على حساب دماء الشعب الفلسطيني.. أسرار مبادرة أردوغان لـ"نزع السلاح" في قطاع غزة
طرحت خلال الأيام الماضية مبادرة تركية مثيرة للجدل حول نزع سلاح حماس وسط الحرب التي يعيشها سكان قطاع غزة منذ عدة شهور والتي خلفت آلاف الضحايا من المدنيين.
طرحت خلال الأيام الماضية مبادرة تركية مثيرة للجدل حول نزع سلاح حماس وسط الحرب التي يعيشها سكان قطاع غزة منذ عدة شهور والتي خلفت آلاف الضحايا من المدنيين.
لم تخلو جعبة أردوغان من مبادرات مثيرة للجدل من أجل لعب دور في القضايا الإقليمية، كان آخرها المبادرة الخاصة بالتوسط لوقف إطلاق النار والتي تدور حول "نزع سلاح حركة حماس" وسط الحرب الإسرائيلية التي يشهدها قطاع غزة منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مع تجاوب من الحركة مع الطرح التركي لــ "إلقاء السلاح"، مما يثير التساؤلات حول طبيعة ودوافع الوساطة التركية وأهدافها الخفية من تجريد الحركة الفلسطينية من سلاحها خلال مفاوضات وقف إطلاق النار.
كشف زيد الأيوبي، المحلل السياسي الفلسطيني، أن حركة حماس الإخوانية تبحث عن مستقبل حماس على حساب معاناة المدنيين، وعلى حساب دماء النساء، والأطفال، والشيوخ، حيث قدمت عدد من التصريحات التي بها نوع من التراجع عن الشعارات الكبرى التي أعلنتها يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، وتحدثت في أمور من المحرم الحديث فيها أثناء الحرب مثل إمكانية قبول نزع سلاح حماس بناء على المقترح التركي، وتحدثت قيادة حماس في هذا الصدد بشكل مستفيض بأنه ممكن أن نقبل بنزع سلاح حركة حماس والتحول لحزب سياسي، مما يعني أن حماس تريد أن تحافظ على نفسها حتى وإن كلفها ذلك التنازل عن كل الشعب الغزي.
وأكد الأيوبي في تصريح خاص لوكالة فرات، أن المقابل الحقيقي الذي تريده حماس من هذا التنازع هو البقاء في السلطة، وأن يسمح لها أن تبقى مسيطرة على قطاع غزة، وبالتالي هي مستعدة وفقاً لحديث قادتها أن تتحول لقوة مدنية وحزب سياسي في تلك الحالة.
وأضاف المحلل السياسي الفلسطيني، أنه حتى مع المقترح المصري تتمسك حماس بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، والدخول في صفقات لإنهاء الحرب، مما يعني بشكل واضح أنها تريد البقاء في السلطة والبقاء في حالة السيطرة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ولذلك فهي تغامر بالشعب الفلسطيني والملايين من الناس داخل قطاع غزة من أجل الحفاظ على نفسها والحفاظ على مستقبلها.
وأوضح الأيوبي، أن الأتراك دخلوا في الخط في الفترة الأخيرة بدعوى أنهم يريدون أن يلعبوا دور الوساطة وأن يكون لهم دور في هذا الصراع والحرب، ولكن يجب أن نتذكر أن يوم 22 نوفمبر/تشرين الثاني الرئيس أردوغان صرح بأن تركيا جاهزة للمشاركة في أي هيكلة أمنية جديدة في قطاع غزة تحقق الأمن والاستقرار في المنطقة وهذا يعني أنه أردوغان يبحث ويسعى لأن يصل الجندي التركي إلى الحدود المصرية وهو أمر خطير جداً، وذلك بعد أن فشل في ليبيا والسودان وفي كثير من الأماكن المحيطة بمصر.
وبيّن المحلل السياسي الفلسطيني، أنه على الجانب الآخر ما تريده حماس لن يكون لأن نتنياهو متهم بأنه يريد حماس ويريد بقائها، وهو يعلم أن بقاء حماس هو خسارة له في أي انتخابات قادمة، ولذلك يريد أن يثبت أنه تخلص من حماس لكي يبقى في السلطة، ولذلك تلك الحرب دائرة بين طرفين كل طرف يفكر في نفسه ومستقبله على حساب الغزيين والشعب الفلسطيني.
وطالب الأيوبي، حماس أن تراجع حساباتها جيداً وأن تنتصر للشعب الفلسطيني وأن تقطع علاقاتها الإقليمية مع تركيا وقطر حتى يكون لها مقبولية في الداخل الفلسطيني.
بينما كشف محمد أبو سبحة، الباحث المتخصص في الشأن التركي، أن نزع سلاح حركة حماس هو في الأساس مطلب إسرائيلي، وتركيا تحاول تبنيه والضغط على قادة حماس للقبول به، لأن لدى حركة حماس قادة في تركيا ولديهم مصالح وأنشطة اقتصادية في داخل تركيا، وهي الدولة الأكثر قدرة على طرح تلك المسالة، خصوصاً بعد تراجع الدور القطري في التفاوض بين حركة حماس وإسرائيل.
وأكد أبو سبحة في تصريح خاص لوكالة فرات، أن حركة حماس لم تبدي اعتراف كامل من حماس بهذا الطرح، وربطته بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، لأن حماس حريصة ألا تقع في نفس الفخ الذي وقعت فيه حركة التحرير الفلسطينية من قبل وتتنازل عن سلاحها، ولكنها ترى أنه إذا تحققت إمكانية الاعتراف بالدولة الفلسطينية يمكن أن يدخل السلاح بشكل نظامي إلى الدولة، حال تكونت قوات دفاع أو شرطة وحينها سيعود لها السلاح عبر دول حليفة مثل تركيا.