في وقت يتباكى فيه رئيس دولة الاحتلال التركي رجب طيب أردوغان على الشعبين الفلسطيني واللبناني اللذين يتعرضان للقصف الإسرائيلي، تواصل دولة الاحتلال التركي سياساتها الاحتلالية في سوريا والعراق، كما تقوم بقتل المدنيين وتستهدف على الدوام البنية التحتية والخدمية في شمال وشرق وسوريا، ناهيك عن سياسيات التتريك في المناطق السورية المحتلة من قبلها.
وعدَّ الباحث في العلاقات الدولية هاني الجمل، تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في تصدير أزمات بلاده الداخلية، وأنها "تدل على انه رجل براغماتي لا يرى إلا مصلحته الشخصية فقط وليس حتى مصلحة بلاده، ويحاول أن يستفيد من كل الأوضاع التي حوله، فمن بعد تعالي الحرب في غزة على كل الأصوات في العالم، حتى أنها غطت على الحرب الروسية مع أوكرانيا، يحاول أن يستفيد من هذا الملف للتغطية على فشله الاقتصادي في الأمور الداخلية في تركيا".
وأشار الجمل إلى أن أردوغان "يمارس احتلال كامل وشامل في منطقة بعمق 30 كم داخل الأراضي السورية، ناهيك عن الهجمات الإرهابية التي يقوم بها في الأراضي العراقية، كما أنه يمارس إرهاب الدولة ضد العراق من خلال التحكم بالمياه".
ويفسر الباحث في العلاقات الدولية سبب عدم تحول أقوال أردوغان إلى أفعال، بأن "لأردوغان علاقات طيبة مع أميركا، وأن كفة المصلحة دائماً ما تتجه ناحية إسرائيل وأمن إسرائيل وتوسيع الدولة الإسرائيلية، وأن يكون هناك حراك لمنطقة الشرق الأوسط وأن يكون هناك تغيير جيوسياسي لهذه المنطقة"، هذا من جهة.
ومن جهة أخرى، يرى الجمل أن "أنقرة ما زالت ترتبط بتل أبيب بعلاقات وثيقة، على الرغم من أنها ليست من الدول الثلاث (مصر وقطر وأميركا) التي تتوسط بين إسرائيل وحماس. كما أنها لم تنفذ وعودها بقطع العلاقات مع إسرائيل أو بكسر الحصار عن غزة كما حدث مع سفينة مرمرة."
وأوضح الجمل بأنه من خلال الدعاية اللفظية، "يحاول أردوغان استغلالها لصالحه"، لكنه يعتقد أنها "كشفت علاقاتهما (تل أبيب وأنقرة)." حتى الآن، لا يزال حريصا على تطوير العلاقات التجارية مع إسرائيل. كما أن الشخص الذي كان يدعي بأنه خليفة للمسلمين ليس لديه الشجاعة في قطع العلاقات مع تل أبيب حتى تعبيراً."
وفي رده على سؤال متى علينا أن نصدق شخص متل أردوغان، قال الجمل إنه ليس هناك وقت لتصديق أردوغان إلا من خلال الأفعال، وإذا كان لا بد من تصديقه، فعليه أن يخرج من سوريا وأن يكون هناك دعم للسوريين وللحوار السوري - السوري، من أجل أن يكون هناك منظومة سياسية جيدة في سوريا.