الخبر العاجل: مجدداً.. الاحتلال التركي ومرتزقته يستهدفون قرية الطويلة في تل تمر

تقرير لإذاعة أمريكية: أردوغان يستغل القضية الفلسطينية لاستعادة شعبيته

تعرض أردوغان لخسارة مذلة في الانتخابات البلدية، فماذا يفعل؟، بالفعل إنه يعود إلى أوراقه المفضلة باستغلال القضية الفلسطينية واللعب على المشاعر الدينية.

في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بمحاولات التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة وحقن دماء الشعب الفلسطيني، يبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان لديه مآرب أخرى أراد أن يقتنصها، باستغلاله هذا الملف، لا سيما وأن شعبيته اهتزت بدرجة كبيرة، ما وضح خلال الانتخابات البلدية التي خسرها نهاية مارس/آذار لصالح المعارضة.

وقد كانت تلك المآرب الأردوغانية موضع تقرير إخباري لإذاعة "فويس أوف أميركا" الأمريكية، التي نقلت عن مراقبين تأكيدهم أن استقبال الرئيس التركي، مؤخراً، لرئيس المكتب السياسي لـ "حماس" إسماعيل هنية، يأتي بهدف تعزيز قاعدته الشعبية.

فضيحة العلاقات التجارية مع إسرائيل

يقول إرهان كيليس أوغلو، خبير شؤون الشرق الأوسط المقيم في إسطنبول، لإذاعة صوت أمريكا إن حزب العدالة والتنمية وأردوغان شعروا بإحراج شديد أرهقهم مؤخراً فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، بعد أن تم الكشف عن وجود علاقات تجارية لأنقرة مع إسرائيل، في إشارة إلى الانتقادات الواسعة لبعض أحزاب المعارضة لتك العلاقات الاقتصادية التي كان من ضمنها تصدير الفولاذ المستخدم في صناعة الأسلحة الإسرائيلية التي يقتل بها الشعب الفلسطيني.

وأضاف كيليس أوغلو أن الاجتماع من قبل المسؤولين الأتراك مع قادة حماس يوفر في الواقع للرئيس أردوغان الفرصة لتجديد صورته أمام الجمهور، بأنه الداعم للقضية الفلسطينية، وكذلك الداعم لحماس، في إشارة من الخبير التركي إلى أن رئيس تركيا يحاول القفز على الانتقادات التي توجه له وإعادة بناء شعبيته.

وفي 17 أبريل/نيسان، ذهب وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى العاصمة القطرية الدوحة، حيث التقى أيضاً إسماعيل هنية، وفي وقت لاحق، قال فيدان، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن حماس قبلت بإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، وأن الحركة لن تحتاج إلى جناحها المسلح مستقبلاً وستستمر كحزب سياسي.

ورقة الوسيط

وهناك وجهة نظر أخرى ترى أن الرئيس التركي ربما يحاول إثبات مكانته الدولية أمام شعبه عبر محاولة تقديم نفسه كوسيط في المفاوضات التي تجري حالياً بين حماس وإسرائيل أو حتى مستقبلاً، وفي هذا الإطار يقول إيفرين بالتا، الباحث السياسي بمعهد الشرق الأوسط بواشنطن إن أنقرة تعتزم إعادة تأكيد نفوذها في المنطقة من خلال لعب دور الوسيط، خاصة مع وصول قدرة قطر على الوساطة إلى حدودها القصوى.

لكن "بالتا" يرى أنه من غير المرجح أن توافق إسرائيل أو الولايات المتحدة على الدور الذي ترغب تركيا في لعبه، أو أن ترى حل الجناح العسكري لحماس خطوة كافية للتعامل مع المنظمة، مشيراً كذلك إلى محاولات أنقرة لتقديم نفسها كوسيط كذلك في الملف الإيراني.

ويشير تقرير "فويس أوف أميركا" إلى أن حركة حماس تتقاسم الأيديولوجية الإسلامية لجماعة الإخوان المسلمين، المصنفة إرهابية في كثير من الدول، التي دعمها حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان في الماضي.

سقطة تثير غضب المعارضة

ولمزيد من جذب المريدين بورقة القضية الفلسطينية، شبه الرئيس التركي حماس بحركة "كوفه يي ميليت" التركية، كما وصفها بأنها "مجموعة من المجاهدين الذين يخوضون معركة لحماية أراضيهم وشعبهم"، فيما اتهم من وجهوا له انتقادات بشأن التعامل مع الوضع في فلسطين بأنهم يريدون التشهير بالحكومة التركية، متحدثاً عن خطوات تقوم بها أنقرة لكن "لا ترى"، على حد قوله.

وحركة "كوفة يي ميليت" تأسست عام 1918 وهي اسم لميليشيات تركية قاتلت في الفترة الأولى مما يعرف بـ "حرب الاستقلال التركية"، وتم تنظيمها لاحقاً تحت قيادة مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس الجمهورية التركية، لكن التشبيه الذي ذكره أردوغان أثار غضب المعارضة بشدة ضده.

إذ رفض حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي مثل هذا التشبيه بين من وصفها بـ "القوى الوطنية التركية" وحركة حماس الفلسطينية المسلحة، إذ أكد الحزب أن التشبيه يعني وكأن النضال من أجل القضية الفلسطينية بدأ بحماس، رغم أن النضال الفلسطيني مستمر منذ عقود ومن قبل ظهور الحركة.