فاجأت جنوب أفريقيا العالم برفع قضية ضد الآلة العسكرية الإسرائيلية أمام محكمة العدل الدولية بعد ما ارتكبته من مجازر في قطاع غزة، لتمثل تل أبيب لأول مرة أمام المحكمة على ما ارتكبته من جرائم في حق الشعب الفلسطيني، مما يثير التساؤلات حول مدى نجاح المحاكمة وما تمثله من تداعيات، وفتح الباب أمام محاكمة دول أخرى مثل تركيا على جرائمها.
كشف ياسر أبو سيدو، القيادي في حركة فتح، أن محاكمة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بداية انكشاف الحقيقة، وعلينا ان ندرك ان الكثيرون في العالم يعلمون الحقيقة بالتفصيل، لكن النفاق الدبلوماسي والضعف العربي هو سبب ضياع الحق والحقيقة والفلسطينيين هم من يدفعون الثمن.
وأكد أبو سيدو في تصريح خاص لوكالة فرات، أن نجاح المحاكمة يتوقف على صلابة الضمير العالمي والوقوف أمام الانحياز الأمريكي إلى جانب إسرائيل وارهابها، مشيراً إلى أن هذه الصفعة تحتاج موقف عربي قوي موحد.
وأضاف القيادي في حركة فتح، أن اسرائيل ثبت بالأدلة الملموسة أن كسرها ممكن وهذا يحدث للمرة الثانية، لأن اسرائيل كيان واهن وهي مثل بيت العنكبوت وتمت هزيمته في 6 أكتوبر/ تشرين الأول وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول، ولولا امريكا لكانت هناك نتائج اخرى، ولو اتحد العرب لما بقيت اسرائيل لأن السرطان الصهيوني يستهدف كل العرب دون استثناء.
وبيّن أبو سيدو، أنه يمكن أن تصبح المحاكمة باب لمحاكمة دول أخرى على جرائمها إذا نجحت، لأن كل من دعم الكيان الصهيوني يجب ادانته حتى لو كان يدعي انه عربي.
بينما كشفت ريم أبو جامع، رئيس الاتحاد العربي للمرأة المتخصصة، والقيادية بحركة فتح، والتي فقدت جزء من أسرتها في الحرب الأخير على قطاع غزة، أن قرار محاكمة إسرائيل هو تكريس لشجاعة دولة جنوب أفريقيا، وتكريس للوقف ضد الظلم، وشجاعة جنوب افريقيا نابع من تاريخها النضالي أمام نظام الفصل العنصري، وهي الدولة الأولى التي تقف أمام طغيان إسرائيل.
وأكدت ريم في تصريح خاص لوكالة فرات، أنه يمكن أن تصل محاكمة إسرائيل إلى إدانة الكيان الصهيوني، خاصة مع بدء الجلسات تتناول الوقائع الإجرامية التي كانت تبث علانية القتل، هناك دول غير عربية ستقف من أجل دعم الحق الفلسطيني وجنوب أفريقيا.
وما هي النتائج التي يمكن أن تتحقق إذا تمت إدانة إسرائيل يمكنها تشجيع الدول الغير عربية أيضا على مقاضاتهم، أيضا يخشون التنقل بين الدول تحسباً من الاعتقال، مشيرة إلى أن المحاكمة يمكن أن تردع إسرائيل مستقبلاً في عملياتها العسكرية حسب الأثر الناتج عنها، لأن الكيان الصهيوني أمامه الكثير.
وبينت ريم أبو جامع، رئيس الاتحاد العربي للمرأة المتخصصة، والقيادية بحركة فتح، أن العقبة الرئيسية أمام عملية محاكمة إسرائيل دولياً هو وجود مدافعين عن الكيان الصهيوني من الوطن العربي قبل الأمريكان والأوروبيين وخاصة الألمان.
بينما كشف مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن محاكمة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية يمكن أن تشكل سابقة في محاكمة تركيا على جرائمها في شمال وشرق سوريا ضد المواطنين العزل من الكرد، وتدمير البنية التحتية، مشيراً إلى أن تركيا تحاول تقليد النموذج الإسرائيلي الذي رآه العالم في حرب غزة الأخيرة في قصف المدنيين والبنية التحتية من أجل تهجير أهالي المنطقة.
وأكد غباشي في تصريح خاص لوكالة فرات، ان القضية تحتاج لعملية توثيق لجرائم الاحتلال التركي، مبيناً أنه على رأسها قضية عزلة القائد عبد الله أوجلان، والتي يجب تقديم طلبات للمدعي العام والمحاكم الأوروبية والدولية بشأن انتهاك حقوقه كمعتقل بالسجون التركية.