وتشعر المملكة الأردنية الهاشمية بحالة قلق دائم وغضب في نفس الوقت في ظل ما تصفه بحرب المخدرات من قبل الميليشيات والعصابات القادمة من سوريا، وهو ما ظهر خلال أحدث اشتباك والذي سقط خلاله مصابين بين القوات المسلحة الأردنية على نحو يعبر عن حجم التجهيزات التي تمتلكها هذه العصابات.
المملكة في حرب مع ميليشيات موالية لإيران
في هذا السياق، يقول رداد القلاب الإعلامي الأردني، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن هناك معركة دائرة منذ نحو سنتين بين الأردن وميليشيات مسلحة تقول المملكة إنها مدعومة من إيران في الأراضي السورية، وثبت أمنياً أنها تابعة لإيران، وتنشط على طول الحدود الشرقية للأردن مع سوريا والتي يبلغ طولها 387 كلم، وهي حدود طويلة تنتشر عبرها عصابات مسلحة.
وأوضح أن هذه العصابات والميليشيات المسلحة تمتلك أسلحة ثقيلة ولديها طائرات مسيرة وأسلحة أوتوماتيكية، وتقوم بتهريب المخدرات بكميات كبيرة سواء المصنعة أو العادية إلى الأردن، ومن الأخيرة يتم نقلها إلى دول الخليج العربي، وتدور هذه التجارة أكثر من مليارين دولار سنوياً بحسب مصادر شبه رسمية أردنية.
وأشار إلى أن الأردن كذلك محاط بالحدود الشمالية مع العراق بنحو 200 كلم، وهي الأخرى محاطة أو تنتشر عبرها ميليشيات مسلحة تتبع كذلك لإيران، خصوصاً حركة النجباء وحزب الله العراقي وغيرها من الميليشيات والفصائل المسلحة، لافتاً إلى أن حدود الأردن كلها في الوقت الحالي ملتهبة.
ويرى "القلاب" أن إيران من خلال أذرعها تحاول توجيه رسائل إلى الولايات المتحدة فيما يتعلق ببرنامجها النووي، كما أن الميليشيات المسلحة لا تصدر المخدرات فقط، وإنما تقوم كذلك بتصدير السلاح إلى الأردن، وكذلك بعض العناصر الإرهابية التي أكتوى الأردن بنارها.
وأوضح أن هناك اتصالات بين الجيش الأردني والجيش التابع للنظام السوري، وكانت هناك اتفاقية في السابق لإبعاد العصابات المسلحة عن الحدود الأردنية، ولكن يبدو أن الجانب السوري لا يمتلك القرار في بلده وأن طهران هي المتملكة في هذه الأمور، والأمر الثاني أن السوريين يريدون شطب قانون قيصر الأمريكي لمعاقبة دمشق عبر الاستفادة من الدخل العائد من تجارة الكبتاجون، والاستفادة من علاقة عمان بواشنطن.
وقال الإعلامي الأردني إن المملكة تعلم أماكن تصنيع هذه الميليشيات داخل الأراضي السورية للمخدرات، وفي السابق أقدمت على استهداف أحد قادة الميليشيات هذه، ولكن أحياناً قادتها عند التصعيد يذهبون إلى إيران أو إلى لبنان وحزب الله ومن ثم حمياتهم، وبالتالي في الفترة المقبلة سيكون هناك استهداف لبعض مصانع المخدرات في المناطق الواقعة على الشريط الحدودي.
مصانع تتبع ماهر الأسد
من جهته، يقول الكاتب الصحفي الأردني رجا طلب، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن ما يجري باختصار على الحدود هو حرب مخدرات تشن على الأردن، وخاصة الكبتاجون الذي يصنع بكميات كبيرة للغاية في مصانع تتبع ماهر الأسد شقيق رئيس النظام السوري، وهو المسؤول الأول عن مسألة التصنيع، ولديه مصانع في سوريا ولبنان ويصدره إلى الخليج وتحديداً إلى السعودية والذي يمر بالضرورة عبر الأراضي الأردنية.
وأكد "طلب" أنه بالتالي ما يجري هو حرب لأن كميات كبيرة من المخدرات تأتي من سوريا إلى الأردن، وتبقى منها كميات وغالبيتها يتم توجيهها إلى دول الخليج، والعصابات التي تقوم بذلك مدربة على أعلى مستوى ومسلحة بشكل جيد ولديهم سيارات وكل التجهيزات وكأنهم تماماً جيش.
ولفت إلى أن هذه العمليات ليست جديدة وهي مستمرة منذ حوالي 5 سنوات تقريباً، ويبدو أنها الآن تزداد ضراوة بحكم حاجة النظام السوري وعصابات ماهر الأسد للمال، وبدلاً من أن يكون هناك صناعة وتصدير وأموال قادمة من الوسائل التنموية، لكن تجارة الكبتاجون هي الوسيلة التي لجأ إليها النظام وماهر الأسد من أجل الحصول على المال والتغلب على العقوبات الدولية المفروضة عليه.
وقال "طلب" إن الأردن الآن في حالة مواجهة مع تلك العصابات، ويتحاشى المواجهة مع جيش النظام والنظام السوري بشكل رسمي، ويرى أن على سوريا تنظيف حدودها من هؤلاء المهربين والمخربين وتجار المخدرات، مشيراً إلى أن المسألة لا تزال معلقة وبين فترة وأخرى تكون هناك مواجهات عبر الحدود تضطر على إثرها القوات الأردنية إلى دخول الأراضي السورية، أو يشن سلاح الطيران ضربات ضد أماكن تواجد هؤلاء المهربين.