بعد احتدام المعارك حولها.. خريطة القوى العسكرية والصراع الدائر في الفاشر
تشهد مدينة الفاشر معارك مصيرية، يمكن أن تحدد مصير الحرب في السودان، ويزعم البعض أنها ستفصل في وحدة أراضيه أو تقسيمها.
تشهد مدينة الفاشر معارك مصيرية، يمكن أن تحدد مصير الحرب في السودان، ويزعم البعض أنها ستفصل في وحدة أراضيه أو تقسيمها.
تحتدم المعارك في مدينة الفاشر بين كل من الجيش السوداني والفصائل المسلحة المتحالفة معه وقوات الدعم السريع، وهي المدينة التي تمثل المعقل الأخير للجيش السوداني في إقليم دارفور، والتي تشهد واقع إنساني مزري نتيجة للمعارك حولها، مما يثير التساؤلات حول خريطة تواجد القوى المختلفة داخل المدينة، وتداعيات الحرب بينهم.
وفي هذا الصدد، كشف حذيفة محيي الدين البلول القيادي في التحالف السوداني، أنه تم تشكيل قوة مشتركة جديدة من ألحركات المحايدة وهي التحالف السوداني برئاسة حافظ ابراهيم عبدالنبي وحركة تجمع قوى التحرير برئاسة الطاهر حجر وحركة جيش تحرير السودان المجلس الانتقالي برئاسة الدكتور الهادي ادريس وحركة العدل والمساواة برئاسة سليمان صندل.
وأكد البلول في تصريح خاص لوكالة فرات، أن مهمة تلك القوات المشتركة الجديدة هي حماية النازحين واللاجئين وتأمين الممرات الإنسانية للإغاثة للوصول للمحتاجين وتأمين المنظمات العاملة في المجال الإنساني.
وأضاف القيادي في التحالف السوداني، أنه تم تكوين مجلس رئاسي من رؤساء الحركات وتم تكوين مجلس عسكري من القادة الميدانيين للقيام بدور متعاظم لمعالجة الأوضاع الكارثية، وقد دشنت القوة المشتركة الجديدة مهامها في اجلاء اعداد من المواطنين النازحين من الحرب في الفاشر وتسهيل وصولهم إلى أماكن آمنة.
بينما كشف محمد حلفاوي، الصحفي والإعلامي السوداني، أن الوضع في مدينة الفاشر السودانية طرأ عليه تغييرات كثيرة خاصة بعد مقتل قائد ميداني كبير من الدعم السريع، وهو ما يحفز الجيش على التقدم والسيطرة.
وأكد حلفاوي في تصريح خاص لوكالة فرات، أن الجيش السوداني والحركات المتحالفة معه يسيطران على منطقة غرب وجنوب ووسط مدينة الفاشر، بينما يتركز تواجد قوات الدعم السريع على شرق المدينة.
وأضاف الصحفي والإعلامي السوداني، أن الحركات المسلحة التي تقاتل بجانب الجيش هما حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي وحركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم، والاثنان لديهما مناصب حكومية في مناطق الجيش مثل مني اركو مناوي الذي يشغل منصب حاكم إقليم دارفور، وجبريل إبراهيم الذي يشغل منصب وزير المالية منذ 2021.
وبيّن حلفاوي، أن الحركتين يمثلان قبيلة الزغاوة، لأن مدينة الفاشر وشمال دارفور هي مناطق يشكل فيها مجتمع الزغاوة أغلبية، بينما القبائل الأفريقية الأخرى تتواجد في أجزاء أخرى من دارفور مثل قبيلة الفور أغلبهم في وسط دارفور وعاصمتها مدينة زالنجي.
وأوضح الصحفي والإعلامي السوداني، أن هناك حركات مثل الطاهر حجر والهادي ادريس، لا تشارك في القتال مع القوات المشتركة للحركات المسلحة داخل المدينة
وأشار حلفاوي إلى أن الموجة او الهجوم الذي خطط له للاستيلاء على الفاشر خلال اليومين الماضيين فشلت في تحقيق ذلك، متوقعًا أن تعود قوات الدعم السريع بهجمات جديدة حال وصول الإمدادات والمقاتلين من المجتمعات الموالية لها.
وأردف الصحفي والإعلامي السوداني، أن الفاشر فيها عدة سيناريوهات متوقعة إما أن يحافظ عليها الجيش بالتحالف مع الحركات وهذا يتطلب منهم توسيع رقعة السيطرة، أو أن تتحول الفاشر إلى منطقة تماس وتدهور الوضع الإنساني وتكون مدينة شبه خالية من المدنيين لتطاول المعارك لفترات طويلة.
ولفت حلفاوي إلى أن هناك سيناريوهات دولية للتقسيم تدار من خلف معارك الفاشر، موضحاً أن هناك ملامح من خلال تصريحات المبعوث الأمريكي، وهو ما قد يحول الفاشر إلى منطقة نزاع دولي، خاصة وأن الدعم السريع تريد الاستيلاء على الفاشر للسيطرة على دارفور بالكامل وهي تتكون من خمس ولايات مساحتها تعادل مساحة فرنسا.
وبيّن الصحفي والإعلامي السوداني، أن الولايات المتحدة لا تفضل سيناريو سيطرة الدعم السريع على كامل دارفور، ولذلك واشنطن تعرقل الخطط التي يريد حميدتي تنفيذها في الإقليم، خاصة وأن الدعم السريع على علاقة بقوات فاغنر الروسية.
وأفاد حلفاوي، أن واشنطن لا تريد إنشاء دولة جديدة لقوات الدعم السريع في دارفور، لأن روسيا تتمركز في الغرب الأفريقي، وتوجد مصالح روسية هنا وهناك، حيث تجمع موسكو علاقة جيدة مع الجيش ولكنها تعمل عبر فاغنر مع الدعم السريع حسب تقارير الاتحاد الأوروبي.