نساء الكرد والسريان: يجب أن تلعب المرأة دوراً أساسياً في دستور سوريا الجديد

أشارت نساء الكرد والسريان بأنهنَ لن يقبلنَ ببناء سوريا الجديدة دون ضمان حقوق المرأة، وقلنَ إنه يجب حماية حقوق المرأة في جميع مكونات المجتمع، وخاصة أنَّ المرأة كانت محرومة من كافة حقوقها في ظل النظام الدكتاتوري لنظام البعث.

ارتفعت معنويات الشعب السوري مع سقوط نظام البعث، ومع الإدارة الذاتية الديمقراطية أصبحت حقوق كل المكونات الموجودة في إقليم شمال وشرق سوريا تصان في المجتمع، كما أن المرأة باتت تلعب الدور الأكثر أهمية في جميع مجالات المجتمع، ومع وصول إدارة هيئة تحرير الشام، تحاول المرأة بألا تضيع حقوقهنَ في الدستور الجديد لسوريا، وأن تتم كتابته على مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة لكن إدارة هيئة تحرير الشام في سوريا تريد انتهاك حقوق المرأة وإعادة بناء النظام الأبوي الذكوري. 

وفي السياق، تحدثت نساء الكرد والسريان إلى  وكالة الفرات للأنباء ANF، وقلنَ إنه يجب أن يكون للمرأة دور أساسي في الدستور الجديد لسوريا.

 

وقالت الرئيسة المشتركة للمكتب التنظيمي لحركة المجتمع الديمقراطي شاها خليل بإنَّ المرأة تمر بمرحلة تاريخية ومن الضروري أن تقف المرأة صفاً واحداً مع كافة تنظيماتها وتتحد ضد كل السياسات القذرة وإلا يقبلنَ ببناء سوريا الجديدة دون ضمان حقوق المرأة والأخذ بمشورتها، وتابعت حديثها "أنَّ الذهنية الذكورية التي تمتد جذورها إلى 5 آلاف سنة، أرادت من خلال الجهود والمحاولات الكثيرة والذرائع المختلفة، هزيمة المرأة، لقد أرادت دائمًا تجاهل حقوق المرأة ووجودها ودورها وكرامتها، وأرادت أن تبقى المرأة داخل الجدران الأربعة.

 ومع ظهور حركة حرية كردستان، التي أعطت المرأة أدواراً كبيرة وقيادية في كل جانب من جوانب المجتمع، وبذلك تم تدمير هذه السياسات القذرة ضد المرأة".

تقوم إدارة هيئة تحرير الشام على إحياء نظام البعث من جديد

وأوضحت شاها خليل بأنَّه مع انهيار نظام البعث الدكتاتوري دخلنا في عملية تاريخية جديدة وقالت: "عندما سقط نظام البعث القذر والفاسد أصبحت إدارة هيئة تحرير الشام هي الحاكمة في سوريا الجديدة، ونحن كنا سعداء لأن سوريا أصبحت الآن ديمقراطية وسيتم إرساء حقوق المرأة، ولكن هذه الإدارة تحاول مرة أخرى إعادة نهج النظام البعثي وحرمان المرأة من كافة حقوقها، وليعلموا بأنَّ القضاء على نموذج الإدارة الذاتية هو القضاء على كردستان بأكملها. 

وأخيراً، أود أن أقول بإنَّنا لن نسمح أبداً ببناء سوريا دون ضمان حقوق المرأة، و نحن لا نقول هذا فقط بحق المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا، بل بمايتعلق بوضع المرأة السورية برمتها، ومن الضروري لنا نحن النساء بكافة المكونات الموجودة أن نقف ضد كافة الأنظمة الشوفينية بالتضامن والوحدة وعدم القبول بانتهاك حقوق المرأة في دستور سوريا الجديد. 

يجب حماية حقوق المرأة السريانية

أشارت الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي لمقاطعة الجزيرة فيفيان بحو أوسي من المكون السرياني، بإنَّ الشيء الأهم هو أن يكون للمرأة دوراً كبيراً في دستور سوريا الجديد من أجل بناء سوريا الديمقراطية وقالت "عندما حكم نظام البعث في سوريا، كشعب السرياني، عانينا كثيراً من الظلم ولم يبقى لنا مكانة في بلدنا.

 و مع وصول إدارة هيئة تحرير الشام إلى الحكم، لا نقبل بتكرار هذه المآسي والظلم مرة أخرى، ونرفع صوتنا إلى كافة دول العالم للدفاع عن حقوق الشعوب وكافة المكونات الاجتماعية في سوريا وحمايتها ، أنَّ إحدى أهم المكونات الأصيلة في سوريا هو المكون السرياني، ومقارنة بهذا فمن الضروري أن نحصل على حقوقنا في هذا الدستور الجديد لسوريا وخاصة كالمرأة السريانية، نقول أنه إذا لم تأخذ المرأة مكانتها في الدستور الجديد لسوريا، فسيتم بناء سوريا الجديدة خالية من  الحقوق والغير ديمقراطية. 

حق المرأة في المقاومة لن تضيع

كما أشارت عضوة اتحاد المرأة السريانية إلهام مطلي إلى أن المرأة السريانية عانت الكثير من المآسي الظلم وتم حرمانها من حقوقها من كافة الجهات. 

وتابعت إلهام مطلي حديثها بالقول "مرت المرأة السريانية عبر التاريخ الطويل بالعديد من الأمور الصعبة، لكن مع وصول الإدارة الذاتية الديمقراطية، أصبحت لدينا كنساء السريان قوة ومكانة في كافة نواحي الحياة، كان انهيار نظام البعث الفاشي والديكتاتوري بمثابة انبعاث جديد لنا، لقد قلنا الآن أن سوريا الديمقراطية ستبنى بوجود المرأة. 

ولكن مع الآسف، فإنَّ التطورات والأحداث التي ظهرت توحي لنا بأنَّ نظام البعث، وخاصة في مجال حقوق المرأة، سوف  يحيي من جديد على يد إدارة هيئة تحرير الشام ، وهذا ما لن نقبله، وفي الدستور السوري الجديد، يجب أن يكون للنساء من جميع المكونات مكانة فيها، لأن هذا من حق المقاومة التي خاضتها المرأة لسنوات، ولا ينبغي لمقاومتنا أن لا تحقق نتائج".