خبراء: تحالف الفتنة السباعي الذي تقوده إيران يحاول السيطرة على دير الزور
يجمع خبراء ومراقبون للشأن السوري أن الاشتباكات التي شهدتها مدينة دير الزور مؤخراً كانت بتخطيط وترتيب إيراني تركي روسي بالشراكة مع الميليشيات التابعة لحكومة دمشق.
يجمع خبراء ومراقبون للشأن السوري أن الاشتباكات التي شهدتها مدينة دير الزور مؤخراً كانت بتخطيط وترتيب إيراني تركي روسي بالشراكة مع الميليشيات التابعة لحكومة دمشق.
وقالوا إن تلك المحاولة وإن فشلت هذه المرة فإنهم سيقدمون على تكرارها في ظل رغبتهم الشديدة في انتزاع السيطرة على كامل المدينة ذات الأهمية الاستراتيجية على كافة الأصعدة.
وتكمن أهمية دير الزور في كونها ذات موقع حيوي على الحدود مع العراق ويقسمها نهر الفرات إلى ضفتين، حيث تسيطر قوات سوريا الديمقراطية المكونة من غالبية كردية وعشائر عربية ومكونات أخرى على الضفة الشرقية، بينما تسيطر إيران وقوات الحرس الثوري الإيراني وميليشيات الأسد على الضفة الغربية، كما أنها تمثل أهمية رمزية كونها تقدم نموذج نجاح لقوات للكرد من خلال الإدارة الذاتية في الشطر الشرقي.
هكذا تم الترتيب للهجمات
في هذا السياق، قال الإعلامي السوري عبد الرحمن ربوع، في اتصال هاتفي لوكالة فرات للأنباء (ANF) إن أحداث دير الزور جعلت الجميع يلاحظ أن هناك نشاطاً للفصائل والعناصر المؤيدة لنظام بشار الأسد بما فيها زعماء ووجهاء بعض العشائر، ورأينا كثيراً من الإعلاميين الموالين للنظام والإعلام الإيراني نفسه لديه اهتماماً كبيراً بالحركة العشائرية في دير الزور، وكانت هناك مباركة واسعة لهذه التحركات.
وأوضح أن مؤيدي النظام والإيرانيين ومؤيدي حزب الله اللبناني كانوا داعمين لتلك التحركات، التي سبقتها لقاءات بين وجهاء لعشائر دير الزور التقوا بعض قيادات النظام السوري وأيضا بعض المسؤولين الروس في دمشق، ومن هنا عرفنا أنه قد تم الترتيب لدعم تحرك العشائر شرق الفرات ويدعمهم في ذلك العشائر في غرب الفرات.
ولفت "ربوع" إلى أن العشائر العربية نفسها هي سواء الضفة الشرقية أو الغربية لنهر الفرات، وكل قسم منهم يؤيد من يسيطر على منطقته أي ما بين قوات سوريا الديمقراطية وقوات النظام السوري، والذي حدث أن النظام استغل مسألة القبض على أحمد الخبيل رئيس مجلس دير الزور العسكري والذي كانت هناك شكاوى كثيرة ضده ومتهم في جرائم أصبحت هناك عليها أدلة وهي شكاوى مستمرة منذ سنوات، وعندما تم القبض عليه كانت هذه الشرارة التي استغلها الإيرانيون وحكومة دمشق.
ويرى الإعلامي السوري أن محاولة السيطرة على دير الزور ستتكرر، لأن حكومة دمشق وإيران وتركيا يريدون جميعاً إجهاض تجربة النجاح التي حققتها الإدارة الذاتية في شرق الفرات، وكل ذلك يتم بضوء أخضر روسي، وبالتالي لن يتركوا فرصة إلا وسيقومون بإثارة القلاقل فيها وبث عدم الاستقرار، وبالتالي هنا تلتقي مصالح طهران وأنقرة وحكومة دمشق.
وحاول الإعلامي الموالي لتركيا وإيران وحكومة دمشق تصوير ما وقع في دير الزور على أنه انتفاضة عشائرية عربية ضد الكرد والذين استغلوا القبض على الخبيل لشن هجماتهم التي تفاقمت مع عبور عناصر عشائرية موالية للنظام إلى الضفة الشرقية لنهر الفرات وكذلك انضمام مسلحون مواليون للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بهدف هزيمة قوات سوريا الديمقراطية لكن فشلت المحاولة التي لا تعبر عن العشائر العربية.
التحالف السداسي
بدوره، يقول حازم العبيدي المحلل السياسي العراقي إن دير الزور تعتبر جائزة كبرى لمن يسيطر عليها بشكل كامل، فلديها معبر حيوي مع العراق، كما أن السيطرة عليها تفتح الطريق أمام اتصال جغرافي ممتد إلى البقاع اللبناني أي إلى معقل حزب الله، وبالتالي تصبح هذه منطقة مفتوحة أمام الحرس الثوري الإيراني وميليشيات بشار الأسد وميليشيات حزب الله اللبناني وأيضاً ميليشيات الحشد الشعبي العراقي.
وأضاف "العبيدي"، في اتصال هاتفي لوكالة فرات للأنباء (ANF) أن إيران لديها كذلك قاعدتين عسكريتين في الضفة الغربية لدير الزور، وبالتالي تريد تعظيم نفوذها العسكري في هذه المنطقة، كما أن هذه المنطقة من سوريا بها حقول نفط رئيسية في البلاد، كما أن دير الزور توفر فرصة حيوية لنقل كل ما تريده طهران من احتياجات عبر الحدود مع العراق ومعبر القائم – البوكمال الذي تديره حكومة بغداد.
ويرى المحلل السياسي العراقي كذلك أنه لو كانت تلك القوات المدعومة من إيران وحكومة دمشق وتركيا كذلك سيطرت على الضفة الشرقية لدير الزور، فإنها تفتح طريقاً حيوياً للوصول إلى مناطق شمال وشرق سوريا، وبالتالي إمكانية تضييق الخناق على الكرد في تلك المناطق، إذ تتلاقي مصالح أنقرة وطهران ودمشق في العمل على إنهاء الوجود الكردي في تلك المناطق من سوريا.
ويؤكد "العبيدي"، في ختام تصريحاته لوكالة فرات للأنباء (ANF) أن هذه أسباب كافية لتجعل هؤلاء الحلفاء يكررون محاولاتهم للسيطرة على دير الزور، فهي بمثابة الجائزة الكبرى نظراً لأهميتها السياسية والعسكرية والاقتصادية، وكان تحالف الفتنة السباعي يظن أنها ستكون معركة سهلة وأن بإمكانهم توجيه ضربة موجعة للإدارة الذاتية لو كانت هذه التحركات قد نجحت.
وعما يقصده بتحالف الفتنة السباعي، يقول "العبيدي" إنه تحالف مشكل من ميليشيات الحرس الثوري الإيراني ومليشيات بشار الأسد والمسلحين الموالين لتركيا والعشائر الموالية للنظام وعناصر الحشد الشعبي العراقي وميليشيات حزب الله ومعهم الدعم السياسي الروسي، في ظل تفاهمات كبيرة وملموسة تجري خلال الفترة الأخيرة بين الأتراك والإيرانيين والروس.
جدير بالذكر أن قوات سوريا الديمقراطية المؤلفة من غالبية كردية وفصائل عربية وأقليات أخرى قد خاضت حرباً طويلة ومريرة في مواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي، وكانت بعض المصادر تتحدث عن دعم من قبل النظام السوري والحكومة التركية في بعض الأوقات لمسلحي داعش للحيلولة دون سيطرة قوات "قسد" على المناطق التي توجد فيها حالياً لتنتهي المعركة بكتابة نهاية تنظيم "داعش" في سوريا في معركة الباغوز عام 2019.