ارتقى الصحفي، الكاتب، الثوري سيد افران، إلى مرتبة الشهادة في إحدى مشافي شمال وشرق سوريا، نتيجة نوبة قلبية، وتحدث الصحفي روهات آمد عن رفيقه سيد افران الذي تعرف عليه قبل 18 عاماً.

ذكر الصحفي روهات آمد بإنه تعرف على سيد افران في عام 2005 وسلط خلال حديثه الضوء على تجاربه في مجال الصحافة، وقال: "كان سيد افران أحد الأصدقاء القدامى الذين كانوا يعملون في مجال الصحافة، لقاءنا الذي جرى في عام 2006 كان في ذلك الوقت يعمل سيد افران في مجال الإعلام، كنت قد انضممت للتو الى مجال الإعلام، لكنه كان قديماً، حيث إنه كان يعمل في هذا المجال منذ عام 1990، كنا نستمع من الرفاق أنه كان قد درس مع الرفيقة غربتللي في نفس المدرسة، ثم عملا معاً في مجال الصحافة، كان يتحلى بالكثير من الخبرة والمعرفة في هذا المجال، كما إنه كان أول تلميذ في أكاديمية غربتللي أرسوز للصحافة، وكان أحد مؤسسي اتحاد الإعلام الديمقراطي (YRD)، واتخذ مكانه في المؤتمر الاعتيادي الأول للاتحاد، وبالتالي أصبح لساناً للجبال بكاميرته وقلمه.

كان يقوم بمسؤوليته بشأن تدريب الإعلاميات والإعلاميين الجدد وانضمامهم للمجال الإعلامي، على أكمل وجه وفي أعلى مستوياتها، ومنذ ذلك الحين، ليس هنالك إعلامية وإعلامي واحد لم يتلقوا تدريباً من قبل سيد افران او لم يستفيدوا من خبراته التي كان يقدمها لهم، لقد كان بالفعل معلماً جديراً وشخصاً كريماً، كان يشارك كل خبراته لمن حوله وكان يفعل ما في وسعه لأجل مواصلة النشاط الصحفي بطريقة أقوى، وكما ذكر العديد من الإعلاميين والإعلاميات، لقد علمني أيضاً أشياء كثيرة من الجانبين المهني والشخصي".

لقد خلق حياته بجهوده المبذولة

وأشار روهات آمد إلى أن حياة الكريلا يخلقها الكدح، كانت حياة الصحفي سد افران على هذا النحو أيضاً، وتابع قائلاً: "الرفيق سيد افران كان بالفعل فدائياً للغاية، كان يرى خدمة الشعب فخراً لنفسه، وأعتبرها على أنها أعظم قيم للإنسانية، ليس من الجانب الفكري والنظري فحسب، بل أيضاً من كل الجوانب الحياتية، كما هو معروف يتم خلق كل شيء في الحياة الكريلاتية بإبداء الجهود والكدح، لم يتراجع الرفيق سيد افران أيضاً عن هذا الأمر أبداً، وكان الكدح دائماً ما يجعله مسروراً، فإنه كان يشعر بسعادة غامرة عندما كان يشعر بإنه يخدم الحزب، رفاق دربه، وشعبه، بالتالي كان يشارك في كل مجالات الحياة بهذا الحماس والتصميم، نلاحظ بإنه كان يطبخ في بعض الأحيان، وأحياناً أخرى يخبز الخبز، وبعض الأحيان كان يحمل معدات البناء لأجل إنشاء نقاط التمركز، وفي بعض الأحيان كان يحمل حقيبة كاميرته على ظهره استعداداً لإعداد الخبر وكشفه للمجتمع، وكان يتابع الخبر في ظل كل الظروف، كان دائماً يتخذ مكانه في الأمام في كل المجالات التي كان يعمل فيها، عندما يتم التساؤل لماذا الجميع يحترمون الرفيق سيد ويكنون محبة كبيرة له، الجواب هو أنه كان فدائياً وأراد تقديم يد المساعد للجميع، أي أن الصحفي سيد كان يكون الرفاقية مع المرء بجهوده وكان يطور إيمانهم بهذه الطريقة".

لقد كان أحد المبادئ الأساسية للإعلام الديمقراطي والحر

وصرح روهات آمد أن سيد افران شارك في أعمال التدريب والتنظيم للصحافة الحرة والديمقراطية، وأضاف قائلاً: "لقد طور الرفاق خليل داغ، سلجوك شاهان، دنيز فرات، نوجيان أرهان، القيم والأسس الصحافة الحرة والديمقراطية التي وضعها كل من  الرفاق الرياديين مظلوم دوغان، خيري دورموش، وغربتللي أرسوز، كان الرفيق سيد افران أيضاً مثلهم، لقد شارك في أعمال الصحافة في تركيا وشمال كردستان حتى عام 1995 بطريقة فعالة، كما إنه أصبح في عام 2001، أحد تلاميذ ومعلمي أكاديمية غربتللي أرسوز للصحافة مع تأسيس اتحاد الإعلام الحر (YRD)، ولقد لعب دوره الفعال في تنظيم العمل الصحفي في أجزاء كردستان الأربعة والقوقاز، ورغم كل هذا، كان يعمل دائماً في الجبال، وقام بدوراً عظيماً في تأسيس الوكالات، تنظيم الأكاديميات وتطويرها على وجه الخصوص في جنوب كردستان وروج آفا، وأهل المئات من الشبيبة للنشاط الإعلامي، وفي الآونة الأخيرة عمل في وكالة فرات للأنباء (ANF)، إلى جانب كريلاتيته، شارك أيضاً كمحاور في محطات تلفزيونية باللغات الكرمانجية، الكرمانجكية، السورانية، والتركية، وكان يدعم الإذاعات، كما إنه كان يعد الأخبار والملفات للصحف والوكالات، باختصار، إنه كان يخوض نضال الصحافة الثورية في مسيرة حياته".

وأشار الصحفي روهات آمد إلى أن سيد افران كان يحمي قيم حزب العمال الكردستاني كثيراً، وقال: "لقد اثبت هذه الحقيقة في مسيرة حياته وكلماته، وبعد استشهاده، اتيحت لي الفرصة لدراسة صوره، حقيقةً، إنه كان يتحلى بحياة بطولية".

وأوضح روهات آمد أن سيد افران لم يتوقف عن العمل والجهود ولو ليوم واحد، برغم من مشاكله الصحية التي كان يعاني منها.

وأفاد روهات آمد أن سيد افران كان شخصاً مميزاً، لقد خلق نفسه بجهوده العظيمة، وكان بمثابة قيمة كبيرة، وقال آمد في نهاية حديثه: "كان يتحلى بهذه الشخصية بالنسبة للمجتمع، الكريلا، والصحافة أيضاً، كلماته وأحاديثه كانت علامة على حقيقته في قلوب الناس، وما يقع على كاهلنا هو إبداء الولاء تجاه ذكرى إرثه، وأن نحمل كاميرته وقلمه، ونواصل تقليده ونحقق أهدافه".