رئيس مجلس أمناء "الطريق للدراسات": قمة السيسي – أردوغان قد تعقد في أي وقت

أجرى وزير الخارجية المصري، سامح شكري اتصالاً هاتفياً بنظيره التركي هاكان فيدان عقب انتهاء الانتخابات التركية، حيث أعرب الجانبان عن تطلعهما للعمل المشترك لعودة العلاقة بين البلدين الى طبيعتها.

وقد أثار فوز أردوغان وتعيين هاكان فيدان تساؤلات عديدة حول مسار استعادة العلاقات المصرية – التركية وخصوصاً في ضوء ذك الاتصال، وفي هذا السياق تحدثت وكالة فرات للأنباء مع الكاتب الصحفي المصري أشرف أبوالهول رئيس مجلس أمناء مؤسسة الطريق للدراسات والذي أكد أن هناك رغبة من الدولتين في استمرار وتيرة تطبيع العلاقات بشكل متسارع، لافتاً إلى أن لقاء قمة بين أردوغان والسيسي قد يحدث في أي وقت.

نص الحوار:

*كيف سيكون مسار العلاقات المصرية – التركية خلال الفترة المقبلة؟

- يبدو أن هناك وتيرة متسارعة في استعادة العلاقات بين مصر وتركيا، ولم تبدأ تلك الوتيرة المتسارعة فقط مع تهنئة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لنظيره التركي رجب طيب أردوغان بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأخيرة وإعادة انتخابه لولاية ثالثة، لكن هذه الوتيرة تعود إلى أحداث الزلزال المدمرة التي طالت تركيا إلى جانب سوريا، حيث سارعت مصر على الفور إلى تقديم الدعم لكل من تركيا وسوريا، وأيضا أجرى الرئيس المصري وقتها اتصالاً هاتفياً برئيس تركيا وقدم له التعازي في ضحايا الزلزال، ومنذ هذه اللحظة بدأت الأمور تتجه أكثر ناحية الاستعادة الكاملة للعلاقات بين القاهرة وأنقرة والتي توجت بالاتفاق على عودة السفراء.

*لكن ربما كان هناك تحركات تركية تجاه استعادة العلاقات مع مصر من قبل هذه الأحداث، أليس كذلك؟

- بالفعل، وهنا يجب أن نذكر أن عملية تطبيع العلاقات بين مصر وتركيا ليست وليدة هذه الأحداث الأخيرة أو أحداث الزلزال تحديداَ، ولكنها بدأت بمبادرات تركية منذ حوالي 3 سنوات أو أكثر، حين ألمحت أنقرة في البداية ثم طلبت علناً استعادة العلاقات مع مصر، والأخيرة كان لها تحفظات كثيرة بخصوص التعامل التركي مع الشأن المصري، وعقدت اجتماعات على مستويات دبلوماسية ثم زاد مستوى تلك الاجتماعات، ثم حدثت اللقاءات بين الرئيس المصري ونظيره التركي حيث كان هناك لقاء بواسطة أمير قطر والمصافحة الشهيرة بين أردوغان والسيسي خلال مشاركتهما في حفل افتتاح بطولة كأس العالم 2022 في قطر، وأيضا كانت هناك لقاءات على مستوى وزيري الخارجية.

*ماذا يعني ذلك برأيك على صعيد استعادة العلاقات المصرية – التركية؟

- هذه الأمور تؤشر إلى أن هناك رغبة في أن تكون العلاقات طبيبعة بين البلدين قائمة على مبدأ المساواة وعدم التدخل في شؤون الدول، وألا تتدخل دولة في شؤون الدولة الأخرى، وبالتالي يبدو أن هناك في الوقت الحالي أرضية مناسبة لاستعادة العلاقات.

*هل تتسارع تلك الخطوات مع تولي هاكان فيدان وزارة الخارجية التركية؟

- قدوم وزير خارجية جديد في تركيا وحكومة جديدة أمر يدفع إلى تسريع خطى استعادة العلاقات، ولهذا أتوقع ألا تكون ليس هناك زيادة كبيرة في مستوى العلاقات بين البلدين فقط، بل من المتوقع كذلك أن يزداد التبادل التجاري بين مصر وتركيا في الفترة المقبلة، أي مزيد من التعاون الاقتصادي.

*يقال إنه تم تأجيل ملفات الخلافات الكبيرة بين القاهرة وأنقرة مثل ليبيا وسوريا في الوقت الحالي حتى استعادة العلاقات، ما رأيك في هذا الطرح؟

- لا أعتقد أنه قد تم الاتفاق على تأجيل هذه الخلافات أو تأجيل بحث هذه الملفات، ولكن هناك تطور في هذه الملفات، فعلى سبيل المثال في الملف السوري نحن نعلم أن روسيا تحاول الوساطة بين بشار الأسد وتركيا، وهناك رغبة من الرئيس التركي في لقاء نظيره السوري، وهناك اتفاقات تتم قد لا تكون معلنة لتحسين العلاقات بين أنقرة ودمشق، وهناك مطلب سوري  مدعوم عربيا ومصريا وهو سحب القوات التركية من الأراضي السورية والأراضي العراقية كذلك، وأعتقد أن هذا سيحدث عاجلاً أم آجلاً إذا أرادت تركيا استعادة علاقاتها الطبيعية بمحيطها الشرق أوسطي وليس بمصر فقط. أيضا على سبيل المثال يجب هنا أن نتذكر أن العراق طرح مؤخراً مشروع محور تنمية ينطلق من أراضيه وصولاً إلى تركيا للتصدير عبر الموانيء التركية، وبالتالي لا أعتقد أن أنقرة ستترك هذه الفرصة لتمر، وبالتالي ستقدم ما يلزم من تنازلات ومنها الانسحاب من الأراضي العراقية وبالتأكيد السورية لكي ينجح هذا المشروع الذي يمكن أن يساعدها في جذب الاستثمارات وتتحول إلى شريان اقتصادي مهم لدول الخليج والمنطقة.

*هل تتوقع أن يكون هناك لقاء قريب بين الرئيسين المصري والتركي وكانت هناك مصادر عديدة بالمناسبة أشارت إلى ذلك؟

- ليس هناك ما يمنع أن تكون هناك قمة مصرية تركية أي لقاء قمة بين الرئيس السيسي وأردوغان سواء في المدى القريب أو المدى المتوسط، لأن حاجز العزلة كسر بين البلدين وقد حدث من قبل كما ذكرت لقاء بين السيسي وأردوغان بوساطة قطرية، وهناك اتصالات تتم لهذا الغرض، وسبق أن أعلن الرئيس التركي نفسه رغبته في زيارة مصر، وأعتقد في ضوء هذه التطورات أن عقد لقاء قمة بين الرئيسين المصري والتركي قد يحدث في أي وقت.