اندثر الواقع الثقافي في مدينة الرقة خلال الأعوام السابقة، نتيجة تدمير واغلاق المراكز الثقافية في المدينة على يد التنظيمات الإرهابية، والقضاء على ثقافة وفنون مدينة الرقة.
وحُرّم الشباب والشابات والفنانون من ممارسة هوايتهم خلال فترة سيطرة التنظيمات الإرهابية، من خلال تضيق الخناق على المواهب، ما دفع عدد كبير من الفئة الشابة والفنانين للهجرة إلى خارج الوطن.
وبعد تحرير مدينة الرقة عام 2017، بدأ مجلس المدينة بتأهيل وبناء المؤسسات التابعة له، فيما تم تأهيل المركز الثقافي الواقع جنوبي المدينة، واستمرت الأعمال لمدة عام، تم من خلالها تجهيز المسرح الذي غاب عن المدينة لمدة عقد من الزمن.
وفي 29 نيسان من عام 2019، افتتح مجلس الرقة المدني مبنى الثقافة والفنون في مدينة الرقة، ليتم استقطاب عدد كبير من الشباب والشابات والفنانين، وتأهليهم للقدرة على تقديم المسرحيات والأعمال الفنية.
ولمعرفة تاريخ المسرح في مدينة الرقة، أجرت وكالة فرات للأنباء ANF، لقاءً مع الفنان المسرحي، ابراهيم الخضر، الذي أكد على الاستمرار في استقطاب الفئة الشابة للنهوض بالواقع المسرحي مجدداً.
واستهل ابراهيم الخضر قائلاً "منذ بداية 2004 قمنا بإعداد العديد من المهرجانات بمساعدة الاستاذ فراس رمضان، والدكتور حمدي موصلي، والاستاذ حمود الموسى، حيث تم تقديم عروض مسرحية في أغلب المدن السورية، وصولاً للعام 2008، حيث توقفت كافة الأعمال.
نهوض الواقع المسرحي
قال ابراهيم الخضر "نهض الواقع المسرحي في مدينة الرقة في بدايات العام 2018، حيث شاركت فرقة الرقة في أول عرض مسرحي في مهرجان "يكتا" في مدينة قامشلو من اخراج دحام السطام وبطولة فراس رمضان".
وأضاف "بعد التحرير، تطور الواقع المسرحي في مدينة الرقة بشكل جيد وملحوظ، من خلال اقامة عدة مسرحيات، منها الطفل، خيال الظل، عرائس القهر، الطوفان قادم".
وأكمل الخضر "وفي العام 2019، افتتح مجلس الرقة المدني مركز الثقافة والفنون في المدينة، حيث بدأنا في تدريب الأعضاء، وتم تقديم مسرحية وردة حمراء تليق بالجنرال، اخراج الدكتور حمدي موصلي، وتقديم خمسة لوحات من عرائش القهر، في عام 2020 عملنا على إعداد وتقديم مسرحيتين، مسرحية قيامة للكاتب العراقي سعد هدادي، زنزانة أبي من تأليف سردار شريف وأمل عطار ومساعدة مخرج عليا العطار تم تقديمها على مسرح مدينة كوباني, وبمناسبة اليوم العالمي للمسرح يتم التحضير لمسرحية تحت عنوان صهيل, بطولة أنس العبادي, وإخراج إبراهيم الخضر".
وحول الخطط المستقبلة، اشار ابراهيم الخضر "نعمل على استقطاب الفئة الشابة، وتقديم التدريبات لهم، ومنها إعداد ممثلين مختصين، ومستمرين باستقبال واستقطاب الشباب من كافة المجالات المسرحية".
ونوه ابراهيم الخضر "خلال فترة سيطرة التنظيمات الإرهابية على المدنية، حُرم الفنانين والشباب من ممارسة هوايتهم، من خلال تضيق الخناق عليهم، فيما اضطر عدد كبير من الفنانين والهواة إلى الهجرة، ومنهم من استشهد جراء آلات الحرب".
ووجه ابراهيم الخضر في ختام حديثه نداءً إلى الشباب والشابات والفنانين للعودة إلى وطنهم، وممارسة هوايتهم التي حرموا منها لعدة سنوات.