في ظل هذه الأوضاع والظروف المعقدة، ومع سعي المحتلين وعملائهم إلى إثارة الفتنة بين المكونات، وحياكة المخططات والمؤامرات ضد الكرد في روج آفا بهدف زرع الخلافات وتألبيهم ضد بعضهم البعض، تصبح مساعي تحقيق الوحدة الكردية أمراً بالغ الأهمية، لذلك، يجب إيلاء اهتمام كبير بالدعوات التي تنادي بوحدة الصف الكردي، والعمل على إبراز كل ما يعزز وحدة الشعب الكردي ويقوي موقفه.
قال عضو مكتب العلاقات في مجلس سوريا الديمقراطية، أزهر أحمد: "الخصوصية التي تتمتع بها المكونات الموجودة في المنطقة تعكس غناها الثقافي والاجتماعي، ما يتطلب تعزيز التفاهم والتعايش المشترك لضمان مستقبل أفضل للجميع."
قال عضو مكتب العلاقات في مجلس سوريا الديمقراطية، أزهر أحمد: "إن الخصوصية التي تتميز بها المكونات الموجودة في الطبيعة الجغرافية لشمال وشرق سوريا، تعكس التنوع السكاني والاجتماعي والثقافي لهذه المنطقة، فهي تمثل صورة حقيقية للمجتمع السوري، حيث تضم مكونات متنوعة تشمل الكرد، والعرب، والسريان، والتركمان، وغيرها، هذه المكونات، بثقافاتها المختلفة، تشكل فسيفساء مترابطة تعبر عن حضارة المنطقة، حضارة ميزوبوتاميا والهلال الخصيب، التي تمثل إرثاً إنسانياً غنياً يعزز من قيم التعايش المشترك والتعددية الثقافية."
وتابع: "تُعتبر المكونات الموجودة على أرضها الطبيعية إرثاً حقيقياً وتاريخياً، بما في ذلك الآثار والحقب التي مرت بها، لذلك، هذه المكونات، من خلال العيش المشترك والتعاون فيما بينها في مختلف مجالات الحياة، اعتادت على تكامل بعضها البعض دون أن يكون هناك أي اختلاف أو إنكار لوجود الآخر. إلا أن الحكومات المتعاقبة، بدءاً من نظام البعث البائد والأنظمة الاستبدادية التي حكمت المنطقة لعقود، عملت على تحريض المكونات وتألبيها ضد بعضها البعض، كما قامت بسلب حقوق المكونات، وخصوصاً الشعب الكردي، في المجالات الثقافية والاجتماعية والسياسية، ولم تقتصر هذه الممارسات على الكرد فقط، بل شملت أيضاً المكونات الأخرى، حيث تعرضت لضغوط تهدف إلى طمس تراثها وثقافتها ومنعها من الحفاظ على هويتها."
أشار عضو مكتب العلاقات في مجلس سوريا الديمقراطية، أزهر أحمد، إلى أن الحقيقة في هذا الوقت أصبحت ضرورية، حيث إن الحرب الدائرة حالياً تستهدف مكونات مناطق شمال سوريا وتعكس نفس الذهنية الاستبدادية التي طالما سادت، وما زالت هناك احتلالات عديدة تسيطر على مناطق مختلفة في العالم، وتسعى لفرض النظام السلطوي من خلال تهميش بعض المكونات لصالح أخرى، كما تحاول فرض العلم الواحد، واللون الواحد، واللغة الواحدة، والقومية الواحدة على الجميع، مما يهدد التنوع الثقافي والاجتماعي الذي تتميز به المنطقة.
ونوّه عضو مكتب العلاقات في مجلس سوريا الديمقراطية، أزهر أحمد، إلى أن سياسة الحزب الواحد التي انتهجتها الأنظمة المتعاقبة كانت مكلفة، خاصة بالنسبة للكرد في سوريا، حيث دفعوا ثمناً باهظاً نتيجة هذه السياسات الأحادية، وأكد أن استمرار التدخل في الشأن السوري من قبل الدول الإقليمية أو حتى الدول الضامنة للسلام يزيد الوضع تعقيداً.
وحذر أحمد من أن غياب قراءة حقيقية لطبيعة المكونات والطبيعة التاريخية والجغرافية للمنطقة سيحول دون إيجاد حل للأزمة السورية، وأشار إلى أن تحقيق تقارب صحيح بين مكونات الشعب السوري واحترام حقوق جميع المكونات سيكون المفتاح لحل الأزمة السورية، كما شدد على أهمية الحفاظ على حقوق وكرامة كافة مكونات الشعب السوري، معتبراً أن الفسيفساء السورية تمثل مصدر غنى للمنطقة بأسرها.
وأكد عضو مكتب العلاقات في مجلس سوريا الديمقراطية، أزهر أحمد، بخصوص الشعب الكردي قائلاً: "أعتقد أن كل من يراجع التاريخ ولديه الوعي الكافي لتقييم المراحل التاريخية في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة ميزوبوتاميا وطبيعة كردستان، لابد أن يعترف بأن الشعب الكردي في سوريا هو شعب عريق، وقد تم تقسيمه بين الدول الأربعة في اتفاقية سايكس بيكو. لذلك، فإن الكرد موجودون في هذه الأرض منذ العصور القديمة، وهم لا يرضون بأن يُمنحوا حقوقهم كـ 'مكرمة' من أحد، فالحقوق هي حقوق مكتسبة وطبيعية، ولا بد من الحصول عليها".
وأوضح أزهر أحمد أن التدخلات الإقليمية في الملف الكردي تشمل تركيا وإيران، بالإضافة إلى التدخلات من بعض الأطراف الكردية نفسها، حيث تعمل بعض الأحزاب السياسية على منع التفاهم والجلوس معاً على طاولة واحدة. هذه التدخلات تشكل تهديداً حقيقياً لوحدة الصف الكردي، وتؤثر سلباً على الطبيعة الحقيقية لهذه الوحدة.
وأشار إلى أن هناك تخوفاً حقيقياً من استغلال الحكومة التركية للوضع في شمال شرق سوريا، حيث تسعى للسيطرة على هذه المناطق، فهي لا تسعى إلى محاربة الكرد فقط تحت حجج مفتعلة ضد حزب العمال الكردستاني أو أيديولوجيات معينة، بل تحارب الكرد أينما وجدوا، وأكد أن ذهنية الدولة التركية ترفض تقبل المكونات الأخرى، وتخشى من انتقال الثورة والنظام الفيدرالي التعددي أو نظام الإدارة الذاتية إلى أراضيها، خاصة في ظل وجود أكثر من 30 مليون كردي يعيشون في تركيا وإيران.
وأشار أحمد إلى أن هذه الدول تخشى من حصول الكرد على حقوقهم، ولذلك تحاول اصطناع الخلافات بين الأحزاب الكردية لمنع توحدها والجلوس على طاولة واحدة في جميع مناطق كردستان، وأضاف أن هذه الدول تعمل على تقسيم الأحزاب الكردية وإضعافها، وتضع مشكلات كبيرة فيما بينها، وفي هذا السياق، أكد أن هناك ضغوطاً حقيقية على الأحزاب الكردية من قبل هذه الأطراف الإقليمية.
وشدد عضو مكتب العلاقات في مجلس سوريا الديمقراطية، أزهر أحمد، في ختام حديثه على ضرورة وحدة الصف الكردي، قائلاً:
"الآن نحن على منعطف خطير ومنعطف تاريخي، ولا بد من أن تتم وحدة الصف الكردي بأقصى سرعة ممكنة، هناك بوادر جيدة وحراك شعبي وسياسي من الجماهير للضغط على المسؤولين في الأحزاب السياسية للجلوس على طاولة واحدة وتوحيد الصف، لأن من لا يبادر إلى الحوار هو من يحاول تهميش الحقوق الأساسية التي من المفترض أن يكون مؤتمناً عليها لصالح الشعب الكردي."