تحدث صحافيو جنوب كردستان لوكالة فرات للأنباء (ANF) حول الهجمات التي شهدتها مناطق الدفاع المشروع وجنوب كردستان، وقالوا: "إن بقاء الحزب الديمقراطي الكردستاني في الحكومة يحتم زيادة الاحتلال الحالي".
وأوضحت هوجين شيوان، أن الدولة التركية قامت بالتواطؤ مع الحزب الديمقراطي الكردستاني بسحب قواتها إلى منطقة آمديه وبهدينان، وقالت: "اليوم، احتلت الدولة التركية 30 كم من جنوب كردستان بقوة قدرها 10 آلاف جندي، وتهدد الدولة التركية والحزب الديمقراطي الكردستاني الأهالي بالقتل وذلك لإجبراهم على إخلاء مناطقهم وترك ديارهم، وبالإضافة إلى ذلك، تم إخلاء أكثر من 200 قرية على الحدود، وقد فقد حوالي 700 مواطن من جنوب كردستان حياتهم نتيجة هجمات الدولة التركية، والآن هناك تخوف كبير في جنوب كردستان، ويقول الحزب الديمقراطي الكردستاني والدولة التركية إن هذه الهجمات تشن ضد حزب العمال الكردستاني، لكن يتم تجاهل حقيقة أن حزب العمال الكردستاني يناضل من أجل الدفاع عن حقوق الشعب الكردي منذ 40 عاماً، وما يبعث الاطمئنان هو أن شعب جنوب كردستان لم يعد يؤمن بدعاية الحزب الديمقراطي الكردستاني".
ونوّهت هوجين شيوان إلى أنه إذا كانت أراضي كردستان محمية حتى الآن، فهذا بفضل شهداء حزب العمال الكردستاني، وقالت: "الأمر متروك للشعب لاتخاذ موقف ضد هجمات الدولة التركية، إن شعب جنوب كردستان صامت ضد هذا الاحتلال، والحكومة العراقية، التي لديها اتفاق على عدم توغل الدولة التركية في حدود العراق، تصمت عن هذا الاحتلال، ومن الضروري أن تتحد مؤسسات حقوق الإنسان والمنظمات البيئية والشعب الكردي ضد هذه الهجمات، وعلينا نحن الشعب الكردي أن نعارض هذا الاحتلال".
"الهدف هو الاستيلاء على ثروات المنطقة"
كما وتحدث هوكار كروان عن الموضوع ذاته، وقال: "يجري شن هذه الهجمات على جنوب كردستان لإحياء أحلام الميثاق الملي والسيطرة على ثروات المنطقة، وكما هو معروف، فإن الدولة التركية تعاني من أزمة اقتصادية عميقة، لذا يريدون استغلال نفط وأشجار إقليم كردستان لتجاوز هذه الأزمة، ويواجه الحزب الديمقراطي الكردستاني حالياً احتجاجات داخلية كبيرة، والصراعات بين مسرور ونيجرفان بارزاني تتزايد، وإن بقاء الحزب الديمقراطي الكردستاني في السلطة يحتم زيادة الاحتلال الحالي".
وتابع كروان حديثه على النحو التالي: "الهدف الرئيسي لهذه الحرب هو مهاجمة مقاتلي ومقاتلات الحرية، لأن المقاتلين يناضلون دون تمييز في الأجزاء الأربعة من كردستان، وقد شُوهد أثناء عمليات مرتزقة داعش كيف هبوا لنجدة جنوب كردستان وحرروها، وفيما يتعلق بصمت قوى ومنظمات جنوب كردستان، فمن الواضح أن الحزب الديمقراطي الكردستاني أعلن لاتباعه تعاونه مع الدولة التركية، وأعرب آخرون، مثل الاتحاد الوطني الكردستاني، عن استيائهم من الاحتلال في تقرير قدموه إلى البرلمان العراقي، لكن ذلك لا يكفي، ومن الضروري أن يكون للاتحاد الوطني الكردستاني الذي يعد حزباً قوياً في جنوب كردستان موقفاً أكثر تشدداً، أما صمت القوى الأخرى فهو يعني التواطؤ مع الدولة التركية".
"هذا مجرد سيناريو"
وفي نهاية حديثه، لفت هاوكار كروان الانتباه إلى قضايا أخرى تؤدي إلى خلق سيناريوهات من قِبل الحزب الديمقراطي الكردستاني والتعاون مع حكومة بغداد، وقال: "إن حكومة بغداد لا تتعاون في إعداد هذا السيناريو، فقد شكلت الحكومة العراقية لجنة للتحقيق في شؤون الحكومة الداخلية، فكيف تساهم قوة حماية محافظة السليمانية في إشعال الحرائق في جنوب كردستان وفي الوقت نفسه توريط حزب العمال الكردستاني في تلك الجريمة؟ وكما قالت منظومة المجتمع الكردستاني أيضاً؛ لقد دفعنا الثمن في جنوب كردستان، ولن نكون السبب في حرقه، كل سكان جنوب كردستان والعراق يعلمون أن هذا مجرد سيناريو، وإن الحزب الديمقراطي الكردستاني يخدم الاحتلال التركي بكل قوته وفكره، كما أنه يستقطب جزءاً من القوى السياسية العراقية إلى جانبه لخدمة الدولة التركية، وجميع القرارات التي اتخذتها الاستخبارات التركية وأردوغان تنفذها هذه القوى، وفي هذا السياق، إن المسؤولين عن هذه القضية هم عملاء الدولة التركية".