قره سو: تركيا خارج التوازنات في الشرق الأوسط-تم التحديث

قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) مصطفى قره سو: لا يمكن لتركيا أن تعرقل طريق الطاقة لمجموعة العشرين، وليس لديها القوة للوقوف في وجهه، ولن تسعفها ابتزازاتها في ذلك، فقد تُركت خارج توازنات الشرق الأوسط.

الجزء الثالث من المقابلة مع عضو اللجنة التنفيذية لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، مصطفى قره سو، هي على النحو التالي: 

مرت الذكرى السنوية لهجمات حركة حماس التي شُنت في الـ 7 من تشرين الأول، وجرت في مواجهة ذلك محاولة الإبادة الجماعية التي قامت بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، وعلى الرغم من مقتل أكثر من 40 ألف شخصاً، إلا أن إسرائيل وجهت دفة الحرب نحو لبنان، مما أدى إلى تصاعد المخاطر في المنطقة بشكل متزايد، ما الذي أظهرته لنا الحرب الممتدة على مدار عام واحد، وكيف ستكون التطورات المستقبلية؟

كان من المعروف أن أهداف إسرائيل في المستقبل القريب متمثلة في سحق حماس وإبادة حزب الله، وكانت إسرائيل تستعد لهذه الأمور، وعندما هاجمت حماس إسرائيل وقتلت أكثر من ألف مدني وأسرت المئات من المدنيين، رأت إسرائيل في ذلك فرصة تاريخية لتحقيق أهدافها، وقد دفع فريق أردوغان حركة حماس إلى تنفيذ هذه العملية، وهكذا، سعى إلى تخريب كل من طريق الطاقة الذي سيمر عبر إسرائيل والاتفاقية الإبراهيمية المبرمة بين العرب وإسرائيل، وقد دفع أردوغان إلى تنفيذ هذا الهجوم ولعب دور العميل المحرض في تحقيق مخططات إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، ونظراً لأن شخصية أردوغان باتت معروفة، فإن العديد من القوى تقوم ببعض الاستفزازات وتستخدم أردوغان كعميل ومحرض، وعلى الرغم من أن أردوغان يطلق مواقف معادية لإسرائيل ويصور الولايات المتحدة الأمريكية على أنها شريكة لإسرائيل، إلا أنه عميل ومحرض للولايات المتحدة الأمريكية بممارساته، فأردوغان هو سياسي جعل من تركيا عرضة لأكبر المخاطر من خلال سياساته.

ولقد أفسح أردوغان المجال لحركة حماس بمهاجمة إسرائيل بما يتماشى معه تحت مسمى حماية موقع تركيا الجيوسياسي، غير أنه من خلال سياساته، ومن خلال ابتزازاته في مواجهة حلفائه، فإنه بنفسه عمل على تدمير موقع تركيا الجيوسياسي، وبالتالي، فإن الخوف من فقدان تركيا لمكانتها الجيوسياسية، التي هي مصدر القوة السياسية الرئيسي لتركيا، وضعها في حالة من الذعر الكبير، وقد زادت سياسة الدولة التركية غير المتجانسة المتمثلة في حماية موقعها فقط من خلال إطلاق التهديدات والابتزازات من مأزق الدولة التركية، فالسياسات التي كانت تستمد منها في السابق مزايا مؤقتة، جعلت تركيا الآن بلا سياسة.

وإن سياسة الإبادة الجماعية بحق الشعب الكردي التي تنتهجها السلطة الحاكمة لحزبي العدالة والتنمية والحركة القومية هي العامل الرئيسي الذي يضع تركيا في مأزق مع مثل هذه السياسات، لدرجة أنها تريد من الجميع أن يتعاملوا مع الكرد بالطريقة التي تتعامل بها مع الكرد، ونتيجة لذلك، بات يعاني من المشاكل حتى مع حلفائها، كما أن الدولة التركية تركز بشكل كبير على الإبادة الجماعية بحق الشعب الكردي، ونتيجة لذلك، تستغل العديد من القوى نقطة ضعف الدولة التركية هذه في سياق مصالحها الخاصة، وفي مقابل دعمهم للدولة التركية في مواجهة حركة التحرر الكردية، فقد أخضعوا تركيا لسيطرتهم في العديد من المجالات، فمن غير الممكن لتركيا، التي تركز فقط على المضي قدماً في ارتكاب الإبادة الجماعية بحق الكرد، أن تكون مؤثرة في سياسة الشرق الأوسط، ولا تستنزف تركيا مواردها الاقتصادية فحسب، بل تستنزف في الوقت نفسه أيضاً مواردها السياسية والدبلوماسية في حربها ضد الشعب الكردي وقد أوصلها ذلك إلى حافة الهاوية، وتحاول استغلال موقعها الجيوسياسي استناداً لتحقيق الإبادة الجماعية بحق الشعب الكردي، الأمر الذي من شأنه يؤدي إلى تفاقم الوضع في تركيا بشكل أسوء، فبالإضافة إلى خسارتها لفرصها الجيوسياسية، فإن المشاكل التي تعاني منها مع حلفائها أخرجت تركيا من جميع المعادلات السياسية في الشرق الأوسط.

وتقدم الولايات المتحدة الأمريكية دعماً كاملاً للهجمات الإسرائيلية، وهذا يعني أن إسرائيل ستقوم بالحد من تأثير حركة حماس وحزب الله وستزيد من نفوذها السياسي والعسكري في المنطقة، ومن ناحية أخرى، ستخسر إيران أيضاً قوات تحالفها في المنطقة وتصبح معزولة، مما سيغير سياسات إيران الإقليمية، وباستثناء العراق، سيختفي نفوذها السياسي أو سيصبح محدوداً، وسيستمر الحوثيون في اتباع سياسات تحت مظلة إيران لفترة من الوقت، لكنهم لن ينفذوا هجمات في البحر الأحمر كما يفعلون الآن، ولن يكونوا في وضع يسمح لهم بممارسة الضغط على السعوديين، باختصار، ستحدث تغييرات كبيرة في الوضع السياسي قبل 7 تشرين الأول 2023، وعلى الرغم من أنه ستكون هناك هجمات متبادلة بين إسرائيل وإيران، إلا أن سياسة إيران الإقليمية القائمة على القوى الخارجية ستكون محدودة في نهاية المطاف، وسيكون لذلك أيضاً آثار على السياسة الداخلية الإيرانية، ومما لا شك فيه أن ترسيخ نفوذ إسرائيل وتقييد إيران لن يحل المشاكل في الشرق الأوسط، فلا يمكن للسياسات الإسرائيلية والولايات المتحدة الأمريكية والدول القومية في المنطقة أن تحل المشاكل، ولذلك، ستبدأ حقبة بحيث لا تستطيع فيها الدول حل المشاكل وستكون الشعوب مؤثرة بشكل أكثر.

ومن الواضح أن إسرائيل لا تستطيع دائماً الاعتماد على الدعم الخارجي وقوتها العسكرية وتنفيذ سياسة في المنطقة، ولهذا السبب، فإن إسرائيل مضطرة لأن تغير سياساتها أيضاً، وقد تم بالفعل اتخاذ خطوة في هذا الاتجاه مع إبرام الاتفاق الإبراهيمي، فلا يمكن لإسرائيل أن تضمن وجودها إلا في إطار اتفاق إقليمي وعلاقة ديمقراطية مع شعوب المنطقة، ولذلك، دعونا نؤكد مرة أخرى أنه لا يمكن ايجاد حل مستدام للصراع الإسرائيلي الفلسطيني إلا عبر الأمة الديمقراطية والكونفدرالية الديمقراطية، حيث يمتلك كل مجتمع إرادة قيادة نفسه بنفسه، وخلافاً لذلك، لا يوجد أي طرق أخرى للحل، وإلا سيستمر العداء والتوتر والصراع، ومع ذلك، من الواضح أيضاً أن الحل يفرض نفسه لا محالة.

ولا يمكن لتركيا أن تصور إسرائيل على أنها غير مستقرة وغير جديرة بالثقة، وتمنع طريق الطاقة الذي تم إقراره من قِبل مجموعة العشرين، حيث أن تركيا لا تمتلك تلك القدرة التي تؤهلها لتحدي هذه القوى المهيمنة، كما أن ابتزازها لن يجدي نفعاً بعد الآن، فالسبيل الوحيد لإحلال الأمان في تركيا، يعتمد على التحول الديمقراطي وحل القضية الكردية، وعندما تتخذ تركيا خطوات نحو التحول الديمقراطي، سيكون لذلك الأمر التأثير السياسي والاقتصادي والثقافي على شعوب الشرق الأوسط.

بعد إسرائيل، انغمست تركيا الفاشية في عهد أردوغان في غمار الحرب أكثر من غيرها، وسعت جاهده لنشر الحرب بشكل أكثر وتقول بدموع كاذبة إنها حزينة على فلسطين وتستغل هذه الحرب في إطار مصالحها الخاصة، ويقول أردوغان الفاشي الآن: "عيون إسرائيل على أرض وطننا"، ما الذي يرمي إليه أردوغان بهذه المقولة؟ 

تقول تركيا إنه في حال اتسعت رقعة الحرب، فستكون هناك حاجة ماسة إلى تركيا وسينهار الاتفاق الإبراهيمي وسيمر قسم كبير من طريق الطاقة عبر جغرافيتي، وقد تصرفت بهذا الموقف، وتقول إذا اندلعت حرب كبيرة بين إسرائيل وإيران، ستضعف إيران، وستحتاج إسرائيل إلى تركيا، والسبب الرئيسي لمعارضة لإسرائيل ليس صداقتها لفلسطين أو عداوتها لإسرائيل؛ بل تحاول جاهدة في أن تولي إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية أهمية لتركيا في المنطقة، وهذا هو السبب، فهي ستكون حليفة للولايات المتحدة الأمريكية وفي الوقت نفسه معادية لإسرائيل! لا يمكن أن يتحقق أمر من هذا القبيل، فهي تعتقد أنها مهمشة للغاية وتريد أن تُؤخذ بعين الاعتبار، وينبغي فهم سياسات تركيا وخطاباتها بشأن إسرائيل على هذا النحو.

إنهم يعلمون أن إسرائيل لن تهاجم تركيا، وهي تحاول تحقيق هدفين من أهدافها من خلال أجندة من هذا النوع، وتريد أن تفرض على الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، التي لها نفوذ على الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، إيلاء الأهمية لها، وهي ترى بالفعل أن فقدانها لمكانتها الجيوسياسية مشكلة وجود وعدم وجود، لأنها تخشى أنه إذا خسرت موقعها الجيوسياسي، فإن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ستتعاملان مع تركيا بشكل آخر أيضاً، ولهذا السبب، فإنها تعادي إسرائيل دائماً وتتحدث باستمرار عن بعض الأمور التي لا تتوانى عن قولها للولايات المتحدة الأمريكية، وتحاول من خلال هذه الأمور أن تغيير الموقف السلبي لهذه القوى تجاهها، حتى أنها تحاول أن يتم إيلاء الأهمية لها في المجال السياسي، والآن تقول إنها إذا فعلتُ ذلك، فسوف أحصل على نتيجة مرجوة، ولكن الوضع تغير كثيراً، وهناك جدل حول مدى النتائج التي ستحققها هذه السياسة.

أما الثاني، بينما تستمر الحرب في المنطقة، تحاول خلق عدو خارجي واصطفاف المعارضة والمجتمع بأكمله خلفها، وربما تكون المعارضة قد فهمت ذلك، ولكن يبدو أن ذلك سيكون له تأثير على المجتمع، ففي الحقيقة، جميع السياسيين ومؤسسات الدولة يعلمون أن إسرائيل لن تهاجم تركيا، وحتى أن وزيرا الخارجية والدفاع، يعرفان ذلك أيضاً، وعلى أي حال، فإن الكلام الذي ورد في التوراة ويتحدث عن أرض الميعاد، اتخذوه كمبرر لمزاعمهم، ومن ناحية أخرى أيضاً، يقولون إنه إذا ما وسعت إسرائيل رقعة الحرب بشكل أكبر، فإن الكثير من اللاجئين سيتدفقون إلى تركيا، وبهذه الطريقة يخلقون حالة من الخوف لدى المجتمع والقوى السياسية، وهذه التوراة كانت موجودة قبل 50 سنة وحتى قبل 75 سنة، وحتى الآن، كانت تركيا أفضل صديق لإسرائيل في الشرق الأوسط، حيث كانت تُعتبر بمثابة إسرائيل الثانية، والآن بكلمة واحدة واردة في التوراة يقولون إن تركيا في مرمى إسرائيل، ويحاولون تفسيرها على النحو التالي، وبالتالي، فهم يحاولون أيضاً استغلال المشاعر الدينية للمجتمع، فلا يوجد أي تهديد من إسرائيل، ولكن من الواضح أن سياسات حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية تشكل تهديداً وخطراً كبيراً على تركيا، ونتيجة لسياسات التحالف هذه، باتت تركيا بلداً محفوفاً بالمشاكل من الداخل والخارج على حد سواء، كما تسبب العداء تجاه الشعب الكردي إلى إضعاف تركيا داخلياً وخارجياً.

ويقولون إن روج آفا وشمال شرق سوريا تقع تحت دائرة السيطرة الإسرائيلية وأن إسرائيل تجري حسابات حول تركيا استناداً على ذلك الأمر، فكل سياساتهم وعلاقاتهم وخطاباتهم مبنية على العداء تجاه الشعب الكردي، وكل من لا يدعم العداء تجاه الكرد بالمستوى الذي يريدونه يتهمونه بتقسيم تركيا وتقطيع أوصالها.

وحتى عندما يقولون إن عيون إسرائيل على أرضنا، فإنهم يظهرون الكرد أيضاً كهدف، وبهذه الطريقة تكثف من وتيرة الدعم لهجماتها على روج آفا، وبالتالي، إذا قامت بسحق روج آفا، لن يكون لإسرائيل عيون على أرض تركيا! ويقولون إن عيون إسرائيل على أرضنا، ولمنع ذلك، يجب علينا احتلال روج آفا وشمال شرق سوريا وتنفيذ الإبادة الجماعية بحق الكرد، ومن المفهوم جيداً أنهم يطرحون هذه القضية على جدول الأعمال لهذا السبب.

على الرغم من أن طيب أردوغان يتزعم الرجعية والظلم والخروج على القانون والعهر ومعاداة المرأة والعديد من الشرور الأخرى في تركيا والشرق الأوسط، فإنه يتحدث في خطاباته على عكس تلك الأمور عن العدالة والقانون وحقوق الإنسان وأشياء كثيرة مماثلة، وكاد أردوغان أن يعطي درساً للإنسانية في خطابه في الأمم المتحدة! فكيف ينبغي تقييم هذا الوضع؟

إن أردوغان هو بالضبط شخص مخادع، كما أنه مثل غوبلز، وزير الدعاية في عهد هتلر، الذي يُعتبر المروج لـ"الكذبة كبيرة"، فهو يتمتع بشخصية تظهر الصفات الجيدة التي لا يمتلكها وكأنه يمتلكها، ويصف خصومه بأسوأ الأشياء، ولم يسبق أن كان هناك سياسي في التاريخ يشوه الحقائق بهذا القدر، ويمكن القول إنه متفوق جداً في هذه المسألة، فهو لا مثيل له ويعتبر الأفضل في هذا الصدد، باختصار، إنه أستاذ في الخداع، بعبارة أخرى، إنه شخص مخادع. 

وقبل حوالي شهر، ألقى كلمة عن العدالة خلال افتتاح السنة القضائية الجديدة، وتطرق بالحديث عن أهمية العدالة، وسرد الكلمات والتقييمات الجيدة الواحدة تلو الأخرى، إلا أنه طوال فترة سلطته، وخاصة في السنوات العشر الأخيرة، كان يفعل عكس تصريحاته، الشيء الوحيد الذي أصاب فيه هو بناء أبنية المحاكم، فالدول على أي حال تبني الأبنية الكبيرة للمحاكم حتى يُشعروا المجتمع بالخوف، ونظراً للسياسات التي يتم انتهاجها، يخلقون الكثير من المتهمين أو يوجهون الاتهامات للناس بطريقة سهلة، ولهذا، يبنون الأبنية الكبيرة، وفي الواقع، تم بناء أكبر عدد من السجون خلال فترة حكم حزب العدالة والتنمية، فخلال السنوات العشر الأخيرة، ازداد الظلم في المجتمع إلى حد أنه لم يعد هناك ثقة في العدالة كما لم يحدث من قبل في تاريخ تركيا، وأصبح المدعون العامون والقضاة تحت السيطرة المباشرة للسلطة الحاكمة، وفي المجال السياسي على وجه الخصوص، بلغ الظلم ذروته، وقد أصدر أردوغان بالفعل تعليمات للمدعين العامين والقضاة مراراً وتكراراً، حيث يصدر التعليمات من خلال وزارة العدل، حول كيفية التعامل مع الاتهامات الموجهة، وقبلها، كان المنتمون لجماعة فتح الله غولن يستحوذون على مفاصلها، ولاحقاً، وقعت تحت سيطرة حزب العدالة والتنمية بشكل مباشر، وعندما انضم حزب الحركة القومية إلى التحالف، أصبح أنصار حزب الحركة القومية مؤثرين بين المدعين العامين والقضاة.

ويقومون بهذا الصدد، بالتدخل في القضايا السياسية بشكل مباشر، حيث سُجن الآلاف من الأشخاص، خاصةً من الكرد والأوساط السياسية الديمقراطية، بمزاعم ملفقة، ولقد سنوا بالفعل قانوناً لمكافحة الإرهاب بحيث يتم الزج بكل من له علاقة بالإرهاب في السجون، وما محاكمات صلاح الدين دميرتاش وعثمان كافالا إلا دليل على كيفية وضع العدالة في خدمة السلطة السياسية، وتتخذ المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قراراً، ثم يتدخل طيب أردوغان ويفتح قضية جديدة ويبقي المعتقلين كرهائن، وهذا مجرد مثال لا غير، وهذا ما يتم ممارسته على جميع المعارضين، لا سيما الكرد.

وتقوم بعض المؤسسات بتصنيف الدول في كافة أرجاء العالم في بعض القضايا، حيث تحتل الدولة التركية المرتبة الأخيرة في العدالة والأولى في الفساد، وعندما لا يناسبهم ذلك، فإنهم يقولون إن هذه مقاربات سياسية ويرفضونها، وعندما تقوم هذه المؤسسات بإجراء تقييم إيجابي بشأن السلطة الحاكمة لحزب العدالة والتنمية خلال السنوات الخمسة الأخيرة، فإنها تستخدم ذلك كأداة دعائية.

لقد ازداد الظلم كثيراً على وجه الخصوص في العشرة الأعوام الماضية، أصبحت تركيا دولة ظالمة، ولكن يخرج طيب أردوغان إلى المسرح ويقول دون ان يخجل من نفسه بأنه يولى أهمية كبيرة للعدالة، بالفعل هذا عار! إن الخجل هو من أجمل الخصائص الإنسانية، ولكن لا يملك أدروغان هذه الميزة، وفق أردوغان توجد عدالة لدى أردوغان وأصدقائه، وهذا الحق غير متاح للأشخاص الآخرين، وخاصة للمعارضين السياسيين، وبحسب أردوغان، لا يمكن تطبيق العدالة عليهم، لقد جعلوها حق بأنهم يجب أن يروا معاملة غير عادلة، كما وهناك امرأة معصوبة العينين وفي يدها ميزان في مؤسسات العدالة، أي أنه عندما يتم تحقيق العدالة، في الحالات الطبيعية لا تنظر المحاكم إلى من يكون أمامها، بينما تنظر محاكم أردوغان قبل أي شيء إلى من يوجد أمامها.

إن اكثر شعار يتم ترديده الآن في تركيا هو الحق، الحقوق والعدالة، لقد أصبحت حاجة رئيسية في تركيا، يقولون إن العدالة هي أساس الملكية، ولأنه هُزمت العدالة الآن هُزمت وُدمرت الدولة أيضاً.

في الوقت ذاته أردوغان شخص ظالم وبلا ضمير، بالطبع إن لم يكن عادلاً لا ضمير لديه، يتحدث في الاتحاد الأوروبي عن حقوق الإنسان والضمير، وتحتل تركيا المركز الأخير في حقوق الإنسان، منذ 22 عام وأردوغان على السلطة في إدارة هذه البلاد، هل هناك شخص آخر في العالم يحارب ضد قوة او مجتمع، ويقول: " سأفعل كل ما هو يلزم سواء كان طفلاً أو امرأة!" لقد فقد آلاف النساء والأطفال حياتهم بأمر من نتنياهو، ولكن هو أيضاً لم يقل بشكل واضح سنفعل كل ما هو يلزم سواء كان طفلاً أو امرأة! يقول أردوغان يقصف نتنياهو الجوامع؛ ولكن تم تدمير وقصف أكثر من عشرة جوامع خلال حكم الفاشي أروغان وذلك بحجة إنه هناك أشخاص من حزب العمال الكردستاني فيها.

أمر أردوغان في روبوسكي بقتل مجموعة أشخاص أغلبهم أطفال بادعاء أن هناك من حزب العمال الكردستاني بينهم، ولكن في الحقيقة لم يكن هناك مقاتل واحد فقط من حزب العمال الكردستاني، وقتل 34 شخص أغلبهم من الأطفال تحت اسم إنه هناك أحد قيادي حزب العمال الكردستاني بينهم، وتقول إسرائيل الآن إن هناك أعضاء من حركة حماس أو حزب الله وتقصف النساء والأطفال وتقتلهم.

ولم يتم محاكمة أي من قتلة الأطفال، النساء أو المدنيين الذين قتلوا على يد الجنود والشرطة في تركيا، لا يتم معاقبة الجنود والشرطة، لا يتم معاقبة رجال الشرطة والجنود هؤلاء كونهم يحاربون الإرهاب، هناك عشرات الآلاف من الأحداث بهذا الشكل ارتكبت في ظل حكم حزب العدالة والتنمية، أمر طيب أردوغان شخصياً الجنود والشرطة بقوله "لا تنظر إلى القوانين" بارتكاب مجزرة أثناء مقاومة الإدارة الذاتية، أي لا تقيد نفسك وفقاً للقوانين، أمر بالحرق حياً.

قتلت الدولة التركية الكثير آلاف المدنيين، النساء والأطفال خلال احتلال عفرين، سري كانيه وكري سبي، أمر أردوغان بارتكاب مجزرة من أجل هذا، وقد قتل بالأمس في منبج شقيقين كانا لا يزلان طفلان كما وأصيب أيضاً أطفال وأفراد من ذات العائلة، هناك مئات الأحداث في روج آفا وشمال شرق سوريا، وأيضاً قتلت مئات المدنيين بينهم عشرات الأطفال أثناء قصفهم لمناطق الدفاع المشروع، كل هذا يحصل في ظل هذه السلطة، يتم قصف الكريلا أكثر من إسرائيل، خرجت الطائرات المسيرة التابعة للدولة التركية في كل مكان لقتل الأشخاص، دون ان تفرق بين الكريلا والمدنيين، وتقتل الأشخاص.

كما وتختطف المرتزقة التي نظمتها الدولة التركية في عفرين الأشخاص، وقد أُجبر مئات الآلاف الأشخاص في عفرين، سري كانيه وكرسي سبي على النزوح من أراضيهم بعد هجمات الاحتلال التي شنتها الدولة التركية على مناطقهم، ويحاول هؤلاء الأشخاص العيش في المخيمات في ظل أصعب الظروف.

إن سلطة أردوغان في الوقت ذاتها سلطة معادية للمرأة، إلى جانب إنه شخص هكذا ويظهر نفسه كمدافع عن النساء، إنها تعتمد على قيود الماضي الحادة وتحاول إظهار نفسها بهذه الطريقة، ومع ذلك وصلت جرائم القتل والعداء تجاه النساء إلى أعلى مستوى في تركيا خلال حكم حزب العدالة والتنمية، وتناضل جميع الحركات النسائية ضد السياسات القمعية لحكومة حزب العدالة والتنمية.

لأنهم يرون إن سلطات حزب العدالة والتنمية ذات ذهنية تضع المرأة تحت ظل سلطة الرجل، ويظهر الرجل كأساس العائلة ويقمع إرادة النساء، ترى النساء طيب أردوغان كممثل للرجل السلطوي ويحاول ضد ذلك إظهار نفسه مؤيد لحقوق المرأة، ولكن يمكن رؤية مستوى ديماغوجيته في هذا النهج.

لقد تم ارتكاب الكثير من الجرائم في ظل حكم حزب العدالة والتنمية، ولكنه يتحدث عن العدالة وحقوق الإنسان! هناك 25 مليون كردي في تركيا، ولكن لا يتم الاعتراف بهويتهم، لغتهم وثقافتهم، ويريدون من خلال ممارسة الضغوطات، الظلم وارتكاب المجازر إبادة الكرد من الناحية الثقافية وجعلهم أتراك، يبتع هذا الرجل الذي ليس لدية ضميرـ دون اخلاق وظالم سياسات إبادة جماعية بحق الكرد ويحمي الشعب الفلسطيني! يريد احتلال عموم روج آفا شمال – شرق سوريا وتهجير الكرد من أرضهم وتنفيذ تغيير ديمغرافي من خلال اتباع سياسات الإبادة الجماعية، ولكنه يحاول أن يعطي درس إنساني في الاتحاد الأوروبي! إن أردوغان رجل وقح، بلا ضمير وأخلاق لهذه الدرجة، كما يظهر أردوغان الآن أيضاً ما أظهرتها غوبلز داعية هتلر جميع ممارسات الفاشية بطرق مختلفة، بالفعل إنه ناجح في النفاق، وإن كانت هناك جائزة بمايتعلق بالنفاق يتم منحها، فإن أردوغان من يستحقها بجدارة!

 

النهاية