كواليس وأسباب خامس زيارة لـ "بلينكن" إلى المنطقة.. ماذا يريد؟
يصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى المملكة العربية السعودية في أولى محطات جولته الخامسة إلى منطقة الشرق الأوسط منذ أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر في قطاع غزة، والتي تشمل 5 دول.
يصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى المملكة العربية السعودية في أولى محطات جولته الخامسة إلى منطقة الشرق الأوسط منذ أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر في قطاع غزة، والتي تشمل 5 دول.
وتشمل جولة وزير الخارجية الأمريكي إلى جانب السعودية كل من قطر وإسرائيل ومصر وفلسطين، إذ أنه قدم إلى المنطقة ويبدو أن لديه أجندة مثقلة بعديد من الدوافع والأسباب لا سيما التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط، والتي تجعل المنطقة على فوهة بركان قابل للانفجار في أي وقت.
وبحسب وسائل إعلام أمريكية، فإن "بلينكن" يسعى إلى تأمين صفقة للإفراج عن محتجزين لدى الفصائل الفلسطينية لا سيما أن بعضهم يحملون الجنسية الأمريكية، إلى جانب التهدئة بين حركة حماس وإسرائيل، والأهم بالتأكيد مناقشة هجمات ميليشيات الحوثيين في اليمن ومنع توسع دائرة التصعيد العسكري في المنطقة.
ضغوط على الإدارة الأمريكية
في هذا السياق، يقول الدكتور مهدي عفيفي القيادي بالحزب الديمقراطي الأمريكي، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن "هذه الجولة تأتي وسط مشكلات كثيرة بين الإدارة الأمريكية ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كما أن هناك حالة من الغضب الشديد داخل الولايات المتحدة وردة فعل غاضبة من الناخبين العرب والمسلمين في بعض الولايات بسبب الموقف الأمريكي تجاه ما يجري في غزة، وسط حالة من استمرار الدعم غير المنقطع لإسرائيل في ظل أن المواطن الأمريكي يدفع كثيراً من الضرائب، وضرورة التركيز على الداخل بدل دعم تل أبيب".
وأضاف أن "الجولة تأتي كذلك وسط ضغوط من أسر بعض المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية من حملة الجنسية الأمريكية، ولذلك سيحاول "بلينكن" مناقشة هذا الأمر خاصة بعد مباحثات باريس مع الجانبين الإسرائيلي والقوى الفلسطينية المختلفة، كما أن اللقاءات هذه المرة ستركز على إعطاء الإدارة الأمريكية مزيداً من الدعم لـ "نتنياهو" مقابل وقف إطلاق النار وتمرير صفقة لتبادل المحتجزين والأسرى، حتى ولو لفترة طويلة وليس بشكل دائم"، مشيراً إلى أن "هناك رفض كبير داخل إسرائيل لا سيما من قبل اليمين المتشدد لوقف الحرب".
وقال "عفيفي" إن "الجولة تحمل دعماً مشروطاً لرئيس الوزراء الإسرائيلي، ومحاولة للتفاهم مع بعض الشركاء الآخرين من حكومته باليمين المتطرف، في إطار الوصول إلى هدنة مؤقتة حتى لو كانت على سبيل خداع الفصائل الفلسطينية"، مؤكداً أن "هناك من يعتقد أن إسرائيل ستعود إلى الحرب مرة أخرى حتى لو أكدت أنها ستوقف إطلاق النار".
ويؤكد القيادي بالحزب الديمقراطي الأمريكي أن "الكواليس تقول إن هدف "بلينكن" الأول إقناع "نتنياهو" بالقبول بشروط حركة حماس الفلسطينية بشأن استرداد المحتجزين، وبعدها يمكن التفاهم بشأن ما يمكن القيام به أو توجيه ضربات جديدة لقطاع غزة، خصوصاً أن واشنطن لا يمكن أن تقف أمام مصالح تل أبيب"، مشيراً إلى أن "الضغوط على الإدارة الأمريكية وكذلك الحكومة الإسرائيلية تحتم أن يكون هناك وقف للحرب وتبادل للمحتجزين والأسرى بشكل سريع".
وقبيل جولة وزير الخارجية الأمريكي، شنت واشنطن عدة ضربات مكثفة طالت مواقع للفصائل الموالية لإيران في سوريا والعراق، في خطوة أتت ضمن إطار الرد على الهجوم الذي استهدف "برج 22" أقصى شمال شرق المملكة الأردنية الهاشمية وأسفر عن مقتل 3 جنود أمريكيين وإصابة أكثر من 25 آخرين.
الحاجة إلى تهدئة الصراعات
بدوره، يقول الكاتب الصحفي السعودي فواز كاسب العنزي، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن "الزيارة إلى السعودية ضمن جولة وزير الخارجية الأمريكي تأتي بالأساس للمنطقة وهي تمر بمرحلة تزداد الأوضاع فيها سخونة، لا سيما بعد التصعيد في البحر الأحمر، والسعودية ضمن جولة "بلينكن" في إطار ما تملكه الرياض من دور محوري وما تملك من قدرات تمكنها من المساهمة في تهدئة التوترات بالشرق الأوسط".
ولفت "العنزي" إلى أن "هناك تهديد مباشر وكبير للمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط والذي ظهر من خلالها تطوير مسرح الحرب في المنطقة"، معرباً عن مخاوفه بشأن إمكانية انزلاق بعض دول المنطقة إلى مواجهة مسلحة أو بعض العمليات العسكرية، مؤكداً أن "إيران متورطة بشكل كبير فيما يجري، في وقت تسعى الإدارة الأمريكية إلى تحقيق الردع من خلال تقليم مخالب طهران وأذرعها بالمنطقة".
وانتقد الكاتب الصحفي السعودي عدم تطوير الإدارة الأمريكية موقفها الاستراتيجي مما تقوم به إيران من ممارسات في المنطقة، لا سيما استمرار الإيرانيين في دعم الإرهاب والفصائل الإرهابية التي تهدد استقرار المنطقة، وخصوصاً أنها تواصل نفس استراتيجيتها المتبعة تاريخياً فيما يتعلق بدعمها للإرهاب.
وأكد "العنزي" أن "زيارة بلينكن تأتي في أجواء مشتعلة للغاية بالمنطقة، ولا بد من أن تكون هناك ضغوطاً وتحركات دبلوماسية لا سيما من قبل الإدارة الأمريكية لتهدئة الأجواء، والضغط على إسرائيل لوقف العمليات العسكرية التي تقوم بها باتجاه قطاع غزة، وأيضاً وقف دعم إيران للتصعيد الذي يجري في البحر الأحمر والذي كان لها انعكاسات سلبية على بعض دول المنطقة وفي مقدمتها مصر، وكذلك سيكون لتلك الهجمات انعكاسات سلبية على الاقتصاد العالمي".