كما يرتبط الجدل بشأن إجراء تلك الانتخابات مع انشغال الهيئة المستقلة للانتخابات بالتجهيز لإجراء انتخابات المناطق والجهات أي الانتخابات المحلية الشهر المقبل، لا سيما وأن المتحدث باسم تلك الهيئة صرح أنه من السابق لأوانه الحديث عن تأجيل الاستحقاق الرئاسي، وهي إجابة فهمت لدى كثيرين على أنها تحتوي على احتمال بشأن إمكانية التأجيل بالفعل ولم تكن حاسمة حول هذا السيناريو.
موقف حراك 25 جويلييه
في هذا السياق، يقول ثامر بديدة الأمين العام لحراك 25 جويلييه الذي لعب دوراً رئيسياً في الإطاحة بحركة النهضة ودعم قيس سعيد، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن الانتخابات الرئاسية ستجرى في موعدها كما أعلن وأكد الرئيس قيس سعيد الذي كان واضحاً منذ انطلاق حراك 25 جويلييه، حيث تمضي جميع المراسيم والمواعيد الانتخابية فى لحظتها دون تأخير ورسم خريطة محددة بمواعيد انتخابية واضحة.
وأكد "بديدة" حرص الرئيس قيس سعيد على إجراء الانتخابات الرئاسية فى موعدها وهذا ما قطعه الرئيس سعيد على نفسه منذ البداية، وقد شهدنا أن الانتخابات التشريعية تمت فى موعدها وانتخابات الأقاليم والجهات فى موعدها وأنه في إطار ذلك فإن الانتخابات الرئاسية ستكون حتماً فى موعدها فى أواخر عام ٢٠٢٤ مثلما صرح رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات.
وعن موقف حركة النهضة الإخوانية يقول أمين عام حراك 25 جويلييه إن حركة النهضة تشكك في المسار وتصف الرئيس سعيد بأنه انقلابي، ومن الطبيعي جداً أنها ستقاطع وتشكك في الانتخابات، لكن في كل الأحوال الانتخابات ستتم في موعدها كما عقدت من قبل الانتخابات البرلمانية.
وأبدت بعض الأحزاب السياسية التونسية عدم ثقتها في أن الرئيس قيس سعيد سيفي بوعده ويجري الانتخابات في خريف 2024، مطالبين إياه بإعلان موعد محدد وصريح، من بين هؤلاء الحزب الدستوري الحر الذي رغم معارضته الشديدة لحركة النهضة الإخوانية، إلا أن الحزب يرى أن "سعيد" يمكنه بجرة قلم أن يلغي الانتخابات تحت مبررات من بينها الادعاء بأن الظروف الأمنية لا تسمح.
إجراء الانتخابات في موعدها ضرورة
بدوره، يقول سيف الدين العرفاوي الناشط السياسي التونسي، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إنه إذا كنا نريد التقدم والذهاب إلى وإقناع عموم الشعب التونسي بمختلف شرائحه وطبقاته أن عهد قيس هو عهد ديمقراطية وليس كما يروج له البعض فلا بد أن تجرى الإنتخابات في موعدها ودون أي تعديلات تذكر لتأجيل الإنتخابات.
وأضاف "العرفاوي" أنه طالما أن انتخابات الجهات والأقاليم سيتم البدء فيها والبلديات تليها فلا مجال للحديث عن تأجيل الإنتخابات. ولكن أسأل نفسي دائما هل تونس اليوم تحتاج إلى انتخابات رئاسية أم تحتاج إلى شخصية وطنية سياسية بامتياز لوضع تونس في الطريق الصحيح.
وتساءل الناشط السياسي التونسي حول هل في حال واصل قيس سعيد ولاية رئاسية أخري هل يمكنه أن يكمل ما بدأه من العديد الملفات التي فيها ما اتفق معه وفيها ما أعتبره مجرد استعراض عضلات أمام الشعب، مشيراً إلى أن هناك وعوداً كثيرة لم يتحقق منها شئ، وهناك العديد من منافسي قيس سعيد سيكونون وجه لوجه معه للظفر بكرسي قرطاج.
وقال إن تونس بلدا وشعباً نجد أنفسنا اليوم في مفترق طرق تاريخي، بعد عقد من التغييرات والتحديات والسرقات والإرهاب، تحتاج تونس إلى قيادة صادقة وفعّالة للإنقاذ والمضي قدماً نحو مستقبل يعطي الأمل للشباب ولما لا تكون القيادة للشباب.
وقال في ختام تصريحاته إن الانتخابات ستكون في موعدها بنسبة كبيرة تفرض نفسها على الجميع، أما من سيكون رئيس تونس فهذا ما لا يمكن الجزم به، فالشعب التونسي صبور ولكن لا يعطي أكثر من فرصة ولو طالت المدة والتاريخ يؤكد كلامي، وأعتقد أن المفاجأة ستكون حاصلة في الإنتخابات الرئاسية.
ورغم تشكيك بعض الأحزاب في نوايا "سعيد" إلا أن كثير من استطلاعات الرأي التي جرت مؤخراً كشفت أنه يتصدر اتجاهات التونسيين للتصويت بأكثر من 49%، يليه الكاتب الصحفي البارز الصافي سعيد، ورغم أنه لم يحقق إنجاز كبير في ولايته الأولى لكنه يمتلك رصيداً شعبياً كونه جاء بعيداً عن أي حزب سياسي ولديه سمات تجعله قريب إلى الشعب مقارنة بغيره من الرموز السياسية.