يواجه مستشار الرئيس الأمريكي تحديات كبيرة في إلزام إسرائيل وحزب الله بعدم خرق الهدنة، تتطلب استمرار تعزيز الحوار بين الطرفين وتقديم ضمانات أمنية وسياسية تزامنا مع تعزيز التعاون الدولي والإقليمي وممارسة الضغوط على الطرفين ضمن خطة دعم جهود الحفاظ على الهدنة، خاصة في ظل اندلاع حرب في الشمال السوري بين الجيش والفصائل المسلحة، الأمر الذي يستدعي حالة من التأهب على كل الأصعدة ووضع سيناريوهات محتملة لما يمكن أن يحدث على الأراضي اللبنانية جراء تلك الهجمات.
استهداف النازحين
يأتي هذا في الوقت الذي يحاول فيه اللبنانيون النازحون العودة إلى قراهم في الجنوب وسط صعوبات كبيرة أكدتها الوكالة اللبنانية الرسمية، في بيان أشارت فيه إلى أن نسب العودة إلى القرى الحدودية لم تتجاوز 10% بسبب استمرار استهداف النازحين من قبل القوات الإسرائيلية، حيث أطلقت الأخيرة قذائف اتجاه بلدة مارون الراس واستهدفت عددا من أحياء مدينة بنت جبيل لمنع الأهالي من الوصول على منازلهم، تزامنا مع استمرار تحليق الطيران الاستطلاعي والمسيّرات، أعلى قرى القطاعين الغربي والأوسط، وفي المقابل أعلن الجيش الإسرائيلي قصف منشأة لتخزين الأسلحة تابعة لحزب الله في جنوب لبنان.
وارتكب الجيش الإسرائيلي، الجمعة، 17 خرقا لاتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله، ليرتفع إجمالي خروقاته منذ بدء سريان الاتفاق فجر الأربعاء الماضي إلى 35، ووفقا للوكالة اللبنانية الرسمية، تركزت تلك الخروقات في قضائي مرجعيون وبنت جبيل بمحافظة النبطية وقضاء صور بمحافظة الجنوب، وتنوعت ما بين قصف بالمدفعية والدبابات والطيران الحربي والمسيّرات.
العوامل الإقليمية
تلعب العوامل الإقليمية والدولية دوراً كبيراً في تحديد مستقبل الهدنة بين إسرائيل وحزب الله، ومن بين تلك العوامل حالة الاحتراب بين تل أبيب وطهران التي تُعد الداعم الرئيس لحزب الله، وتستخدمه كأداة لتحقيق مصالحها الإقليمية، وحال تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل، قد يؤدي الأمر إلى تصعيد عسكري على الأراضي اللبنانية، فيما تلعب الولايات المتحدة دورًا كبيرًا في دعم إسرائيل بالمساعدات العسكرية والضغوط الدولية، بما قد يُسهم في الحفاظ على الهدنة، حيث تسعى الأطراف الدولية إلى تجنب تصعيد جديد في المنطقة.
وتحاول الدول الأوروبية دعم جهود المبعوث الأمريكي للبنان واستمرار سريان الهدنة دون خروقات من خلال ممارسة الضغط على الجيش اللبناني الذي أعلن مؤخرا استهداف أحد عناصره من قبل قوة إسرائيلية، كما يتعاون الجيش مع قوات اليونيفيل في تنسيق عمليات الانتشار جنوب نهر الليطاني، إلا أن القوات الدولية لم تسلم من الاستهداف الإسرائيل حيث أصيب العديد من عناصر تلك القوات في عمليات استهداف إسرائيلية للمناطق الجنوبية في لبنان، ما يؤكد استمرار الخروقات ويؤشر إلى ان إيفاد قد يكون ضمن سياق دعم الجهود الدبلوماسية الأمريكية ومتابعة الأوضاع الميدانية على الأرض.
عرقلة الإمدادات العسكرية
قصي عبيدو المحلل السياسي اللبناني، قال في اتصال لوكالة فرات للأنباء «ANF»، إنّ «إيفاد الجنرال الأمريكي ربما ينطوي على متابعة خطط مستقبلية تستهدف الحد من قدرات حزب الله المنهكة من خلال جمع المعلومات الاستخبارية عن تحركات الحزب لمنع إمدادات الأسلحة إلى تصل إلى الحزب من إيران عبر الأراضي السورية، وقبل يومين منعت الطائرات العسكرية الإسرائيلية طائرة إيرانية مدنية نمن الهبوط في مطار دمشق بدعوى نقلها إمدادات عسكرية للجزب، وبالتالي قد تكون لمهمة الأولى للجنرال الأمريكي هي إعاقة حزب الله عن إعادة لملمة صفوفه واستعادة قوته العسكرية».
فيما أكد الدكتور محمد سعيد الرز المحلل السياسي في اتصال لوكالة فرات للأنباء «ANF»، أنّ «وجود جيفرز في لبنان جاء على خلفية استمرار الخروقات من الجانب الإسرائيلي بدعوى وجود تحركات معادية من قبل الحزب، ما يستعي ضرورة التأكد من تلك الدعاوى إلى جانب المساهمة في الجهود الدبلوماسية عن طريق مد هوكشتاين بالمعلومات الميدانية لمعاونته في عملية التفاوض بين الطرفين وتمكينه من التأثير لضمان استمرار الهدنة».