فوجئ العالم بخطوة جماعة أنصار الله الحوثيين التي قاموا فيها بأسر السفينة الإسرائيلية من داخل البحر الأحمر، والتي سبقتها إطلاق صواريخ ومسيرات على ميناء إيلات، ولذلك أجرت وكالة فرات للأنباء حواراً مع علي العماد عضو المكتب السياسي للحوثيين ورئيس الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة في اليمن، حول العملية الأخيرة وأهدافها وتداعياتها والرسائل الموجهة منها.
وكان نص الحوار كالآتي:
كيف ترى عملية أسر السفينة الإسرائيلية في البحر الأحمر؟
في البداية، هناك عدة أبعاد للموضوع، لكنها تدخل في الواجب الديني والأخلاقي تجاه القضية الفلسطينية، وحتى أن التوجه والآلية كانت قرآنية حتى في التعاطي مع الموضوع، حيث نبه السيد عبد الملك الحوثي، بأن الجيش اليمني سيقوم بتلك العمليات وحذر في السياق القرآني الذي قال الله تعالى فيه "فأما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء. إن الله لا يحب الخائنين"، ولذلك الآية القرآنية توجه أن ينبه الإنسان عدوه ومن عادة حتى العربي وجرى التنبيه المسبق قبل العملية وهي أخلاقيات عالية للأمة الإسلامية والعرب، وثانياً أنها تدل على قدرة عسكرية واستخباراتية عالية، لأن إسرائيل وأمريكا لديها قدرة عالية على التخفي والتمويه كعمل وقائي ضد أي عمل متوقع، ولكن كانت القدرات العالية من الناحية العسكرية الاستخباراتية ومن ناحية الإرادة اليمنية.
هل تعد العملية جرس إنذار جديد من أنصار الله الحوثيين كلاعب رئيسي في المنطقة؟
بالفعل العملية أثبتت الحضور الجيوسياسي وتسجيل نقطة للحضور الجيوسياسي لليمن كانت واضحة، ويعتبر موضوع السفينة هو إشعار استراتيجي لليمن للتعاطي مع اليمن كدولة ذات سيادة لا تقبل أن يستنقص من حقها، وهذه الخطوة تعتبر خطوة عربية إسلامية قوية أظهرت إحدى مكامن القوة الكبيرة لدى الأمة وهي جغرافية الوطن العربي، كل هذا هو مؤشر استراتيجي بعيد المدى، سيكون على الغرب أن يحسب حسابه وأن يتعاطى معه من الآن فصاعدا في كل القضايا المرتبطة بشأن الأمة الإسلامية والعربية عامة واليمنية خاصة.
هل تمثل عملية إيقاف السفن الإسرائيلية مرحلة جديدة من المواجهة مع إسرائيل؟
ليس إسرائيل فقط ولكن مع الغرب مع عامة، أن عليه أن يعيد النظر في التعاطي مع الأمة بشكل عام، واليمن بشكل خاص.
كيف ترون التهديدات الأمريكية في هذا الصدد لأنصار الله؟
نحن عشنا واقعاً ليس فقط التهديدات الأمريكية ولكن الحرب الأمريكية علينا منذ ما قبل العام 2004 أي ما قبل عقدين من الزمان، حيث اننا نؤمن إيماناً كاملاً بأن كافة الحروب التي شنت علينا والاعتقالات والاغتيالات والإقصاء السياسي وكل الحروب الناعمة والإعلامية كلها كان وراءها أمريكا من اليوم الأول، علينا كمكون أنصار الله وعلى الأمة الإسلامية، بداية من الحروب التي شنها علي عبد الله صالح وعلي محسن الأحمر وما تلا ذلك من الحروب التي أدارها عبد ربه منصور هادي وفريقه، والحرب الأخيرة التي شنت على اليمن، صرح الامريكان أنهم خلفها لوجستياً واستخباراتياً، وكانوا خلف الضغط السياسي والإعلامي خلفها، ونحن نعيش حرب مع أمريكا منذ اليوم الأول، والجديد اليوم أن أمريكا أعلنت عن نفسها، كعدو واضح و وحشي و متغطرس و دموي من خلال العدوان الذي شن على غزة، وهنا كشف القناع عن امريكا مما يؤكد ويخدم شعار الصرخة الموت لأمريكا والموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود والنصر للإسلام، والأمة البوم معنية بأن تعرف الغرب وامريكا في الوعي الجمعي لدى ابنائها، والحذر أن تكون تحركات البوم مثل المقاطعة والعداء لأمريكا أن يكون مرحلي و مرهون بانتصار غزة، وان تستمر ثقافة المقاطعة و نتجه لدعم المنتجات العربية والإسلامية والدول التي لا تعادينا، وأن تكون بدائلنا من داخل منطقنا، وما أكثر من المنتجات ذات الكفاءة العالية بالعديد من الدول مثل مصر وسوريا وتونس، واليمن مؤخراً.
ما هي النتائج المتوقعة على إيقاف السفن خاصة على ميناء إيلات الصهيوني وشل حركة الملاحة فيه؟
في الحقيقة أنه كما هو معلوم فإن الكيان الصهيوني في 90 بالمائة من الواردات والصادرات القادمة إليه تعتمد على الملاحة وهذا ما سيؤكد أن ما حصل في باب المندب أحد أدوات الضغط الفاعلة لإيقاف هذا العدوان، بالإضافة إلى أن العنصر الرئيسي لإيقاف العدوان هو ما يحصل داخل غزة من صمود لأبنائها وعظمة مقاتليها ولكن تظل خطوة باب المندب هي خطوة مؤثرة ورئيسية.
كيف ترى من يقول إن أسر السفينة الإسرائيلية هي فصل جديد من عمليات أسر السفن بين إيران والولايات المتحدة، واتهام نتنياهو لإيران وليس أنصار الله بأسر السفينة؟
إلصاق التحركات اليمنية بإيران لها أسبابها العديدة، حيث يحاول الكيان الصهيوني وأمريكا إنكار الواقع ورفض وعدم قبول أن هناك دولة اليوم اسمها اليمن تتمتع بسيادة وترفض السياسات الأمريكية، ولذلك هم يحاولون عدم الاعتراف بتلك السيادة و يربطون أي تحركات بدول أخرى وهي سياسة ممنهجة، ونحن ندرك أن لإيران سياستها الداعمة للقضية الفلسطينية في إطار أساليب الدعم ولا أحد ينكر الدعم الإيراني هو العمق الاستراتيجي المؤثر، ولكن لكل إجراءاته وسياساته المستقلة، حيث أن اليمن تحركت وفق ثقافتها وكانت نتيجتها تلك الخطوات الكبيرة والواضحة.
هل تعتبر الخطوة الأخيرة تهديداً للملاحة في البحر الأحمر؟
إن من يهدد الملاحة البحرية هم إسرائيل وأمريكا ودول الاستعمار الغربي الذي يتواجد تقريباً في كل الممرات البحرية وتقوم بالبحث ببارجاتها الضخمة بشكل علني وتهدد أنها ستقصف وتتدخل في مساندة الكيان الصهيوني، وهؤلاء هم من مزقوا القانون الدولي والمواثيق والاتفاقيات، واستغلال المؤسسات الدولية لإعطاء ضوء أخضر للكيان الصهيوني لقتل أكثر من 5000 طفل و 3000 إمراة من شعب غزة أمام مرأى ومسمع العالم، لكسر إرادة الشعوب في القيام بأي مقاومة الاستعمار الإمبريالي الغربي موجود حالياً ومستقبلاً، وتدخل محور المقاومة هو من جعل العالم يعود للحديث عن المواثيق الدولية.
هل يعتبر إعلان الحوثي بعدم السماح بعبور السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر مثل الإجراء الذي قامت به مصر في أعقاب حرب أكتوبر| تشرين الأول 1973 من إغلاق مضيق باب المندب؟
نحن نثمن الخطوات المصر وخاصة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر والتي صنعت وعي قومي لدى الأمة في مواجهة العدو الإسرائيلي وكان لهذا الوعي ثماره الكبيرة، والتي لا زالت أثارها باقية على الكثير من الأحزاب والمكونات السياسية إلى يومنا هذا، ولهذا خلد اسم جمال عبد الناصر كقائد لأنه كان قريب وواجه الصهيونية العالمية منذ وقت مبكر، وهكذا يخلد القادة الذين سجلوا حضور تاريخي بينما يتلاشى المطبعون والمنافقون.