لا تتوقف الآلة الدعائية التابعة لاردوغان في إظهار تعاطفها مع الفلسطينيين وعدائها تجاه إسرائيل والحرب في غزة إلا أن البيانات التي يظهرها التبادل التجاري بين أنقرة وتل أبيب تخبرنا بغير ذلك، لأنها تتحدث عن قفزة اقتصادية في وقت الحرب، ما يثير التساؤلات حول الجانب الاقتصادي للعلاقات الإسرائيلية التركية ودوره في الحرب الحالية.
كشف فرهاد أحمد، القيادي في حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، أنه رغم ادعاءات أردوغان بأن هناك عداء تجاه إسرائيل إلا أن التبادل التجاري مستمر حتى هذه اللحظة.
وأكد أحمد، أن هناك يوميا بواخر تخرج من ميناء مرسين وإزمير التركيين باتجاه ميناء اشدود الإسرائيلي.
وعدد القيادي في حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، أشكال السلع التي توردها تركيا إلى إسرائيل مثل المواد الغذائية بالإضافة إلى الحديد و الإسمنت، وهناك تجارة سلاح بينهما ولكن كلها سرية صعب جدا من تحديدها.
وبين أحمد، انه رأينا في الفترة الماضية مقاطع فيديو مصورة من قبل الجيش الإسرائيلي لمواد عسكرية و كفوف عسكرية وحزام مضادات الرصاص صناعة تركية.
وبين القيادي في حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، أن معظم الشركات التي تتعامل مع إسرائيل هي شركات تابعة لأشخاص مرتبطين بشكل مباشر مع اردوغان، أمثال شركة ليماك ودميروغرن، وغيرهما.
وأشار أحمد، إلى أن المتعاملين تجارياً مع إسرائيل معظمهم يعمل داخل حزب العدالة و التنمية برلمانيين و وزراء، مبيناً أن منهم صاحب شركة بواخر هو بلال اردوغان، وهو نجل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان.
وأردف احمد، أن هناك أسماء لامعة في المتعاملين مع إسرائيل من المقربين من أردوغان مثل أديب اوغور برلماني، غوكان ديكتاس، ليماك هولدينغ، جنكيز هولدينغ، كوليون هولدينغ، ام ان جي هولدينغ.
بينما كشف محمد ابو سبحة، الباحث في الشؤون التركية، أن تركيا تنأى بعلاقتها الاقتصادية مع إسرائيل عن التوترات السياسية بين الحكومتين.
وأكد أبو سبحة في تصريح خاص لوكالة فرات، أن موقف أردوغان من الحرب على غزة لا يسري على القطاع الخاص في تركيا الحريص على استمرار التجارة والسياحة مع إسرائيل، واستغلال الظروف لصالحه، إذ شهد التبادل التجاري خلال فترة الحرب زيادة ملحوظة في شهري نوفمبر وديسمبر وفق بيانات وزارة التجارة التركية.
واضاف الباحث في الشؤون التركية، أنه لم تتوقف حركة التجارة والسياحة بين تركيا وإسرائيل خلال السنوات الماضية رغم انقطاع العلاقات السياسية، ولن تتوقف مع اتجاه العلاقات السياسية بين حكومتي نتنياهو وأردوغان نحو القطيعة مجددا.
بينما كشف أحمد شديد، الباحث الفلسطيني في الشؤون الدولية، أن المساعدات والتادل التجاري التركي مع إسرائيل في وقت الحرب يعتبر أحد جرائم الحرب، لا سيما وأنه يأتي في توقيت يتجه الوطن العربي لمقاطعة بضائع الاحتلال الإسرائيلي أو الداعمين له.
وأكد شديد في تصريح خاص لوكالة فرات، أن تركيا تعتبر شريك للاحتلال الإسرائيلي في جرائمه لأنها تدعم علياته العسكرية في قطاع غزة عبر المنتجات الغذائية والملابس وغيرها من السلع التي تصل إلى إسرائيل.