يأتي شهر يناير/ كانون الثاني ليمثل رمزية عند الطوائف المسيحية في العالم خاصة مع وجود أعياد مسيحية هامة مثل عيد الميلاد والقيامة في ذلك الشهر، والتي تتميز بازدحام الكنائس بالمصلين أثناء الاحتفال بها، إلا أن تنظيم داعش الإرهابي وطول فترة بقائه في شمال وشرق سوريا استهدف تلك الكنائس رغم كونها دور عبادة بالتدمير، وغابت الصلوات والاحتفالات لسنوات عن هذا الجزء من العالم فضلاً عما لحق بأتباع الدين المسيحي من تشريد واضطهاد، وذلك حتى جاءت قوات سوريا الديمقراطية تخوض حرباً شرسة ضد ذلك التنظيم بمشاركة التحالف الدولي لاحقاً وتنجح في تحرير مدن وقرى شمال وشرق سوريا من قبضة داعش، وتعيد الحياة مرة أخرى لتلك الكنائس.
قال صموئيل العشاي، مؤسس الحملة القومية للدفاع عن الأزهر والكنيسة، والرئيس السابق لحملة ترشح عمر سليمان للانتخابات الرئاسية، إن تنظيم داعش هو أحد التنظيمات الإرهابية التي حاولت تمزيق الدول التي وصلت إليها، وكانت خطر داهم يهدد شعوب المنطقة والإنسانية كلها، وليس المسيحيين فقط.
وأكد العشاي في تصريح خاص لوكالة فرات، أن قوات سوريا الديمقراطية وفي القلب منها القوات الكردية سطرت معركة سيقف أمامها التاريخ طويلاً لتحرير أرضهم من تنظيم داعش الإرهابي، والبطولات والدماء التي سالت من أجل تحقيق هذا الغرض، وعودة الحياة مرة أخرى إلى كنائس شمال وشرق سوريا.
وأضاف رئيس حركة الأزهر والكنيسة، أن قوات سوريا الديمقراطية قامت بعمل رائع في عودة الحياة مرة أخرى إلى العديد من الكنائس التي دمرت على يد التنظيمات المتطرفة وكان من أبرزها كنيسة الرقة بعد أن حولها تنظيم داعش الإرهابي إلى حطام، وهو عمل يدل على النسيج الواحد المترابط بين كل مكونات شمال وشرق سوريا بمختلف معتقداته وديانته، وهو ما حاول تنظيم داعش تمزيقه.
وأوضح العشاي أن مصر الحبيبة اكتوت بنار الإرهاب ولكن جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي نجحت في القضاء على محاولات هذا التنظيم في إيجاد موطئ قدم في شبه جزيرة سيناء.
بينما كشف عادل توماس، الكاتب الصحفي المصري، أن تنظيم داعش الإرهابي كانت مهمته الأولى تخريب الدول التي ظهر بها وتقويض معالمها، مشيراً إلى أن هذا التنظيم تبنته القوى الكبرى لاستكمال مشروع تفكيك منطقة الشرق الأوسط، وتحركات مخابرات بعض الدول لتحقيق أهدافها.
وأكد توماس في تصريح خاص لوكالة فرات، أن قوات سوريا الديمقراطية استطاعت إخراج سوريا من نفق داعش المظلم، وأعادت الحياة لكل مرافق الحياة التي دمرها تنظيم داعش الإرهابي في شمال وشرق سوريا، وكان أبرزها الكنائس التي انتهك التنظيم حرمتها وقام بتدميرها، دون أي وازع.
وأضاف الكاتب الصحفي، أن إعادة الحياة لكنائس شمال وشرق سوريا من جديد في حقيقته هو إعادة الوجه الحضاري للمنطقة مرة أخرى، والذي حاول التنظيم الإرهابي طمس معالمه وحقيقته عن العالم، وتصدير صورة سيئة أراد التنظيم إيصالها للعالم عن القتل والتشريد والتدمير.