"فارسة سبقت "بو حريد" بمقاومة الفرنسيين.. والإرهاب ذبح اتوبيس معلمات رغم حجابهن"

لا يمكن ذكر نضال المرأة العربية وبسالتها إلا مع ذكر المرأة الجزائرية وما قدمته في ثورة التحرير الجزائري، وهي بلد المليون شهيد،

وحول ذلك اجرت "وكالة فرات" حوار مع د.يمينة عابد عضو الإتحاد الوطني للمرأة الجزائرية ورئيس قطاع المرأة والطفل بالمؤسسة المصرية للصداقة بين الشعوب، للتحدث عن الدور النضالي للمرأة الجزائرية ومشاركتها الحياة العامة وإلى نص الحوار:

هل توجد بطولات للمرأة الجزائرية قبل الثورة الجزايرية؟

كالشعب الجزائري لم يكن مكتوف الأيدي أمام الاحتلال الفرنسي حتى عصر الثورة الجزائرية، لأن قبلها كانت هناك مقاومة شعبية من سنة ١٨٣٠ قام بها الأمير عبد القادر الجزائري  وانا حفيدة الأمير  وهو من أسس الدولة الجزائرية والجيش الجزائري  والى يومنا موجود في سيدي قادا منزل الأمير عبد القادر وضربح جده سيدي قادا وهو مكان مفتوح للسياحة في الجزائر، وفي عام ١٨٤٧ كانت توجد مرآة جزائرية تسمى  لالا فطيمة الزوبا تعيش في منطقة القبائل دافعت عن وطنها وتحارب الاستعمار الفرنسي، وكانت فارسة وتركب الخيل وجسدت حياتها الدراما السورية في مسلسل عذراء الجبل، والبعض يقول إن الاحتلال الفرنسي قام باغتيالها.

لماذا اشتهرت المناضلة جميلة بو حريد عن غيرها من مناضلات الجزائر؟

لأن السينما المصرية قامت بتسجيل حياة جميلة أبو حريد وقامت بدورها الفنانة ماجدة،  والمخرج يوسف شاهين ولم يكن هناك تليفزيون في الجزائر،  بل كان هناك سينما فقط،

هل توجد أمثلة اخرى لنساء ناضلن ضد الإحتلال الفرنسي في الثورة الجزائرية؟

توجد  حسيبة بن بو علي والتي فجر الاحتلال الفرنسي منزلها بالقصبة، وهناك وردة ميدات  وزبيدة ولد  القبلية وكثيرات تم استشهادهن أثناء الثورة الجزائرية،  ومنهن المجاهدات مثل زهرة ظريف الذين عشن بعد الثورة ولكن السينما المصرية كانت السبب في شهرة بوحريد.

ما هي أعداد النساء الجزائريات اللاتي شاركن في ثورة التحرير وأبرز أعمالهن؟

توجد ١١ الف سيدة شاركت في ثورة التحرير الجزائرية  واللافت للنظر أن ٨٠% منهن كن أمهات لا يعرفن القراءة والكتابة، وكان دورهن وضع المتفجرات في أماكن تواجد الاحتلال وجمع الأدوية وجمع التبرعات والغير متعلمات كن يقمن بالطبخ للمجاهدين والغسل وتحضير الأكل، وفيه نساء اشتغلن ممرضات لخدمة المجاهدين، وكن هناك من يعملن بالمستشفيات.

هل الاستعمار غير في المرأة الجزائرية؟

لم يغير الاستعمار الفرنسي في المرأة الجزائرية فهي إلى يومنا هذا تحتفظ بزيها الشعبي المتوارث في ٥٨ محافظة، يمكن خروج المرأة الجزائرية للعمل هو ما ورثته عن الاستعمار.

ما هي أبرز الألبسة التراثية الجزائرية؟

ولكن المرأة الجزائرية ترتدي الحايك وحايك المرمة مصنوع من الحرير الأصلي، يوجد الحايك الاغواطي والملحفة ذات اللون الأسود،  توجد في الشرق الجزائري ، وفي ايام الملك فاروق كانت ترتديها المرأة المصرية عند خروجها للشارع.

يعد الحايك من أكثر الملابس التراثية التي يوجد بها اشتباك ثقافي بين تونس والجزائر والمغرب ؟

هي نقطة تجمعنا مع دول المغرب العربي لأن دول المغرب العربي تتشابه فيما بينها في الأزياء،  نحن أخوة ولن نتعارك بسبب قطعة من القماش، والحايك أيضآ موجود في تونس منذ القدم، نحن دول المغرب العربي نتشابه في جميع عاداتنا وتقالدينا، تقريبا جميع الاكلات والعادات في الغرب الجزائري توجد في المملكة المغربية، والشرق الجزائري مع تونس، وحتي في اللهجة ولاية عنابة تتشابه مع تونس، وفي نفس الوقت في المغرب لا تستطيع التفرقة بين الوجدي "سكان مدينة وجدة المغربية" والجزائري.

تشتهر المرأة الجزائرية بصلابتها فما هي اسباب ذلك؟

وقعت الجزائر ١٣٠ عام تحت الاحتلال ، والجزائري سواء مرآة او رجل يتميز بالعند،  المرأة الجزائرية بعد الاستقلال دخلت كل المناصب،  دخلت التعليم وفي كل الأماكن

متى شاركت المرأة الجزائرية في السياسة؟

رغم مشاركة المرأة الجزائرية في ثورة التحرير الا انها لم تشارك في السياسة مباشرة، لأن المجتمع الذكوري لم يتقبل وجود المرأة كسياسية، اول أمرأة تشارك في الحياة السياسية هي زهرة  ظريف وهي مناضلة وكاتبة شاركت في ثورة التحرير،  ثم عينت السيدة زهور ونيسي اول وزيرة في الجزائر ١٩٨٢ في حكومة شاذلي بن جديد، اول أمرأة عربية تترشح للرئاسة في الجزائر السيدة شلبية رئيسة الحركة الديمقراطية.

كيف كانت تعيش جميلة أبو حريد بعد مشاركتها في الثورة الجزائرية؟

كانت تعيش حياة متواضعة كاي أمرأة جزائرية،  لا تفتخر انها كانت مجاهدة ، كانت تقول ما فعلته كان لخدمة وطني لا أكثر ولا أقل

هل تحملت المرأة الجزائرية فاتورة العشرية السوداء؟

الربيع العربي بدا في الجزائر. ٥ اكتوبر ١٩٨٨، لا أقول عنه ربيع ولكنه خربف عربي، مع التعددية الحزبية وكان منها الجبهة الإسلامية التي دمرت الجزائر وما شاهنده بعد ذلك من العشرية السوداء، النساء اغتصبن ونساء قتلن واصبن من طرف الجماعات الإرهابية،  وحتي يومنا هذا هناك نساء تعاني من الأمراض النفسية، وعندما وجدت الاخوان في مصر قولت يارب الإرهاب لا يتركني، وكانت التفجيرات التي يقوم بها الإرهابيين في مصر تعيد إلى ذهني ما كان يحدث في الجزائر في العشرية السوداء، وبمجرد ان اتذكر اصيب بدور من الرعشة وادخل في نوبة بكاء.

هل كان الإرهاب يستهدف المرأة؟

يستهدف الإرهاب الجميع، وليس المرأة غير المحجبة فقط ، في كلا الحالتين محجبة او غير محجبة  يستهدف المرأة، كان هناك حافلة تنقل مدرسات وتم إيقاف هذه الحافلة وتم ذبحهن، رغم انهن يرتدين الزي الإسلامي او الحجاب،  في مدينة سكة العباس.

المرأة الجزائرية  تتميز بدخولها للجيش؟ كيف ترين دور المرأة الجزائرية في الجيش؟

تلتحق المرأة الجزائرية بالكليات العسكرية بعد الثانوية العامة، والمرأة تدرجت في اعلي مؤسسة في الدولة وهي الجيش حتي وصلت لرتبة الجنرال، وهناك عدد من الجنرالات من النساء في الجزائر، ولكنهن ليست مقاتلات داخل الجيش مثل النساء الكرديات لكنهن يتواجدن في الادارة وفي الهندسة العسكرية وفي الطب والتمريض، بعد تخرجها من الكليات العسكرية تتوظف في مناصبها في الجيش.

كيف ترون في المجتمع المرأة التي تعمل في الجيش؟

جميع النساء في الجزائر سواء كانت في الجيش او حتي وزيرة تعود إلى المنزل ربة بيت،  فهي سيدة عادية جدا.

كيف ترين دور المرأة الجزائرية في فرنسا؟

الجالية الجزائرية في فرنسا تقدر ب ٦ مليون او اكثر، اي جزائري له الحق في الانتخاب وهؤلاء يساعدون في جلوس اي رئيس فرنسي على كرسيه، ولذلك من غير المستغرب أن المرأة الجزائرية في فرنسا نجحت ان تكون وزيرة في فرنسا مثل الوزيرة جانيت بوغراب في حكومة ساركوزي  و يمينة بن قيقي في حكومة فرانسوا هولاند..