رياض درار يكشف عن كيفية الترتيب لـ "فتنة دير الزور" خلال مباحثات أستانة
شهدت مدينة دير الزور قبل أيام، أحداثاً مؤسفة وقع ضحيتها عشرات القتلى ضمن ما عرف إعلامياً بـ "فتنة دير الزور".
شهدت مدينة دير الزور قبل أيام، أحداثاً مؤسفة وقع ضحيتها عشرات القتلى ضمن ما عرف إعلامياً بـ "فتنة دير الزور".
الاحداث التي شهدتها دير الزور قبل أيام، زعم أنها اشتباكات جرت بين الكرد أو قوات سوريا الديمقراطية وعشائر عربية ترفض وجودهم في تلك المناطق، لكن وجهة النظر الأخرى تؤكد أن ما جرى كان مخططاً تركياً إيرانياً بالتعاون مع حكومة دمشق لضرب الاستقرار في منطقة دفعت ثمناً كبيراً من قبل في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي.
وفي هذا السياق، حاورت وكالة فرات للأنباء (ANF) السيد رياض درار الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية "مسد" والذي اعتبر أن ما جرى في دير الزور هو نتاج طبيعي لما يدور في مباحثات أستانة، والتي تمخض عنها تحركات من أجل إثارة الفتنة، هدفها منع الكرد من المساهمة في صناعة الاستقرار وأن يكون لهم دور في ذلك.
وكان نص الحوار كالآتي:
*ما رؤيتك بشأن أحداث الفتنة في دير الزور؟
- ما جرى في دير الزور من أحداث يأتي نتاجاً للخطط الموضوعة في لقاءات أستانة التي ترى زوراً أن هذه المنطقة انفصالية وأنها مشروع أمريكي، وكل ما جرى في دير الزور هي نتاج قرارات أستانة، وبالتالي كانت هناك تحركات من أجل إبعاد الوجود الأمريكي عن المنطقة، ولذلك وضعوا لهم أصابع عبر كثير من المندوبين الذين يتحركون من أجل إثارة الفتنة التي حدثت، وقد تم استغلال التطورات الأخيرة في احتجاجات السويداء التي كان يمكن أن تكون فيصلاً في حراك الثورة السورية وتجديدها، لكن جاء القرار بإشغال الناس عن هذا الحراك عبر التصعيد في مناطق بشمال وشرق سوريا، كما رأينا واستخدموا عناصر من أبناء القبائل والعشائر الموجودة في المنطقة.
*برأيك، لماذا تحاول إيران وميليشيات حكومة دمشق السيطرة على دير الزور؟
- معروف أن الخط المار من البوكمال إلى حلب، وبالتالي ذهاباً إلى حمص والدخول إلى لبنان يتم من هذه الأطراف وهو خط عمليات للأطراف الإيرانية ومن يساندها، وهي تركز على المنطقة لأنها منطقة منابع نفطية تحاول السيطرة عليها لصالح النظام، وأيضاً كجزء من المناورات التي تقوم بها بين حين وآخر للضغط على الوجود الأمريكي. وبالتالي إيران لها حضور واسع في المنطقة عبر أكثر من جهة وطرف، ويمكن أن يكون لها يد طولى مع من يسير بركابها وأهدافها من العناصر الموجودة في الجهة الشرقية التي أصبح بها أطراف دخلت عبر النهر وقامت بدور فاعل لتأجيج الأحداث في دير الزور.
*ما هي مناطق سيطرة المجلس العسكري بدير الزور؟
- هي المناطق المحررة من دير الزور في القرى التي تقع شرقي نهر الفرات وممتدة لعدد كثير من القرى الكبيرة ما عدى هجين لأن بها مجلس عسكري خاص بها، وبقية المناطق ممتدة على طول منطقة النهر في شرق الفرات.
*ماذا عن دور تركيا في زعزعة الأمن بتلك المناطق؟
- تركيا تريد منع أي دور للكرد في سوريا في تحقيق الاستقرار وأن يأخذوا مكانهم الطبيعي في إدارة المناطق التي يوجدون فيها، وقد شكلوا إدارة ذاتية لجميع أبناء المنطقة لها تأثير فيما يتعلق بدور الكرد بكثير من المناطق المحيطة، والأتراك يعتبرون أن جزء من الأمن القومي ألا يصل الكرد إلى هذه المرحلة ويعتقدون أن هذا يؤثر في مناطقهم، رغم أن كل ما يقوم به الكرد نشاط داخل سوريا ولا يفكر أحد في التعدي أو تجاوز الحدود نحو تركيا، وبالتالي أنقرة تؤجج عناصر العشائر الموجودين لديها في شمال غرب سوريا وهم فصائل كانوا قد خرجوا من المنطقة خلال فترة وجود داعش واستفادت منها بعض الفصائل مثل ما يسمى بـ "أحرار الشرقية".
*ما ردك على من يتهمون الكرد بالهيمنة على مجلس دير الزور العسكري؟
- مجلس دير الزور العسكري غالبيته من أبناء المنطقة الذين قاتلوا ضمن قوات سوريا الديمقراطية، وبعد تشكيل المجالس للمناطق كان جزء من التسميات مجلس دير الزور العسكري وهو مكون من خليط من أبناء المنطقة ويشارك الكرد في فعالياته وإن كانوا قلة في إدارة وقيادة بعض الأعمال في بعض المناطق، لأنها من أكبر المناطق التي تحوي مجالس عسكرية.
*كيف يمكن تعزيز العلاقات الكردية – العربية وتلافي ما قد يشوبها من قصور؟
- العلاقات العربية – الكردية وطيدة منذ زمان بعيد لا يؤثر عليها إلا محاولات البعض لإثارة الفتن، والدماء التي اختلطت ببعضها في محاربة تنظيم داعش الإرهابي لا يمكن أن يفرقها إلا الفتنة الخارجية، وهي تعمل بشكل حثيث من أجل فقد الاستقرار للمنطقة والتدخل فيها بعد ذلك. كما يوجد أيضاً في الإدارة بعض القصور والذي تحتاج فيه إلى انتباه ليأخذ الجميع دوره في المشاركة وأيضاً دورهم في قضية التنمية والاستفادة العادلة من الموارد للجميع، وحينها يمكن الحديث عن علاقات حقيقية لساكنين على أرض مشتركة.
*ما رأيك بشأن احتجاجات السويداء؟
- احتجاجات السويداء هي حركة يمكن أن تؤثر على النظام السوري مرة أخرى وقراراته ورؤيته واستجابته للحل السياسي، فأهل السويداء بحركتهم السلمية السياسية سيساهمون في تغيير وجهة النظام في الاستجابة لمطالب الشعب الحقيقية والجادة، والتي يجب أن ينظر إليها على أنها مطالب حق لا يمكن السكوت عليها. ويمكن أن تستمر الاحتجاجات لفترة طويلة لأن طريقة النظام في معالجتها قد تأخذ نوعاً من التدخل غير المسلح وهذا يطيل فترة معالجة ما يجري في المنطقة، وكل استجابة هي نصر لأبناء السويداء.