مراقبون: الضربات التركية على سوريا تعبر عن أطماع أردوغان
لا يتوقف النظام التركي بزعامة أردوغان عن جرائمه بحق المدنيين الأبرياء في مناطق شمال وشرق سوريا، مع شن قوات الاحتلال التركي ضربات جديدة تركزت بصفة رئيسية على مدينة قامشلو.
لا يتوقف النظام التركي بزعامة أردوغان عن جرائمه بحق المدنيين الأبرياء في مناطق شمال وشرق سوريا، مع شن قوات الاحتلال التركي ضربات جديدة تركزت بصفة رئيسية على مدينة قامشلو.
استهدفت الضربات التركية الأخيرة محطات وقود ومصانع لإنتاج مواد البناء والمواد الزراعية والغذائية وكذلك مستشفيات وصالة أفراح ومطبعة كتب، كما استشهد 8 على الأقل وأصيب 11 آخرون بعضهم بجروح خطيرة، أي أن الضربات كلها تطال مدنيين ومرافق وبنى تحتية، وهو العدوان الذي يأتي للمرة الثانية خلال 3 أشهر.
أطماع النظام التركي واضحة
يقول الدكتور صلاح عبد الله الأمين العام المساعد لمنظمة المؤتمر الشعبي العربي، في اتصال هاتفي لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إنه "من المعروف والثابت أن الرئيس التركي طيب أردوغان لديه أطماع معروفة في شمال سوريا، إذ أنه يرى أن تلك الأراضي تركية، ويسعى جاهداً لضمها إلى دولته".
وأوضح "عبد الله" أن هذه الأطماع هي نتاج أفكار العثمانية الجديدة لدى "أردوغان" والتي يعمل على تنفيذها مستغلاً الاضطرابات الكبيرة التي ضربت منطقة الشرق الأوسط، وخصوصاً سوريا، كما أنه يستغل كذلك الخلافات داخل العراق لبسط سيطرته هناك حيث يتلاعب كذلك بورقة التركمان، وبالتالي أطماع الرئيس التركي تمتد من شمال سوريا إلى حلب ومناطق التركمان في وسط العراق.
ويؤكد أمين عام منظمة المؤتمر العربي أن "النظام التركي لا يريد فقط مجرد نفوذ أو هيمنة وإنما يريد ضم شمال سوريا وبعض المناطق في العراق إلى دولته، والتي يعتبرها من الأساس أملاك تابعة، ولا يريد الالتفات إلى كافة المتغيرات التي حدثت، وبالتالي فإن الضربات التركية التي تتجدد وستتجدد على شمال سوريا تأتي في إطار مساعيه للسيطرة على تلك المناطق".
ويرى "عبد الله" أن "الحل الوحيد الذي سيوقف أطماع الرئيس التركي هو أن يكون هناك حل للأزمة السورية، وأن تعود الدولة إلى قوتها، كما أن الأمر ذاته ينطبق على العراق، فلا بد من وجود حكومة قوية تفرض حكمها على جميع مناطق البلاد، وتقضي على حالة الفرقة والانقسام التي أخذت أبعاداً جغرافية في العراق".
وخلال شن النظام التركي هجماته على مناطق قامشلو والتي طالت كذلك كوباني وتربسبيه وعامودا، شنت كذلك ميليشيات الجيش الوطني السوري الموالية لأنقرة هجمات على طول خطوط التماس بين المناطق التي سيطر عليها الاحتلال التركي وبقية المناطق الأخرى في شمال وشرق سوريا.
جرائم حرب لا تتوقف
بدوره، يقول حازم العبيدي المحلل السياسي العراقي، في اتصال هاتفي لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن "أطماع أردوغان في شمال سوريا وشمال العراق ليست خافية على أحد، وما يقوم به جرائم حرب، لأنه حتى لو كان يحارب جماعات إرهابية كما يدعي، فإن هذا لا يبرر له استهداف المدنيين الأبرياء، ولا يبرر له كذلك قصف البنى التحتية والمصانع التي تنتج المواد الغذائية ومواد البناء".
وأضاف "العبيدي" أن "أردوغان يدرك أن المرحلة الحالية هي مرحلة تحولات دولية يسعى جميع الأطراف فيها إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب، وهو يريد أن يحقق أكبر قدر ممكن من المكاسب من خلال السيطرة على شمال سوريا وشمال العراق، سواء بالقوة العسكرية المباشرة أو عبر الميليشيات الموالية له"، مشدداً على أن "الوضع المتردي للدول العربية هو الذي ساعد النظام التركي على القيام بمثل هذه الأمور".
ويرى المحلل السياسي العراقي أن الضربات التركية التي تجددت على شمال وشرق سوريا تزامناً مع أعياد الميلاد، تكشف عن مدى التناقض لدى "أردوغان" ففي الوقت الذي يهاجم فيه الكيان الصهيوني بسبب جرائمه في قطاع غزة وبحق الشعب الفلسطيني، يقوم هو بقصف وقتل الأبرياء في سوريا، مؤكداً أن على المجتمع الدولي أن يتحرك بشكل جدي لوقف تلك العمليات الإجرامية التي يقوم بها النظام التركي.
وكان النظام التركي والميليشيات الموالية له شنوا هجمات وضربات استخدموا فيها الأسلحة الثقيلة والمسيرات مطلع شهر أكتوبر الماضي، واستهدفوا مرافق حيوية بما فيه محطات مياه وسدود، على نحو تسبب في قطع الماء والكهرباء عن أكثر من مليون إنسان في مناطق شمال وشرق سوريا، على نحو يخالف القانون الدول الإنساني وأحكامه.