوقه العادلة وعن منجز الثورة المتمثلة بمشروع الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا السبيل والنموذج الأكثر تماسكاً لحل الأزمة السورية وحلول أزمات وقضايا المنطقة".