كان المقاتل باوان محمد الاسم الحركي (هلمت فيان)، أحد مقاتلي قوات الدفاع الشعبي الـ 11 الذين استشهدوا في 5 تشرين الثاني 2022 في هجوم بالأسلحة الكيماوية من قبل دولة الاحتلال التركي على منطقة زاب.
ينتمي المقاتل هلمت فيان لعشيرة جاف في السليمانية بجنوب كردستان، وكان أحد أقرباء فيان صوران العضوة في لجنة إعادة بناء حزب العمال الكردستاني (PKK)، حيث أنه تأثر بها وانضم إلى صفوف مقاومة الحرية وحمل سلاحها للقتال ضد دولة الاحتلال التركي.
قبل استشهاده، تحدث المقاتل هلمت فيان، خلال حوار عن نضال فيان سوران لأجل المرأة وحريتها وخاصةً لأجل حرية شعوب جنوب كردستان.
وكان قد قدم هلمت فيان هذا التقييم:
" أستذكر في شخص الرفيقة فيان صوران، جميع شهداء الثورة والحرية ونجدد عهدنا على تبني إرثهم ومواصلة نضالهم، كنت أعرف الرفيقة فيان في سن طفولتي، كنا نعلم أن أحد أفراد عائلتنا قد انضم إلى صفوف المقاومة، لكننا لم نكن نعلم بعملياتها العظيمة التي وصلت إلى هذا المستوى.
وبدأنا في البحث عن الرفيقة فيان في عام 2013، أو لماذا نفذت امرأة من أهالي جنوب كردستان مثل هذه العملية الراديكالية لأجل القائد عبد الله أوجلان، ثم فهمنا أن عملية الرفيقة فيان هي عملية راديكالية ومن ثم تعرّفنا على القائد.
إن عملية الرفيقة فيان هو خط فدائي مقدس بالنسبة لنا، لأن الرفيقة فيان وجهت من خلال عمليتها الفدائية هذه، رسالة إلى العدو، وأكدت خلالها أنه مهما يحدث سنكون شمعة حول إمرالي، كانت عملية فيان رسالة مفادها أن كل عضو في هذه الحركة مستعد في كل وقت وكل ساعة لأجل التضحية بروحه من أجل القائد أوجلان.
وخاصةً تعرفنا على الرفيقة فيان كان يسير على هذا النحو، كما أننا بحثنا أيضاً في رسائلها، لم يحدث أن نفذت امرأة من جنوب كردستان مثل هذه العملية الفدائية من قبل، لذلك شعرنا بالفضول وتساءلنا من أين تأتي هذه القوة، لكننا أدركنا في ذلك الوقت أن الرفيقة فيان لها قيمة كبيرة داخل الحزب.
كان استشهاد الرفيقة فيان استشهاداً عظيماً، حيث أنها نجحت في توجيه رسالة راديكالية إلى العدو وأفهمت الشعب الوضع الحالي، لهذا، من واجب الجميع اليوم البحث في استشهاد الرفيقة فيان والولاء لإرثها النضالي، كما إن الرفيقة فيان لها قيمة مهمة ومقدسة داخل الحزب وبين الشعوب التواقة للحرية، لهذا، كما تقول الرفيقة فيان، "النسيان خيانة"، نحن أيضاً لن ننسى الرفيقة أبداً وسنتبع خطها الفدائي حتى النهاية.
عندما بحثنا في رسائلها، طلبت في جزء من رسالتها من عائلتها طلباً كوصية لها، أن يحملوا سلاحها بعد استشهادها، على حد علمنا، حتى ذلك الحين، لم يحمل أحد سلاح الرفيقة فيان، من ناحية الضمير، لم نجد عدم حمل سلاحها لائقاً بنا، وكان انضمامي لصفوف قوات الكريلا على هذا الأساس، ومن خلال عملية الرفيقة فيان، يجب أن يعلم العدو مدى تعلّق كل عضو في هذا الحزب مع القائد أوجلان، وفي العصر الحالي، يريد العدو أن يقطع علاقة القائد أوجلان بالشعب، لكن العدو يجب أن يدرك ذلك جيداً، أن هذا الحزب يرتوي بدماء القديسات فيان وزيلان وأمثالهن.
مرت سنوات عديدة على استشهاد الرفيقة فيان والمؤامرة الدولية التي نفذت على القائد أوجلان، يمكننا تنفيذ وصية الشهيدة فيان صوران من خلال تحقيق الحرية الجسدية لقائدنا أوجلان، كما أنه يمكننا تحقيق حريته من خلال تصعيد وتقوية مسيرة النضال والمقاومة في وجه الاحتلال، وتحقيق آمال ووصية الشهيدة فيان، ونعاهدها مرة أخرى على تحقيق ذلك.
لقد تأخر بحثنا عن أهداف وفدائية الشهيدة فيان، وهو مكان النقد الذاتي من قبلنا، الرفيقة فيان من عشيرة جاف ومن أهالي السليمانية، كما أن لها نداءات لأجل شعب جنوب كردستان، على هذا الأساس، يجب على كل من أهالي جنوب كردستان، عشيرتها، وعائلاتها تبني إرث ابنتهم الشهيدة والفدائية فيان بكل قوتهم، وعلى هذا الأساس يزيدوا من انضمامهم إلى صفوف قوات الكريلا، على شعبنا الكردستاني أن يوجه اليوم هذه الرسالة، بالأمس كانت الرفيقة فيان، واليوم يحمل العشرات من أبنائنا وبناتنا سلاحها، علينا الانتقام لاستشهاد رفاقنا الأبطال، أن الجميع يعرف كيف هو الوضع الحالي في جنوب كردستان، هناك يأس كبير، عليهم ألّا يعتبروا أنفسهم مستحقين لهذا اليأس والقمع وأن ينتفضوا ضد العدو، كم سنة ستستمر على هذا النحو البائس؟ فإذا كان نهاية ذلك الموت، يجب أن يموت المرء بكل كرامته وعزته.
لأن القمع والظلم ليس قدرنا ولا مصيرنا، بالطبع أن شعب جنوب كردستان له تاريخ مقدس، عليه أن يواصل تاريخه مرة أخرى، لم ينحني شعب جنوب كردستان أمام نظام البعث، لا يجب أن ينحني لأحد مرة أخرى أيضاً، مع تمنياتي بالنصر للجميع".