أنار القائد عبد الله أوجلان المفكر والفيلسوف العالمي الذي تحولت أطروحاته إلى مرجع ومنهل علم ارتواه ويرتويه الملايين من البشر في كافة أنحاء العالم، بفكره وفلسفته طريق الحرية لجميع الشعوب، وإيجاد الحل لجميع قضايا الشرق الأوسط، وما وصلنا إليه في هذه المرحلة العظيمة بفضل نهج القائد عبد الله أوجلان واستناداً على مقاومة جميع الشعوب بكافة مكوناته.
وفي حوار مع أحد القضاة في مجلس العدالة الاجتماعية سنكشف عن كثب الوضع الصحي للقائد، وأيضاً رفض المعتقلين السياسيين للانتهاكات التي يتعرضون لها من قبل دولة الاحتلال التركي، وسنعرض أيضاً التحديات التي تواجه القائد بسبب العقوبات الانضباطية والعزلة التي تفرض عليه، و نتطرق ونناقش دور منظمات المجتمع الدولي في المطالبة بفحص صحته وتحسين ظروف احتجازه، ونسلط الأضواء على الجهود الدولية للمساهمة في تحقيق عدالة وحقوق الإنسان.
وصرح القاضي في مجلس العدالة الاجتماعية والناطق في النيابة العامة في ناحية أبو قلقل جاسم كامل الحسين، قائلاً: "الدولة التركية الفاشية اعتقلت القائد في عام 1999 و احتجزته في جزيرة إمرالي، حيث يخضع لعزلة مشددة منذ عام 2021، إذ سلب منه حق الحياة ومنعوا عنه الزيارات سواءً من عائلته أو من محاميه".
القائد آبو هو رمز أخوة الشعوب والأمة الديمقراطية لذلك انطلقت حملة عالمية واسعة في أنحاء العالم
وبناءً على ذلك انطلقت حملة العالمية المطالبة بحرية القائد عبد الله أوجلان الجسدية في تاريخ العاشر من تشرين الأول لعام 2023 تحت شعار "الحرية للقائد عبد الله أوجلان، الحل السياسي للقضية الكردية"، في 74 مدينة حول العالم وهي تتوسع يوماً بعد يوم، وفي مختلف الاتجاهات والدول والقارات".
حيث شارك فيها الآلاف من المثقفين والأدباء والحقوقيين والأطباء والمفكرين ورجال الدين والسياسيين والحائزين على جائزة نوبل والتي ستستمر حتى تحرز التأثير على الرأي العام العالمي ومؤسسات المجتمع المدني وكافة المنظمات العالمية، كما تمتد تأثيره على موقف تركيا وتلزمها في التعامل مع قضية القائد أوجلان على أسس إنسانية وأخلاقية وقانونية، وكسر العزلة المشددة التي فرضت عليه والسماح لذويه وموكليه اللقاء به".
فهذا أقل ما نقوم به كالشعوب الحرة في تنظيم النشاطات والفعاليات للمطالبة بكسر العزلة عن القائد وتحريره جسدياً، وما زالت هذه الشعوب مستمرة بنشاطاتها ولن تتوقف إلى أن يتم تحرير القائد، وذلك لأن حرية القائد هي حرية لجميع الشعوب المضطهدة، ونأكد بأن نضالنا سيبقى مستمر حتى تحقيق حرية القائد عبد الله أوجلان".
لماذا بدأ المعتقلين السياسيين في السجون التركية بالإضراب عن الطعام؟
انضم المعتقلون السياسيون في سجون دولة الاحتلال التركي إلى هذه الحملة التي انطلقت تحت شعار "حرية لعبد الله أوجلان، حل السياسي للقضية الكردية"، من خلال فعالية الإضراب عن الطعام التي بدأت في 27 تشرين الثاني المنصرم وستستمر إلى 15 شباط لعام 2024 والتي ضمت 106 سجناً، ذلك تحت شعار ""كلما اتحدنا مع روح الحرية، كلما اقتربنا من الحرية".
إذ تتمثل مطالبهم بوقف انتهاكات حقوق الإنسان في السجون التركية، تحسين ظروف السجون، وضع حد للعزلة المفروضة على القائد أوجلان في سجن جزيرة إمرالي، استئناف الزيارات العائلية والقانونية للقائد أوجلان وإيجاد حل ديمقراطي للقضية الكردية، وبذلك يخوضون مقاومة لا مثيل لها من أجل تحرير القائد بروح وقيم الشهداء، ويؤكدون أن من خلال فعاليتهم سيكسرون قيود الظلام".
دعماً لمقاومة المعتقلين السياسيين تحت شعار "لا نريد أن يموت أبناؤنا، بل نريد أن نقاتل معهم"
أيضاً، بدأ شعب شمال وشرق سوريا بفعالية الإضراب عن الطعام لمدة يومين تحت شعار "لا نريد أن يموت ابناؤنا، نريد أن نقاتل معهم"، ليعبروا عن دعمهم لمقاومة جميع المعتقلين السياسيين في سجون شمال كردستان وتركيا، ويؤكدوا أن جميع المخططات والسياسات العدائية التي تمارس بحق الشعوب المضطهدة لن تثنيهم عن النضال والمقاومة أمام أعداء الحرية".
لماذا تم الضغط وتمديد العزلة على القائد وفرض العقوبات الانضباطية؟
يجب أن يدرك العالم أجمع أن العزلة التي تفرضها الدولة التركية الفاشية على القائد أوجلان داخل الزنزانة الانفرادية في تلك الجزيرة، ما هي إلا ممارسات لا أخلاقية وفساد قيم ومبادئ حقوق الإنسان، إذ تتعمد الدول الكبرى والقوى العميلة إلى زج منطقة الشرق الأوسط في خضم حرب وفرض أنظمتها الديكتاتورية.
حيث كان بمقدور تلك الدول أن تجعل حكام الشرق الأوسط أن تطبق الأنظمة الديمقراطية دون إراقة الدماء، وتجنيب المنطقة من الكوارث التي لحقت بها جراء ما يسمى بالربيع العربي الذي كان مؤامرة ضد إرادة الشعوب وحريتها، وخلق التنظيمات الإرهابية المتطرفة، إنما من مصلحة تلك الدول التي تدعي الديمقراطية وحرية الشعوب في تقرير مصيرها أن تدخل الشرق الأوسط في فوضى عارمة، وتجعل شعوب المنطقة تدفع الثمن، لكن رغم ذلك، كانت أفكار وتطلعات القائد عبد الله أوجلان هي الحل الجذري والمنطقي لتلك المشاكل التي حلت بالشرق الأوسط، وخوفاً من هذا، شددت الدول الكبرى ودولة الاحتلال التركي العزلة على القائد وممارسة الضغوطات بحقه وفرض العقوبات الانضباطية وسلب حق الحياة منه، بحيث لم ترد عنه أية معلومات عنه منذ 25 آذار 2021 ومنع عائلته ومحاميه من إجراء اللقاء معه.
هل هذه الكوارث الطبيعية يمكن أن تخلق تحديات صحية للقائد؟
كما أعلن المركز الأوروبي المتوسطي لرصد الزلازل أنه تم تسجيل زلزال بقوة 5.1 درجات في غرب تركيا، وأوضح أن مركز الهزات الأرضية كان يقع على عمق 11 كيلومترا وعلى بعد 32 كيلومترا شمال غرب مدينة بورصة، البالغ عدد سكانها نحو 1.4 مليون نسمة، ولأن هذه الهزات، وبحسب الوكالة الدولية لرصد الزلازل، هي إيعاز بحدوث زلازل كارثية، قد تؤدي إلى دمار مدن وتودي إلى قتل الآلاف من الناس، ولاسيما أن تركيا تقع على خط صدع زلزالي أساسي.
هذه الهزات التي كانت مركزها خليج كملك في بحر مرمرة، إضافة إلى انعدام الظروف الصحية في سجن جزيرة إمرالي والأوضاع المرضية التي يعانيها القائد أوجلان، الذي تجاوز70 عاماً، جعل الشعب الكردي، وأصدقاءه في العالم يشعرون بالخوف والهلع والقلق على أوضاعه".
هل يجب على المنظمات المجتمع الدولي المطالبة بفحص القائد عبد الله أوجلان ونقله إلى مكان آمن؟
أجل، إننا ندعو الرأي العام العالمي ومنظمات المجتمع المدني الحراك السريع، وبشتى الطرق والوسائل لإلزام تركيا بتغيير مكان إقامته إلى مكان آمن ومستقر ومعرفة معلومات عن القائد عبد الله أوجلان الصحي خاصة بعد ما شهده سجن إمرالي بعد الزلزال، وأن تستجيب لطلبات ودعوات هذه الحملة العالمية التي رفعت شعار "الحرية لعبد الله أوجلان، الحل السياسي للقضية الكردية".
وتيمناً منا بعدالة مطالبنا وبتسويغ هلعنا وقلقنا على أوضاع القائد أوجلان، ولاسيما في ظل الظروف الطارئة المستجدة، نجدد مطالبتنا بالضغط على تركيا لتغيير مكان إقامته إلى مكان آمن وهذه الخطوة ستحظى بأهمية قصوى في تحقيق السلام والأمن والاستقرار، واستمرار العزلة التامة في سجن إمرالي يعد انتهاكاً للقانون الدستوري والقانون الدولي".
هل ستواصلون مسيرتكم ونضالكم من أجل تحقيق الحرية الجسدية للقائد؟
العزلة المفروضة على السجناء جريمة ضد الإنسانية، لذا نطالب اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب في السجون بالتحقيق حول الانتهاكات القانونية التي تنتهجها دولة الاحتلال التركي الفاشية بحق القائد عبد الله أوجلان".
نستنكر صمت المجتمع الدولي وجميع مسؤولي حقوق الإنسان وغضهم الطرف عن كل جرائم الاحتلال التركي بحق الشعوب والعزلة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان، ونؤكد على مواصلة النضال والمقاومة حتى تحقيق حرية القائد أوجلان الجسدية وكسر العزلة المفروضة عليه، وبالعهد الذي قطعناه لقائدنا ولشهدائنا، سنواصل نشاطاتنا وفعالياتنا وقضيتنا، ألا وهي حرية القائد آبو".