مبادرة نون تندد بتقاعس محكمة حقوق الإنسان الأوروبية حيال ما يتعرض له القائد

استنكرت مبادرة نون لحرية القائد أوجلان، ممارسات سلطات الدولة التركية والقوى المساندة لها بشدة، ونددت بتقاعس محكمة حقوق الإنسان الأوروبية حيال ما يتعرض له القائد.

أصدرت مبادرة نون لحرية القائد عبد الله أوجلان، بياناً بخصوص مرور 26 عاماً على بدء المؤامرة الدولية ضد القائد عبد الله أوجلان في 9 تشرين الأول 1998، جاء في نصه:

"مرحلة تاريخية مأساوية تعيشها الإنسانية في ظل حروب مشتعلة هنا وهناك، حروب تفتعلها قوى الهيمنة الرأسمالية لتحقيق مصالحها الجشعة عبر تجارة السلاح، عصر تُقتل فيه براءة الطفولة وأحلام الشباب وراحة الكبار، تُقتل شعوب في حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، يحشدونهم فيها بشعارات مزيفة من العصبيات القوموية والدينية والمذهبية، والطامة الكبرى هي من نصيب المرأة التي تعاني الأمرّين من حروب دولية وحروب أسرية مجتمعية. مرحلة تاريخية أفقدت الكثيرين الأمل وبات الجميع يتخبط في حالة الضياع والاغتراب.

ضمن هذه المعمعة القاسية ظهرت أصوات تنادي الإنسانية للاحتكام بالعقل والحكمة وإلا فالفناء آتٍ لا محال، خرجت نضالات عظيمة لتحقيق العدل والسلام. طُرحت نظريات، وصُعّدت المقاومات بثمن خيرة أبناء الشعوب الطامحة للحرية. ورغم أنها لم تصل لأهدافها لكن نضالهم لم يذهب هباءً.

في سبعينيات القرن الـ 20 بدأ السيد عبد الله أوجلان نضاله في سبيل الحرية، تكريماً لجميع النضالات السابقة وإهداءً للإنسانية التي لا يليق بها سوى السلام والعيش الكريم.

أضحى صوته صوتاً باسم جميع الشعوب المستعبدة والنساء المقهورات، بات أحلام الشباب وسعادة الطفولة، حارب جنون الاستغلاليين والجشعين للمال والثروة، وصقل كل هذا في أطروحاته بالسعي نحو العصرانية الديمقراطية. يملك اليقين أن الاختلاف والتنوع في الهويات هو نعمة وليس نقمة، وناهض الحماقات التي حولت هذا الغنى إلى هويات متقاتلة. طرح مشروع الأمة الديمقراطية ليعيش الجميع في ظل السلم الأهلي والعدالة الاجتماعية، مجتمع النساء الأحرار المتناغم مع الطبيعة الأولى.

أبت القوى المهيمنة أن يسود هذا الفكر، وارتعبت من يقظة النساء والشعوب إن عرفتها وعملت بها، فذلك يعني نهاية مطامعها وثرائها، فتربصت (القوى المهيمنة) بالمقاومة وحبكت المؤامرة الدولية (من دول واستخبارات) لأسر القائد عبد الله أوجلان، لتزجّه في سجن إمرالي بجزيرة معزولة في بحر مرمرة، لأكثر من 25 عاماً يواجه العزلة المُحكمة والانتهاكات الجسيمة، محروم من أدنى الحقوق المشرعة للسجناء، ممنوع من التواصل مع العالم الخارجي ومن الرعاية الصحية والمحاكمة العادلة.

كل قوى الهيمنة الرأسمالية وعلى رأسها الدول المشاركة في حبك المؤامرة والأجهزة الاستخباراتية المرتبطة بها، إلى جانب المؤسسات الدولية المدّعية بأنها منظمات حقوقية ومناهضة للتعذيب وتنادي بحقوق السجناء السياسيين قاطبة، تتحمل المسؤولية للوضع الذي يقبع فيه أسير الفكر عبد الله أوجلان. أما المؤسسات والشخصيات السياسية والحقوقية الصامتة (لا تنطق بكلمة الحق) فهم شركاء في هذه الجريمة.

بمرور الذكرى السنوية الأليمة للمؤامرة الدولية، مجدداً نحن النساء في "مبادرة نون لحرية أوجلان" نرفع صوتنا استنكاراً لممارسات سلطات الدولة التركية والقوى المساندة لها، ونندد بتقاعس محكمة حقوق الإنسان الأوربية، ونرفض تسيس المؤسسات الحقوقية وننادي بالمحاكمة العادلة للسيد عبد الله أوجلان وتحسين ظروف اعتقاله، وليعلم الجميع أن هدفنا الأول والأخير هو حريته، لذلك لن نتوانى عن مداومة نضالنا بوتيرة أعلى لنشر أفكاره والتعريف بقضيته وكسب الأصوات للنداء بحريته.

حرية مناضل الحرية والكرامة هي حرية للشعوب المتطلعة للكرامة وحرية النساء المناضلات لأجل الحرية".