تستمر الهجمات التركية على شمال وشرق سوريا وجنوب كردستان وتدمير البنى التحتية وقتل المدنيين، مما يضع التساؤلات حول الأهداف الحقيقية لأردوغان في استهداف شمالي وشرقي سوريا وجنوب كردستان، وهل بالفعل أردوغان يشن حرباً من أجل محاربة حزب العمال الكردستاني وتأمين تركيا العضو في الناتو منه كما يزعم، أم يهدف لأغراض أخرى منها عملية ابادة ممنهجة بحق الشعب الكردي.
وفي هذا الصدد، لفت السفير شريف شاهين، سفير مصر في العراق سابقاً وعضو المجلس المصري للسياسات الخارجية، الانتباه إلى الوضع الحالي في شمال وشرق سوريا والاعتداءات التركية على البنية التحتية هناك، وقال إنه استكمال لعمليات الإبادة والملاحقة لكل ما هو كردي.
وأكد "شاهين" في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء، أن "هناك متلازمة بين القضية الكردية والفلسطينية، لأن كلاهما نشأ في نفس الوقت، كما أن تركيا تمارس نفس شكل الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل حالياً في غزة ضد الشعب الفلسطيني، في قصف الكرد في شمال وشرق سوريا وجنوب كردستان، واستهداف المدنيين وتدمير البنية التحتية لإجبار الأهالي على الرحيل والتهجير في محاولة لإقامة منطقة عازلة لإجهاض وإفشال مشروع الإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا".
وأضاف سفير مصر في العراق سابقاً وعضو المجلس المصري للسياسات الخارجية، أنه كان شاهداً على القضية الكردية عندما كان سفيراً لمصر في العراق، وأنها ليست قضية انفصال أو انفصاليين، وإنما هي في الواقع قضية شعب تم تقسيمه على أربع دول قومية، ويبحث عن حقوقه المسلوبة.
بينما كشف طه علي، الباحث في الشئون الدولية وسياسات الهوية، أن استهداف أردوغان للكرد هي عملية مدروسة وممنهجة وناتجة عن العقلية التركية الفاشية التي تقوم على محو وتدمير الكرد وعدم الاعراف بهم أو بحقوقهم.
وأكد "علي" في تصريحات خاصة لوكالة فرات للأنباء، أن "تركيا صدرت صورة ذهنية عن الكرد مغلوطة وهي أن الكرد انفصاليين أو كرد الجبل، أو أن الحرب في شمال وشرق سوريا هي حرب بين حزب العمال الكردستاني الانفصالي عن تركيا وبين الأتراك وهي الصورة التي رسمها إعلام الإخوان المسلمين وساعد على انتشارها وللأسف حتى بعض النخب والمثقفين تأثروا بتلك الصورة المغلوطة، وهي صورة تدل على سياسة الإلغاء التي تقوم بها تركيا".
وأضاف الباحث في الشئون الدولية وسياسات الهوية، أن "العقلية التركية تقوم بعمليات اغتيال ومحاولة تصفية الرموز الكردية، وهي السبب في اعتقال القائد عبد الله أوجلان لتلك الفترة الطويلة، ومنها اغتيال المناضلة سكينة جانسيز في باريس، وهي حالة اغتيال لسيدة وهذه من الحالات النادرة للاغتيال في العالم العربي للنساء، والتي كان آخرها في السليمانية وهي الناشطة والأكاديمية الكردية، ناكهان أكارسال في في حي بختيار بالمدينة، وهي عمليات ممنهجة لإلغاء وتدمير الكرد".